قالت صحيفة New York Times الأمريكية، في تقرير نشرته الأربعاء 19 مايو/أيار 2021، إن جماعات يهودية متطرفة لجأت إلى إنشاء مجموعات دردشة على تطبيق واتساب؛ من أجل دعم الانتهاكات التي تقوم بها القوات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين الأبرياء في قطاع غزة وأماكن أخرى من الأراضي الفلسطينية.
إذ يقول التقرير إن الأيام الماضية شهدت ظهور رسالة على مجموعة دردشة جديدة في تطبيق واتساب تحمل اسم "الموت للعرب Death to the Arabs". وحثّت الرسالة الإسرائيليين على الانضمام إلى معركةٍ جماعية ضخمة في الشارع ضد المواطنين الفلسطينيين.
ظهور مجموعات متنوعة
في غضون ساعات، ظهرت عشرات مجموعات واتساب الأخرى بأسماء ورسائل شبيهة ومتنوعة. وسرعان ما اتفقت المجموعات على تحديد موعد لبدء الاشتباكات في مدينة بات يام الساحلية.
في المقابل انتشرت مقاطع مصوّرة حية لإسرائيليين متَّشحين بالسواد وهم يُحطّمون نوافذ السيارات ويجولون في شوارع بات يام. وسحبت تلك العصابات رجلاً يُفترض أنّه عربيٌّ من سيارته، قبل أن ينهالوا عليه بالضرب حتى فقد الوعي. ثم نُقِلَ إلى المستشفى في حالةٍ خطيرة.
ارتفاع نشاط المتطرفين اليهود
كانت تلك الواقعة مجرد مثالٍ على عشرات الوقائع الأخرى التي حدثت بطول البلاد وعرضها، وقد ربطتها السلطات بارتفاعٍ في نشاط المتطرفين اليهود على واتساب. ومنذ تصاعد العنف جرى إنشاء 100 مجموعة واتساب على الأقل، لغرضٍ واحد هو ارتكاب أعمال العنف ضد الفلسطينيين، وفقاً لتحليل صحيفة The New York Times الأمريكية.
حيث أُضيف مئات الأعضاء الجُدد في يومٍ واحد إلى مجموعات واتساب بأسماء مثل: "الحرس اليهودي The Jewish Guard"، و"جنود الانتقام The Revenge Troops".
من جانبه قال موقع engadget الاخباري، إنه ورغم استغلال الشبكات الاجتماعية وتطبيقات المراسلة في الماضي، لنشر خطاب الكراهية والتشجيع على العنف، فإن مجموعات واتساب هذه تذهب فيما هو أبعد من ذلك، بحسب الباحثين. وهذا لأنّ تلك المجموعات تُخطّط بشكل صريح وتُنفّذ أعمال عنف ضد المواطنين الفلسطينيين الذين يعيشون وسط أحياء، غالبية قاطنيها من اليهود.
إذ قال آشيا شاتز، مدير منظمة FakeReporter: "إنّها عاصفةٌ من الناس المستعدين لاستخدام أسمائهم الحقيقية وأرقام هواتفهم في الدعوة العلنية للعنف، واستخدام وسيلة مثل واتساب لتنظيم أنفسهم في عصابات".
بينما قالت المتحدثة باسم واتساب، إنّ خدمة المراسلة الفورية تشعر بالقلق إزاء أنشطة المتطرفين، وأردفت أن الشركة حذفت حسابات بعض الأشخاص الذين شاركوا في تلك المجموعات. ولكنها أوضحت أن واتساب لا يستطيع قراءة الرسائل المشفرة على خدمته، ومع ذلك فقد تحرّك التطبيق ضد الحسابات التي جرى الإبلاغ عنها؛ لانتهاكها شروط الخدمة.
خدمة تليغرام
في حين تصاعدت التوترات بالمنطقة بشدة، لدرجة أن مجموعات جديدة تطالب بالانتقام من الفلسطينيين قد ظهرت على واتساب وغيره من خدمات المراسلة الفورية مثل تليغرام.
من ناحية أخرى ازدادت أعداد المشاركين في تلك المجموعات بشكلٍ ثابت، بحسب شاتز. وصارت بعضها كبيرةً لدرجة الاضطرار إلى تقسيمها لمجموعات محلية مخصصة لمدن وبلدات بعينها. ولتجنّب رصد المجموعات من جانب واتساب، بدأ القائمون عليها في حث الناس على فحص الأعضاء الجدد.
أما على تليغرام، فأنشأ الإسرائيليون نحو 20 قناة لتخطيط وارتكاب أعمال العنف ضد الفلسطينيين، بحسب FakeReporter. وغالبية المحتوى والرسائل على تلك القنوات يُحاكي ذلك الموجود على مجموعات فيسبوك.
من جانبها راجعت صحيفة New York Times مجموعة واتساب "جنود الانتقام The Revenge Troops"، واطلعت على مشاركة أعضائها تعليمات حول كيفية صنع الزجاجات الحارقة والمتفجرات اليدوية. وطلبت المجموعة من أعضائها الـ400 تقديم عناوين الأعمال التجارية المملوكة للعرب؛ من أجل استهدافها.
بعد المشاركة في الهجمات، نشر الأعضاء صوراً لمآثرهم وشجّعوا الآخرين على تقليدهم.
في المقابل نقل موقع vice الاخباري عن بعض الأعضاء قولهم: "لقد ضربناهم سيارةً تلو الأخرى". فيما استهزأ الأعضاء بدعوات نتنياهو إلى السلام. إذ كتب أحدهم في إحدى مجموعات مدينة الرملة: "حكومتنا ضعيفةٌ للغاية، وأضعف من أن تتخذ القرارات اللازمة. لذا سنفعل ذلك بأنفسنا. والآن بهذا التنظيم، لن يتمكنوا من إيقافنا".