وجهت عدسات الكاميرات في الـ24 ساعة الأخيرة إلى غزة، حيث التقى رئيس المخابرات المصرية، عباس كامل، برئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة؛ يحيى السنوار، ضمن مباحثات وقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة بغزة وإسرائيل، وبجانب الاهتمام بالملفات التي امتلأت بها طاولة المفاوضات، تساءل بعض المتابعين عن هوية الرجال ذوي سترات الـ G.I.S الذين رافقوا رئيس المخابرات المصرية.
هؤلاء الرجال هم نخبة من قوات الحراسات الخاصة بالمخابرات المصرية، وظهرواً علناً قبل ذلك إبان تسلم مصر لهشام عشماوي؛ ضابط الجيش المصري المنشق من ليبيا.
الرجال ذوو سترات الـ G.I.S الذين رافقوا رئيس المخابرات المصرية
رافق رئيس المخابرات المصرية مجموعة من الرجال يرتدون سترات بنية اللون كتب عليها بالإنجليزية ثلاثة أحرف؛ G.I.S، وهي اختصاراً لـ General Intelligence Security والتي تعني "أمن المخابرات العامة".
هذه القوات تمثل جهاز المخابرات العامة المصرية في مكافحة الإرهاب، وتظهر حصراً في العمليات الأمنية الكبرى، مثل تأمين وصول شخصيات رسمية، أو مطلوبين بجرائم إرهاب للأمن المصري، وتندرج هذه القوات ضمن فرق النخبة في أجهزة الأمن، التي تُعزز القوات الأمنية البرية بها.
قوات النخبة في جهاز المخابرات المصرية تعرف كذلك بقوات إنفاذ القانون وتتولى مهمة حراسة وتأمين الشخصيات الرسمية، وتأمين وصول مطلوبين خطيرين للجهات الأمنية.
القوات الأمنية الخاصة في أجهزة المخابرات منتشرة في العديد من دول العالم، بل يحمل بعضها نفس التسمية، فهناك قوات GIS الإيطالية، وتعتبر أفضل وحدة للاستجابة التكتيكية داخل الشرطة العسكرية الإيطالية منذ إنشائها في عام 1978، كما يوجد قوات جزائرية خاصة تسمى قوات التدخل الخاصة، تحمل نفس الاختصار منذ إنشائها عام 1987، حيث كانت تتكون في البداية من 300 عضوٍ.
وقد شرح الخبير العسكري حاتم صابر لموقع "العربية" أن القوات الخاصة لأعمال مكافحة الإرهاب موجودة في جميع الأجهزة الأمنية بالعالم، لكن "يجب التفريق بين المسميين، لأن أعمال مكافحة الإرهاب تتمثل في تتبع الأنشطة الإرهابية ثم تنفيذ عمليات لضبط وإحضار المتورطين لدرء الخطر قبل وقوعه، وتتبع التنظيمات الإرهابية وتوجيه ضربات استباقية ضدها، أما المسمى الثاني وهو مقاومة الإرهاب فيشمل عمليات مواجهة الإرهاب وتنفيذ الاقتحامات وإنقاذ الرهائن والقبض على المتورطين".
الإعلامي أحمد موسى أيضاً قدم تقريراً عبر فضائية "صدى البلد" عن هذه القوات، مؤكداً أن قوات النخبة هذه لا تتبع شركة أمن خاصة، ولا تضم بين صفوفها أجانب أو غير مصريين، إذ تتبع الفرع الأمني المخابرات العامة، ولا تشارك سوى في العمليات الأمنية الكبيرة.
ظهور خاص لقوات الـ G.I.S
ارتدت القوات كمامات وكابات سوداء اللون، ولم يظهر عملياً سوى المنطقة المحيطة بأعينهم، وهذا ليس لدواعي الجو المشمس أو الإجراءات الاحترازية لكورونا، لكن العيون فقط هي ما يسمح لقوات النخبة بإظهاره من وجوههم خلال العمليات الأمنية الخاصة.
إذ ظهرت هذه القوات في مرة سابقة في مايو/آيار 2019، وارتدت حينها قناعاً أسود يغطي الشعر وملامح الوجه ولا يظهر سوى العينين أيضاً.
الظهور الأول العلني لهذه القوات أثناء تسلم مصر ضابط الجيش السابق المتهم بقيامه بتدبير عددٍ من الهجمات المسلحة على أهداف أمنية مصرية بعد انشقاقه من الجيش؛ هشام عشماوي.
إذ تسلمته مصر من قوات "الجيش الوطني الليبي" التي يقودها المشير خليفة حفتر، بعد القبض عليه في ليبيا، حيث كان يقاتل في صفوف تنظيم القاعدة، ووفق القوات الأمنية المصرية التي وضعته على لائحة الإرهاب كان يلقب بـ"أمير المرابطين"، وكنيته (أبوعمر المهاجر)، وسبق أن تحالف في ليبيا مع "كتائب أبوسليم"، وشكَّل "مجلس شورى مجاهدي درنة" عام 2015.
اللافت في ظهور هذه القوات مع عشماوي وقتها، أن المخابرات العامة المصرية نادراً ما تعلن عن أجهزتها وطبيعة عملها، ولكن منذ عهد رئيسها الراحل عمر سليمان، الذي قاد كثيراً من المهام السياسية المعلنة، بدأ المصريون يسمعون لأول مرة أسماء رجالات المخابرات العامة المصرية تتردد بكثرة في وسائل الإعلام.
أيضاً كان يُعتقد أن عمل المخابرات العامة يقتصر على العمل الاستخباراتي ذي الطابع السري، وليس لديها قوات أمنية خاصة منفصلة على غرار الجيش والشرطة.
وقد جاء ظهورها لتسلم عشماوي- الذي ألقي القبض عليه قبل 8 أشهر من تسليمه لمصر- بعد زيارة رئيس المخابرات المصرية عباس كامل لليبيا، ولقائه باللواء الليبي المتقاعد، ما فسر أنه تصاعد لدور المخابرات المصرية في المهام الأمنية.