أصيب عشرات الفلسطينيين، الجمعة 28 مايو/أيار 2021، خلال تفريق جيش الاحتلال الإسرائيلي عدداً من المسيرات التي خرجت في الضفة الغربية، استمراراً للحراك الذي شهدته الأراضي الفلسطينية منذ أسابيع نصرة للقدس، وتنديداً بالاستيطان ومصادرة الأراضي.
ووفق شهود عيان للأناضول، "استخدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، لتفريق مسيرة في بلدة بيتا جنوبي نابلس بالضفة، احتجاجاً على إقامة بؤرة استيطانية بها".
فيما أشارت مصادر إعلامية فلسطينية إلى 22 إصابة، 4 منها بالرصاص الحي والمطاطي، إثر مواجهات بلدة بيتا.
كما اندلعت مواجهات مماثلة في بلدة بيت دجن (شرقي نابلس)، وكفر قدوم شرقي قلقيلية شمال الضفة، وأسفرت أيضاً عن وقوع عشرات الإصابات بالاختناق، بحسب شهود عيان.
بدوره، قال مراد اشتيوي، منسق لجان المقاومة الشعبية في كفر قدوم، إن قوات جيش الاحتلال أطلقت وابلاً من الرصاص المطاطي وقنابل الغاز لتفريق مسيرة تطالب بفتح شارع مغلق منذ 17 عاماً في البلدة.
في الوقت نفسه، توجّهت مسيرة دعت إليها القوى والفصائل الفلسطينية- من وسط رام الله إلى حاجز بيت إيل على المدخل الشمالي للمدينة، احتجاجاً على الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في القدس المحتلة وبقية الضفة.
وتشير تقديرات إسرائيلية وفلسطينية، إلى وجود نحو 650 ألف مستوطن في مستوطنات الضفة الغربية والقدس المحتلة، يسكنون في 164 مستوطنة، و116 بؤرة استيطانية.
وبحسب مصادر محلية، فقد انتهت صلاة الجمعة في المسجد الأقصى اليوم دون مواجهات تذكر مع قوات الاحتلال التي سمحت للمقدسيين بالدخول إلى المسجد دون قيود، لكنها نشرت قوات مكثفة في محيط المسجد وفي أزقة البلدة القديمة.
وقد تجمع المئات في ساحات المسجد الأقصى بعد صلاة الجمعة مرددين الهتافات الوطنية.
إدانة لمواصلة الاستيطان
يأتي ذلك في الوقت الذي نددت وزارة الخارجية الفلسطينية، بمصادقة الحكومة الإسرائيلية على بناء 560 وحدة استيطانية جديدة جنوبي الضفة الغربية المحتلة.
وقالت الوزارة، في بيان: "ندين مصادقة سلطات الاحتلال على بناء 560 وحدة استيطانية جديدة جنوب شرقي محافظة بيت لحم، بهدف توسيع المستوطنات".
وأضافت أن "مصداقية الإدارة الأمريكية ورئيسها جو بايدن على المحك، لأن إسرائيل تواصل إحراجهم من خلال تصعيد استيطانها وعدوانها على شعبنا".
وتساءلت: "كيف ستتصرف الإدارة الأمريكية إزاء إحراجات إسرائيل المتواصلة لها؟ وهل سترضى أمام هذا الإصرار الإسرائيلي على إحراجها دولياً؟".
وحمّلت الخارجية الفلسطينية، الحكومة الإسرائيلية "المسؤولية الكاملة والمباشرة عن عمليات التوسع الاستيطاني وسرقة أراضي الفلسطينيين".
والخميس، صادق "المجلس الأعلى للتخطيط"، في الإدارة المدنية التابعة لإسرائيل، على بناء 560 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "متساد"، جنوب شرقي بيت لحم.
ويعيش حوالي 650 ألف يهودي إسرائيلي حالياً في أكثر من 130 مستوطنة تم بناؤها منذ عام 1967، عندما احتلت إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية.
ويعتبر القانون الدولي الضفة الغربية والقدس الشرقية أراضيَ محتلة، ويعتبر جميع أنشطة بناء المستوطنات اليهودية هناك غير قانونية.
ومنذ 13 أبريل/نيسان الماضي، تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية كافة؛ جراء اعتداءات ارتكبتها الشرطة ومستوطنون إسرائيليون، في مدينة القدس المحتلة، وخاصة المسجد الأقصى ومحيطه وحي الشيخ جراح؛ حيث تريد إسرائيل إخلاء 12 منزلاً من أصحابها، كمرحلة أولى.
التوتر تصاعد بشكل كبير ليشمل احتجاجات واشتباكات في القدس والضفة ومعظم مدن الداخل، قبل أن تبدأ موجة تصعيد إسرائيلي في قطاع غزة، استمرت 11 يوماً، وتسببت في مجازر ودمار واسع في منشآت عامة ومنازل مدنية ومؤسسات حكومية وإعلامية، وأراضٍ زراعية، إضافة إلى شوارع وبنى تحتية في غزة.