قال وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتس، المقرب من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إن شن عملية برية واسعة في قطاع غزة هو "أمر لا بد منه إذا أرادت إسرائيل تحقيق هدوء على الحدود"، متوقعاً أن تل أبيب ستتكبد خسائر فادحة في حال أقدمت على هذا الخيار.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها شتاينتس لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، الأربعاء 19 مايو/أيار 2021، في الوقت الذي يستمر فيه العدوان على قطاع غزة، والذي بدأ يوم 10 من مايو/أيار الجاري.
شتاينتس قال إنه إذا "كانت إسرائيل تريد هدوءاً دائماً على حدود غزة فليس هناك خيار آخر سوى شن عملية برية واسعة ونزع سلاح القطاع الذي تسيطر عليه حماس".
كذلك اعتبر الوزير الإسرائيلي أنه في يوم من الأيام لن يكون لدى إسرائيل "مفر من الاستيلاء المؤقت على غزة"، وفق تعبيره، لكنه أضاف: "هذا سيترتب عليه خسائر فادحة، هذا اليوم لم يحِن بعد لكن أعتقد أنه سيحدث إن لم يكن الآن ففي السنوات القادمة".
في سياق متصل، رفض شتاينتس السعي إلى عقد اتفاق مع حماس "أنا من الذين يعتقدون أنه لا ينبغي السعي لاتفاق آخر مع حماس"، مضيفاً: "إذا حدث خلاف غداً بين يحيى السنوار (رئيس حركة حماس في غزة)، ومحمد ضيف (قائد كتائب القسام)، وأراد كل منهما إظهار أنه أكثر جرأة فسوف يكسران أي اتفاق دون أن ترمش لهما عين".
كذلك رفض شتاينتس تحديد جدول زمني لموعد إعلان وقف إطلاق النار، وقال: "آخر شيء أريده هو أن أقدم للطرف الآخر صورة للجدول الزمني، لذلك لن أتحدث عما إذا كانت العملية ستستمر أياماً أو أسابيع أو شهوراً، لأن عدم اليقين بالنسبة للجانب الآخر هو أيضاً أداة في هذه الحرب".
تتزامن تصريحات شتاينتس مع ما ذكرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، عن أن كبار قادة جيش الاحتلال يريدون إنهاء الحرب على غزة، لكن رئيس الوزراء نتنياهو يعارض ذلك، لأنه يبحث عن "نصر واضح".
أشارت الصحيفة إلى أن المحادثات التي أُجريت خلال الأيام القليلة الماضية مع كبار المسؤولين السياسيين والجيش تشير إلى أن الغالبية العظمى تعتقد أن عملية غزة على وشك أن تستنفد.
أضافت الصحيفة أن "المستويين السياسي والعسكري يسعيان إلى إنهاء العملية، كلاهما يفضل ببساطة ألا يتحمل المسؤولية الكاملة عن ذلك".
وحتى الآن لا توجد مؤشرات على إنهاء قريب للحرب على غزة، بينما تواصل إسرائيل قصفها على مناطق سكنية في قطاع غزة، كما تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية قصف المدن الإسرائيلية بالصواريخ وهو ما يضع حكومة نتنياهو تحت ضغوط داخلية في حال طال أمد الحرب.
كانت وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت، أمس الثلاثاء، أن مصر تقدمت باقتراح للتهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، على أن يسري اعتباراً من الخميس، الأمر الذي نفته حركة "حماس".
يُذكر أنه منذ 13 أبريل/نيسان الماضي، تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، جراء اعتداءات "وحشية" ترتكبها شرطة إسرائيل ومستوطنوها في مدينة القدس المحتلة، خاصة المسجد الأقصى وحي "الشيخ جراح"، في محاولة لإخلاء 12 منزلاً فلسطينياً وتسليمها لمستوطنين.
ازداد الوضع توتراً في 10 مايو/أيار الجاري بشن إسرائيل عدواناً بالمقاتلات والمدافع على الفلسطينيين في قطاع غزة أسفر حتى فجر الأربعاء عن استشهاد 219 شهيداً، بينهم 63 طفلاً و36 سيّدة، بجانب أكثر من 1500 جريح، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.
فيما استُشهد 27 فلسطينياً، بينهم 4 أطفال، وأُصيب قرابة 7 آلاف في الضفة الغربية، بما فيها القدس، خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي يستخدم خلالها الرصاص الحي والمعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الفلسطينيين.