قال رئيس حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، الإثنين 31 مايو/أيار 2021، إن هناك فرصة حقيقية حالياً لتحقيق تقدُّم بملف تبادل الأسرى، معلناً استعداد حركته لبدء مفاوضات جدية بخصوص الجنود المحتجزين لديها، دون أن يتم ربط ذلك بشكل مباشر بعمليات إعادة الإعمار التي يتم الاستعداد لها، بعد عدوان إسرائيلي على القطاع استمر 11 يوماً وخلَّف دماراً كبيراً في المساكن والبنى التحتية.
جاءت تصريحات السنوار عقب لقاء مع رئيس جهاز المخابرات المصرية، عباس كامل، الذي وصل إلى قطاع غزة في وقت سابق من اليوم، عبر معبر بيت حانون، واجتمع مع قيادة حركة "حماس".
وقال السنوار في تصريح صحفي، إن حركته "ترفض رفضاً قاطعاً أي اشتراطات بموضوع تبادل الأسرى، إذ لا علاقة لهذا الموضوع بأي تخفيف أو إعمار أو كسر حصار لغزة"، مشيراً إلى أنه لا مانع أن يسير الملفان بشكل متوازٍ، كما قال.
وأضاف: "المقاومة فرضت نفسها على العدو، وستكون هناك صفقة للإفراج عن الأسرى"، كما تابع: "سجِّلوا على لساني رقم 1111، وستذكرون هذا الرقم جيداً".
وأشار إلى أن ملف الأسرى شهد حراكات خلال الفترة الماضية، لكنها توقفت نتيجة الأوضاع السياسية الداخلية لدى الاحتلال، في إشارة إلى الحالة السياسية غير المستقرة في إسرائيل.
ولفت إلى أن الأيام القادمة ستشهد حوارات عميقة وجادة في القاهرة لتوحيد الموقف الفلسطيني، حيث قال: "لننهض وتجتمع المقاومة المسلحة وشرعية مؤسسات السلطة والعمل السلمي على طريق التحرير والعودة".
وأضاف السنوار: "ناقشنا مع المصريين كافة تفاصيل تثبيت وقف إطلاق النار وكبح العدوان عن شعبنا، وأكّدنا أنّ مقاومتنا بألف خير وأيديها على الزناد لصدّ أي عدوان"، داعياً إلى "كبح الاحتلال عن ممارساته في المسجد الأقصى".
لقاء مهم مع رئيس المخابرات المصرية
وكان نائب رئيس حركة "حماس" في قطاع غزة، خليل الحيّة، قد أوضح في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع، قائلاً: "ناقشنا عدة ملفات، أهمها ضرورة إلزام الاحتلال بوقف عدوانه في غزة والقدس والشيخ جرّاح وجميع أماكن فلسطين، ولجم المستوطنين عن أبناء شعبنا، ورفع الحصار عن غزة بالكامل".
وأشار إلى أن الاجتماع تناول أيضاً قضية إعادة إعمار غزة، عقب العدوان الأخير، وأوضح: "ناقشنا الإعمار وضرورة الإسراع فيه، ورحبنا بكل جهود إعمار البيوت المدمرة والأبراج والمزارع والبنية التحتية، وسنكون مساهمين وداعمين لهذه الجهود".
وشدد الحية على أن حركته ترفض ربط ملف تبادل الأسرى مع إسرائيل بملفات إعادة الإعمار والتهدئة، مؤكداً أن مصر تتفهم موقفها في هذا الشأن.
وأضاف: "ملف تبادل الأسرى ملف مستقل عن كل الملفات ولا نقبل ربطه بها، نحن قطعنا شوطاً في اللقاءات قبل العدوان، لكن الاحتلال ليس جاداً حتى الآن (في إبرام صفقة تبادل)، وإذا كان جاداً يمكن أن نمضي فيه بشكل سريع".
وأكمل: "نحن في ظروف أفضل، والأشقاء في مصر لديهم أوراق جديدة للضغط على الاحتلال".
وتناولت المباحثات أيضاً، بحسب الحيّة، "الدور المصري والعلاقات الثنائية بيننا وبين مصر، ولدينا علاقة إستراتيجية، ومصر دورها كبير في دعم الشعب الفلسطيني".
يُشار إلى أن القضية الفلسطينية تشهد حالياً حراكاً نشطاً، في أعقاب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ضمن مساعي أمريكا والوسطاء الإقليميين لتثبيت وقف إطلاق النار، الذي بدأ فجر الجمعة 21 مايو/أيار 2021.
وكانت الهجمات الصاروخية الإسرائيلية على القطاع، براً وجواً وبحراً، قد أسفرت عن استشهاد 255 فلسطينياً، بينهم 66 طفلاً، و39 سيدة، و17 مُسنّاً، فيما أدت إلى إصابة أكثر من 1948 بجروح مختلفة، منها 90 صُنفت بأنها شديدة الخطورة.