أعلنت جماعة الحوثي، الثلاثاء 1 يونيو/حزيران 2021، أن جهود حل أزمة خزان "صافر" النفطي العائم بمحافظة الحديدة (غرب) وصلت إلى "طريق مسدود"، جراء ما وصفته بانقلاب الأمم المتحدة على معظم بنود اتفاق مشترك بينهما بخصوص هذه الأزمة التي تهدد العالم بأسوأ كارثة بيئية.
جاء ذلك في بيان لـ"اللجنة الإشرافية لتنفيذ اتفاق الصيانة العاجلة لخزان صافر" (تابعة للحوثيين)، نشرته وكالة "سبأ" التابعة للجماعة.
إذ قال البيان إن "اللجنة وقفت على آخر المستجدات بشأن الاتفاق الموقع مع الأمم المتحدة، والذي وصل إلى طريق مسدود"، موضحاً أن "اللجنة عقدت منذ الخميس الماضي 3 اجتماعات مع مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع بهدف مناقشة خطة العمل الأممية، والتي يفترض أن تكون ترجمة للاتفاق الموقع معهم"، حسبما ورد.
"تراجع الأمم المتحدة عن التزاماتها"
فيما أضاف البيان أن اللجنة فوجئت بأن الخطة التي قدمها الجانب الأممي استبعدت معظم أعمال الصيانة العاجلة المتفق عليها، وأبقت فقط على أعمال التقييم بذريعة عدم توفر الوقت والتمويل"، متابعاً: "لم يكتف الجانب الأممي بالتراجع عن أعمال الصيانة المنصوص عليها في الاتفاق، بل تم التراجع عن كثير من أعمال التقييم وتحويلها إلى مجرد فحوصات نظرية لا تخضع لأي معايير متعارف عليها".
والاتفاق المشار إليه، تم التوصل له في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وينص على الصيانة العاجلة والتقييم الشامل لخزان صافر، دون الإعلان عن تفاصيل أخرى.
وحتى الساعة (19:30 ت. غ)، لم يصدر أي تعقيب من الأمم المتحدة بشأن ما ذكره الحوثيون.
تهديد بيئي خطير
إلا أن الأمم المتحدة سبق أن أشارت إلى أنها لا تزال ملتزمة ببذل كل ما في وسعها للتصدي للتهديد الإنساني والبيئي الخطير الذي تشكله الناقلة صافر، التي تحمل 1.1 مليون برميل من النفط، ومعرّضة لخطر التصدّع، مؤكدة أنها ستواصل تقديم تحديثات عن جهودها في هذا الصدد بشكل منتظم.
يشار إلى أن الناقلة "صافر" وحدة تخزين وتفريغ عائمة، راسية قبالة السواحل الغربية لليمن، على بعد 60 كم شمال ميناء الحديدة، وتستخدم لتخزين وتصدير النفط القادم من حقول محافظة مأرب النفطية.
في حين أصبح النفط الخام (1.148 مليون برميل)، والغازات المتصاعدة، تمثل تهديداً خطيراً للمنطقة، بسبب عدم خضوع السفينة "صافر" لأعمال صيانة منذ عام 2015، وتقول الأمم المتحدة إن السفينة قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة.
"تفاؤل حذر"
كانت الأمم المتحدة قد أعربت، خلال شهر أبريل/نيسان المنصرم، عن "تفاؤل حذر" بالاقتراب أكثر من حل بشأن أزمة خزان صافر، بعد إجراء "بعض المناقشات البنّاءة" مع جماعة الحوثي، لافتة إلى أنها تبذل قصارى جهدها لحل جميع القضايا اللوجستية والترتيبات الأمنية العالقة.
حيث قال نائب المتحدث باسم الأمين العام، فرحان حق، إن ثمّة حاجة إلى حل جميع القضايا العالقة "قبل أن نتمكن من تخصيص أموال مانحة إضافية لاستئجار السفن والمضي قدماً في المهمة الفنية"، وأضاف: "يبدو أننا نسير في هذا الاتجاه (..)، كلما أسرعنا في الاتفاق على كل شيء، أسرع هذا العمل في البدء".
جدير بالذكر أن اليمن يشهد، منذ نحو 7 سنوات، حرباً مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/أيلول 2014.