كشفت وكالة Associated Press، الثلاثاء 25 مايو/أيار 2021، أن الإمارات تقوم بتشييد "قاعدة جوية سرية في جزيرة بركانية قبالة اليمن، وتقع القاعدة في واحدة من نقاط الاختناق البحرية المهمة في العالم لكل ممرات الطاقة والشحن التجاري، بالتحديد عند مضيق باب المندب في جزيرة ميون الاستراتيجية.
الوكالة نقلت عن مسؤولين في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً أن إماراتيين يقفون وراء مشروع القاعدة الجوية، على الرغم من أنها أعلنت عام 2019 سحب قواتها من التحالف العسكري، بقيادة السعودية من اليمن.
هدف استراتيجي طويل الأمد
فيما قال جيريمي بيني، محرر الشرق الأوسط في شركة استخبارات "جينس"، والتي تتابع أعمال البناء في جزيرة ميون منذ سنوات، إن بناء القاعدة يعني أن هناك "هدفاً استراتيجياً طويل المدى لتأسيس وجود دائم، والأمر لا يتعلق فقط بحرب اليمن وإنما أيضاً بحركة الشحن" في باب المندب.
وفقاً للتقرير، يسمح المدرج في جزيرة مايون لمن يسيطر عليه بإبراز قوته في المضيق وشن غارات جوية بسهولة على البر الرئيسي لليمن، الذي تدمر بسبب الحرب التي استمرت لسنوات.
وتوفر الجزيرة قاعدة لأي عمليات في البحر الأحمر وخليج عدن وشرق إفريقيا القريب.
كما نشرت الوكالة صوراً للأقمار الصناعية من شركة "بلانيت لابز" تظهر شاحنات تفريغ وممهدات بناء مدرج بطول 1.85 كيلومتر (6070 قدماً) على الجزيرة في 11 أبريل/نيسان، كما قالت الوكالة إن المدرج قد يستوعب مدرجاً بهذا الطول طائرات الهجوم والمراقبة والنقل.
مسؤولون يمنيون قالوا لوكالة أسوشيتد برس -شريطة عدم الكشف عن هويتهم- إن السفن الإماراتية نقلت أسلحة ومعدات عسكرية وقوات إلى جزيرة مايون في الأسابيع الأخيرة.
فيما لم ترد الإمارات على طلبات تعليق الوكالة الأمريكية.
الوجود الإماراتي في اليمن
ويشار إلى أن الإمارات تتنوع مصالحها في اليمن، لكن أحد الأهداف الرئيسية للدولة الخليجية الصغيرة -التي لا تشترك في حدود مع اليمن- هو أن تحتفظ بنفوذها على مضيق باب المندب. وهذا الممر المائي حيوي لمرور حوالي 9% من النفط الخام والبترول المكرر المنقول بحراً في العالم.
تقول شيرين العديمي، الناشطة يمنية المولد والأستاذة بجامعة ولاية ميشيغان، لموقع Middle East Eye: "هدف الإمارات واضح جداً لي باعتباري يمنية، وهو أن تضمن وجود حكومة لها في اليمن تسهّل سفر نفطها عبر باب المندب". وقالت: "إنه موقع استراتيجي مهم كثيراً. ولهذا السبب كانت السعودية والولايات المتحدة تتدخلان في اليمن في الماضي. وهذا ما يدور حوله الأمر في الواقع".
وتلجأ الإمارات إلى مناورات لبسط سيطرتها على بعض المواقع القوية على أمل الحفاظ على نفوذها على الموانئ وحركة المرور البحرية في المنطقة، من جزيرة سقطرى، التي تقع عند مصب خليج عدن، إلى جزيرة ميون، التي تقع في وسط باب المندب مباشرة.
وتؤكد الحكومة اليمنية أن هذه الجزر والموانئ لا تزال تحت سيطرة الإمارات حتى يومنا هذا، ففي مطلع هذا الشهر، قوّض محمد قيزان، وكيل وزارة الإعلام اليمنية، مزاعم الإمارات بإنهاء وجودها في اليمن.
وكانت الإمارات قد حولت المطار إلى قاعدة عسكرية لقواتها مع بداية الحرب ورفضت إعادة فتحه، لأسباب أمنية، على حد قولها. لكن الرحبي اتهم القوات الإماراتية بتحويل المطار إلى "سجن غير قانوني لارتكاب أشكال شنيعة من التعذيب بحق اليمنيين".