تسببت الضربات الجوية العنيفة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، في اختفاء أبراج شاهقة ببلدة بيت لاهيا في قطاع غزة وحلَّت محلها خيام، وقد حوَّل القصف الإسرائيلي بعض العائلات إلى مشردين بلا مأوى.
في حين حصل الفلسطينيون بالقطاع على بعض التعهدات بتقديم مساعدات مالية، من أجل إعادة الإعمار، بعد القتال الذي استمر 11 يوماً.
وعود مصرية وقطرية بإعمار غزة
وعدت كل من مصر وقطر، اللتين ساعدتا بالتوسط في هدنة بدأت يوم الجمعة الماضي، بتقديم 500 مليون دولار من كل منهما.
ووسط حطام المنازل في بيت لاهيا، يلعب الأطفال ويجلس الكبار يرتشفون الشاي على قطع الأثاث المحطمة.
تحمل لافتاتٍ أسماءَ أصحاب المنازل الذين فقدوا دفئها، وعلى لافتة أخرى كُتبت أسماء أربعة أطفال وامرأتين ورجلين استُشهدوا في القصف.
نجا عبدالله الزوارعة وعائلته من إحدى هذه الضربات في 13 مايو/أيار 2021. كان الشاب الذي يعمل حلاقاً والبالغ من العمر 23 عاماً، وأمه وأشقاؤه يزورون أقاربهم عندما وقع القصف وانهار منزلهم وتحوَّل إلى كومة من الأنقاض.
قال لـ"رويترز": "إحنا ناس متدمرين بعد القصف (الإسرائيلي) علينا.. مفيش مكان إلا الخيمة لنا حالياً"، مضيفاً أن أسرته تبحث عن منزل للإيجار.
عشرات الغارات الجوية
ذكر شهود عيان أن المنطقة تعرضت لنحو 30 غارة جوية إسرائيلية خلال القتال. وتقول إسرائيل إنها كانت تستهدف مقاتلين فلسطينيين ومخازن أسلحة، وإنها اتخذت إجراءات لمنع سقوط ضحايا من المدنيين، فيما تكشف الوقائع عكس ذلك.
من جانبها عرضت الولايات المتحدة بعض المساعدة، لكنها اشترطت ألا يكون لحركة حماس، التي تحكم قطاع غزة، دور في إعادة البناء. وقال يحيى السنوار رئيس حركة حماس في قطاع غزة، يوم الأربعاء، إن حركته لن تمثل عقبة في هذا الطريق.
قالت وزارة الإسكان في غزة، إن 1500 وحدة سكنية دُمرت تماماً، وإن 1500 وحدة أخرى لحِقت بها أضرار بحيث يستحيل ترميمها، فيما لحِقت أضرار جزئية بنحو 17 ألف وحدة. وقدَّر مسؤول في الوزارة تكلفة إعادة بناء المنازل بنحو 150 مليون دولار.
أوضح المسؤول أن 2000 وحدة سكنية دُمرت في الصراعات السابقة، لم تتم إعادة بنائها حتى الآن. وأضاف أن إعادة بنائها ستتكلف 200 مليون دولار أخرى.
استشهاد وإصابة الآلاف
قالت السلطات الصحية الفلسطينية إن 254 شخصاً على الأقل استُشهدوا في غزة، وأصيب أكثر من 1900. وقالت إسرائيل إن 13 قُتلوا بالصواريخ التي أُطلقت من غزة وفي هجوم بصاروخ موجَّه.
قالت أمينة والدة الزوارعة: "أنا ربّيت الأولاد وهم صغار… ولنا ذكريات كثيرة أنا وأولادي.. البيت هاد يمكن يرجع بس الذكريات مستحيل ترجع".
في مدينة غزة، قال زياد دهمان، وهو موظف عام متقاعد دُمر منزله في 2014، إنه يشعر بألم الضحايا الجدد.