اتهم السفير الإماراتي في إسرائيل، محمد آل خاجة، الأحد 30 مايو/أيار 2021، ما وصفها بـ"بعض القنوات التلفزيونية على غرار قناة الجزيرة القطرية، وتنظيم الإخوان المسلمين" بـ"التضليل" بخصوص العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والاعتداءات الإسرائيلية المتتالية على الفلسطينيين في القدس المحتلة، خاصة في حي الشيخ جراح.
كلام السفير الإماراتي، جاء خلال لقاء له جمعه مع الزعيم الروحي لحركة "شاس" الدينية، الحاخام شلوم كوهين، في مدينة القدس الفلسطينية المحتلة.
ونشرت هيئة البث الإسرائيلية، ما قاله السفير الإماراتي للحاخام الإسرائيلي، حيث وصف الاعتداءات بالجنون، وقال إنه "للأسف هناك قنوات والإخوان المسلمين الذين يريدون إظهار هذا الجنون في منطقتنا".
هذا الكلام صدر عنه، على خلفية تفجر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية؛ منذ الـ13 أبريل/نيسان الماضي، جراء اعتداءات "وحشية" ترتكبها شرطة إسرائيل ومستوطنوها في القدس، وخاصة المسجد الأقصى وحي "الشيخ جراح" (وسط)، في محاولة لإخلاء 12 منزلاً فلسطينياً وتسليمها لمستوطنين.
قبل أن يمتد العدوان لقطاع غزة، حيث دمرت غارات وقذائف الاحتلال أزيد من 3000 مبنى سكني مدني في القطاع، وأودت بحياة مئات الأبرياء، أغلبهم من الأطفال والنساء.
زيارة السفير للحاخام
حسب ما ذكرته قناة "كان" الإسرائيلية، فإن السفير والحاجام ناقشا أيضاً أوضاع اليهود المقيمين في دول الخليج، وانطباع السفير الإماراتي عن إسرائيل.
كما دعا "آل خاجة" كوهين إلى القيام بزيارة رسمية لدولة الإمارات.
فيما قدم له كوهين هدية و"حياه بمباركة الكهنة"، بحسب القناة.
ولعدة مرات، شارك حزب "شاس" في حكومات يمينية، وهو معروف باهتمامه بالقضايا الدينية.
مطلع مارس/آذار الماضي، قدم "آل خاجة" أوراق اعتماده للرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، كأول سفير لبلاده في إسرائيل.
يذكر أن الإمارات وإسرائيل، وقعتا منتصف سبتمبر/أيلول 2020، اتفاقاً لتطبيع العلاقات بينهما، أعقبته اتفاقات في مجالات عديدة، سياسية واقتصادية ورياضية.
بركات الحاخام
نشرت وسائل إعلام إسرائيلية، صوراً خاصة بالزيارة التي قام بها آل خاجة، إلى رئيس ما يسمى "مجلس حكماء التوراة"، خاصة تلك التي توثق لحظة تلقيه "بركة الكهنة"، من الكاهن، وفق ما نقلته المصادر نفسها.
وتظهر هذه الصورة السفير الإمارتي منحنياً على ركبته، داخل بيت الحاخام في القدس المحتلة، بينما يضع الأخير يده على رأسه، وفيما يبدو يتلو عليه بعض الكلمات التي هي بمثابة "بركات يقدمها للسفير الإماراتي".
في تعليق لها على هذه الزيارة، قالت صفحة "إسرائيل بالعربي" التابعة للخارجية الإسرائيلية، إن "سفير الإمارات لدى إسرائيل زار رئيس مجلس حكماء التوراة الحاخام الأكبر شالوم كوهين في منزله في أورشليم؛ حيث تلقى منه بركة الكهنة".
وأضافت الصفحة، أن الحديث دار أيضاً حول "الاتفاقات الإبراهيمية، كما تبادلا الهدايا الرمزية ودعا السفير الحاخام لافتتاحية معبد الديانات الإبراهيمية الـ3 بأبوظبي".
على مواقع التواصل الاجتماعي، عبر عدد كبير من النشطاء عن غضبهم من خطوة السفير الإماراتي، خاصة أن بيت الحاخام يتواجد في القدس المحتلة، وبالقرب من حي الشيخ جراح، حيث تمارس الحكومة الإسرائيلية كل أنواع الاعتداءات من أجل تفريغها من سكانها الفلسطينيين، وإعمارها بدلاً منهم، بالمتطرفين اليهود.
كما استنكر النشطاء أيضاً خطوة السفير الإماراتي، كونها تأتي بعد أيام قليلة فقط من العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي أودى بحياة المئات من المدنيين الأبرياء، أغلبهم من النساء والأطفال.
وعلى الرغم من اتفاقات التطبيع بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، إلا أن الإمارات تعتبر الأكثر نشاطاً ورغبة في تعميق علاقاتها مع إسرائيل؛ حيث إنها البلد العربي الوحيد الذي لم يصدر أي إدانة مباشرة للعدوان الأخير على غزة.