كشفت وكالة Associated Press الأمريكية، الإثنين 31 مايو/أيار 2021، أن الولايات المتحدة باعت أكثر من مليوني برميل من النفط الخام الإيراني، بعد مصادرتها ناقلة نفط قبالة سواحل الإمارات العربية المتحدة، وذلك بحسب ما أظهرته الوثائق القضائية والإحصاءات الحكومية.
النفط جاء من الناقلة MT Achilleas، وهي السفينة التي صادرتها الولايات المتحدة في فبراير/شباط قبالة مدينة الفجيرة المرفئية، وتزعم الوثائق القضائية الأمريكية أنّ الناقلة كانت عرضةً للمصادرة بموجب قوانين مكافحة الإرهاب الأمريكية، بالتزامن مع محاولة الحرس الثوري استغلال الناقلة في بيع النفط الخام إلى الصين، وقد صنّفت الولايات المتحدة الحرس الثوري تنظيماً إرهابياً في عهد إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.
المدعون قالوا إنّ الناقلين حاولوا إخفاء الشحنة بوضع شعار "خام البصرة الخفيف" عليها، لتظن الجهات المسؤولة أنّ مصدره هو العراق المجاور.
فيما نقلت الولايات المتحدة السفينة إلى هيوستون في ولاية تكساس، حيث بيعت شحنتها من مليوني برميل من النفط الخام مقابل 110 ملايين دولار، أي بسعر 55 دولاراً للبرميل تقريباً، بحسب الوثائق القضائية، ويجري الاحتفاظ بالأموال كضمان في ظل الدعوى القضائية المرتبطة بها.
وعند سؤاله عن القضية، الإثنين 31 مايو/أيار، قال وزير الخارجية الإيراني سعيد خطيب زادة، إنّه "ليست لديه تفاصيل عن الأمر، ولم تشتر الولايات المتحدة أي نفط من إيران منذ عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون بسبب القوانين الأمريكية".
وفي ذروة التجارة مع إيران عام 1977، استوردت الولايات المتحدة نحو 26.5 مليون برميل من النفط الخام الإيراني، في شهر يوليو/تموز، وذلك في عهد الشاه محمد رضا بهلوي الذي كان متحالفاً مع الأمريكيين، لكن تداعيات الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 شهدت تراجع تلك المبيعات إلى الصفر في الأشهر التالية.
وفي السنوات الأخيرة، عاودت المبيعات إلى الانخفاض إلى الصفر، وسط تصاعد التوترات بين الغرب وإيران بشأن البرنامج النووي، لكن الاتفاق النووي الإيراني عام 2015 مع القوى العالمية سمح لها ببيع نفطها الخام في الأسواق العالمية من جديد، قبل أن ينسحب ترامب أحادياً بالولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018، ليجبر إيران على نقل نفطها سراً إلى خارج البلاد لبيعه بسعرٍ أقل بكثير من السعر العالمي.
وتتواصل المفاوضات في فيينا الآن بين الدبلوماسيين، لمحاولة إعادة إيران والولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، الذي شهد التزام طهران بحدود لبرنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات.
شراء النفط الإيراني
وأظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أن الولايات المتحدة استوردت شحنة نادرة، بلغ حجمها 1.033 مليون برميل من الخام الإيراني في مارس/آذار 2021، على الرغم من العقوبات المفروضة على قطاع الطاقة الإيراني.
البيانات أظهرت أن الشحنة تمثل ثاني استيراد للولايات المتحدة لنفط من إيران منذ أواخر عام 1991، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.
يأتي شراء أمريكا للنفط الإيراني، بينما كانت واشنطن قد اتخذت عدة قرارات للتضييق على بيع إيران لنفطها، إذ سبق أن دعت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الدول إلى التوقف عن شراء نفط إيران، أو مواجهة عقوبات، ويعد استيراد هذه الشحنة من النفط خرقاً من أمريكا للعقوبات التي فرضتها على طهران.
أزمة واشنطن وطهران
كذلك كانت الولايات المتحدة قد أعلنت في أكتوبر/تشرين الأول 2020، أنها كسبت أكثر من أربعين مليون دولار من إعادة بيع النفط الإيراني الذي تمت مصادرته من أربع ناقلات كانت متوجهة إلى فنزويلا.
ويتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران منذ عام 2018، عندما انسحبت واشنطن من اتفاق نووي بين طهران والقوى العالمية الكبرى، ثم أعادت فرض العقوبات على الجمهورية الإسلامية.
تفاقم العداء بين الدولتين في أوائل يناير/كانون الثاني 2020، عندما قتلت ضربة بطائرة أمريكية مسيّرة في بغداد القائد العسكري الإيراني البارز قاسم سليماني، وردت طهران في التاسع من الشهر نفسه بإطلاق صواريخ على قاعدتين في العراق تتمركز بهما قوات أمريكية.اقترح تصحيحاًشارك:علامات: