أعلنت مصر، السبت 22 مايو/أيار 2021، استعدادها للمساهمة في الدفع بتسوية سياسية جادة بين فلسطين وإسرائيل، مؤكدةً أنَّ وقف إطلاق النار "ليس نهاية المطاف".
جاء ذلك خلال مداخلة هاتفية للمتحدث باسم وزارة الخارجية السفير أحمد حافظ مع فضائية "سكاي نيوز" الإماراتية، بالتزامن مع مباحثات وفدين مصريين أمنيين مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي؛ لثبيت إجراءات وقف إطلاق النار الذي بدأت برعاية مصرية فجر الجمعة.
حافظ أشار إلى أن الوفدين الأمنيين "يتابعان إجراءات تنفيذ (وقف إطلاق النار) وللاتفاق على الإجراءات اللاحقة (لم يحددها) والتي من شأنها الحفاظ على استقرار الأوضاع بصورة دائمة هناك"، مؤكداً "أهمية العمل على فتح أفق سياسي بمسار المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي؛ حتى نمنع أسباب تكرار مثل تلك الصدامات والمواجهات".
فيما أضاف: "رغم أولوية وقف التصعيد وإطلاق النار كان نصب أعيينا عدم إغفال جذور المشكلة الأكبر وهي عدم إنجاز مسار التسوية، وإلا فسنقف في مربع إطفاء الحرائق، وهذا ليس حلاً مستداماً".
كما أكد المتحدث باسم الخارجية المصرية: "بجهود واتصالات (..) عملنا على وقف التصعيد والاستعداد للعمل نحو مسار التسوية الجادة، ومستعدون للمساهمة مع كافة الأطراف والشركاء المعنيين؛ للدفع قدماً بهذا".
يشار إلى أنه منذ أبريل/نيسان 2014، تجمدت عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل، إثر رفض الأخيرة وقف الاستيطان في الأراضي المحتلة، والقبول بحدود 1967 كأساس للتفاوض على إقامة دولة فلسطينية.
بيان مجلس الأمن الدولي
في غضون ذلك، دعا مجلس الأمن الدولي، السبت، إلى "الالتزام الكامل" بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة "حماس" بقطاع غزة، مشدداً على الحاجة الفورية لتقديم مساعدات إنسانية للمدنيين الفلسطينيين، لا سيما في غزة.
حيث أصدر المجلس، المؤلف من 15 دولة عضواً، بياناً تم الاتفاق عليه بالإجماع بعد عدم تمكُّنه من إصدار قرار خلال الصراع الذي استمر 11 يوماً، بسبب معارضة الولايات المتحدة.
في حين قالت البعثة الفرنسية لدى الأمم المتحدة إنها أوقفت مساعيها لاستصدار قرار بشأن القضية.
وقف إطلاق النار
كان التوتر قد تصاعد في قطاع غزة بشكل كبير، بعد إطلاق إسرائيل عملية عسكرية واسعة ضده في 10 مايو/أيار الجاري، تسببت بمجازر ودمار واسع في منشآت عامة ومنازل مدنية ومؤسسات حكومية وإعلامية، وأراضٍ زراعية، إضافة إلى شوارع وبنى تحتية في غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني، قبل بدء وقف لإطلاق النار.
إلا أنه مع فجر الجمعة 21 مايو/أيار الجاري، بدأ سريان وقف لإطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بوساطة مصرية ودولية، بعد 11 يوماً من العدوان.
هذا العدوان الإسرائيلي الوحشي على أراضي السلطة الفلسطينية والبلدات العربية بإسرائيل، أسفر عن 279 شهيداً بينهم 69 طفلاً، و40 سيدة، و17 مسناً، فيما أدى إلى أكثر من 8900 إصابة، منها 90 صُنفت على أنها "شديدة الخطورة".
في المقابل، أسفر قصف المقاومة عن تكبيد إسرائيل خسائر بشرية واقتصادية "كبيرة"، وأدى إلى مقتل 12 إسرائيلياً بينهم ضابط، في حين أُصيب أكثر من 800 آخرين بجروح، إضافة إلى تضرر أكثر من 100 مبنى، وتدمير عشرات المركبات، ووقوع أضرار مادية كبيرة، فضلاً عن توقف بعض المطارات لأيام طويلة.
كانت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية كافة قد تفجّرت إثر اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة ومستوطنون إسرائيليون، منذ 13 أبريل/نيسان الماضي، في القدس، خاصةً منطقة "باب العامود" والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي الشيخ جراح؛ حيث تريد إسرائيل إخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.
يُذكر أن إسرائيل احتلت القدس الشرقية، حيث يقع المسجد الأقصى، خلال الحرب العربية-الإسرائيلية عام 1967، كما ضمت مدينة القدس بأكملها عام 1980، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.