وصف وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، المعروفة باتفاقية كامب ديفيد، بأنها تُعدّ كنزاً استراتيجياً، مشيراً إلى أن الاجتماع الذي عقده مع نظيره المصري سامح شكري، الأحد، 30 مايو/أيار 2021، كان إيجابياً ومثمراً ومهماً.
جاء هذا في تصريحات مصورة للوزير الإسرائيلي، نشرها حساب "إسرائيل بالعربية" الرسمي على موقع "تويتر"، وذلك في ختام محادثاته في القاهرة مع وزير الخارجية المصري.
حيث قال أشكنازي: "مصر هي أكبر دولة عربية، واتفاق السلام معها هو كنز استراتيجي"، مؤكداً سعيهم إلى تطوير علاقاتهم مع المصريين.
يشار إلى أنه تم توقيع اتفاقية كامب ديفيد في واشنطن، يوم 26 مارس/آذار 1979، لإتمام إطار سلام شامل، وقعه الجانبان في 17 أيلول/سبتمبر 1978، بعد خمسة أعوام من آخر حرب بينهما جرت في أكتوبر/تشرين الأول 1973.
أول تطبيع مع إسرائيل
معاهدة السلام تلك، كانت الأولى بين دولة عربية وإسرائيل استمرت لعقود وصفها البعض بـ"العصر الذهبي" لإسرائيل، في ظل استمرار التنسيق الأمني، غير أنها تشكل "سلاماً بارداً"، مع استمرار عدم التطبيع الشعبي في مصر، بحسب مراقبين مصريين.
كما كشف الوزير الإسرائيلي أنه وجّه دعوة إلى شكري من أجل زيارة مدينة القدس المحتلة، وأن الأخير قبل دعوته، مضيفاً: "أتمنى أن أراه قريباً في وزارة الخارجية (الإسرائيلية)".
في حين لم يصدر رد أو إعلان رسمي من قبل السلطات المصرية بخصوص زيارة شكري إلى القدس.
إلا أنه في 10 يوليو/تموز 2016، سبق أن قام شكري بزيارة لإسرائيل، هي الأولى منذ 2007، والتقى خلالها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي وصف التعاون مع مصر بأنه "ذخر لإسرائيل أمنياً ودولياً".
أول زيارة لوزير خارجية إسرائيلي منذ سنوات
في وقت سابق من الأحد، اتفق شكري مع أشكنازي، على "مواصلة التشاور بين البلدين والسلطة الوطنية الفلسطينية لحل جمود مسار السلام"، المتوقف منذ 2014.
فيما أوضحت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، عقب لقاء الوزيرين في القاهرة، التي وصل إليها أشكناري، الأحد، أن "الزيارة تأتي في إطار تواصل مصر مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لتثبيت وقف إطلاق النار بين إسرائيل وقطاع غزة".
زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي تعدّ الأولى من نوعها منذ 13 عاماً. ولم يُعلن عن مدة الزيارة.
هذا الاجتماع بين الجانبين أكد المسؤول الإسرائيلي أنه كان مهماً جداً، خاصة أن الحديث بينهما كان مفتوحاً وصريحاً، وقد تناول الأوضاع في غزة، ومنع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من تعزيز قوتها، مع ضرورة إعادة الأسرى الإسرائيليين لدى "حماس"، حسب قوله.
في هذا الإطار، تحتفظ "حماس" بأربعة إسرائيليين، بينهم جنديان أُسرا خلال الحرب على غزة صيف عام 2014 (دون الإفصاح عن مصيرهما أو وضعهما الصحي)، والآخران دخلا غزة في ظروف غير واضحة خلال السنوات الماضية.
بخلاف ذلك، أكد الوزير الإسرائيلي أنه بحث أيضاً مع شكري مسائل إقليمية، وعلى رأسها إيران التي أشار إلى ضرورة منعها من امتلاك السلاح النووي، لأن هذا- حسب زعمه- مصلحة إقليمية وليست إسرائيلية فقط، مضيفاً: "كما تكلمنا عن تركيا، وعن التعاون في مجال الطاقة (غاز شرق المتوسط)، أتمنى أن نقوم قريباً بتجديد الرحلات الجوية لشركة مصر للطيران".
جدير بالذكر أن الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، كان قد التقي نتنياهو علناً بالولايات المتحدة، في 27 سبتمبر/أيلول 2018، وهو اللقاء الثاني بعد عام من آخر مماثل.
كذلك، وصف السيسي في مقابلة مع قناة "CBS" الأمريكية، في 4 يناير/كانون الثاني 2019، العلاقات المصرية الإسرائيلية بأنها "الأمثل والأقوى"، كاشفاً عن تنسيق أمني مع إسرائيل ضد الإرهابيين في سيناء.