قال المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، عاموس هارئيل، الأربعاء 19 مايو/أيار 2021، إن كبار قادة جيش الاحتلال يريدون إنهاء الحرب على غزة، لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعارض ذلك، لأنه يبحث عن "نصر واضح".
هارئيل أشار في مقاله إلى أن المحادثات التي أجريت خلال الأيام القليلة الماضية مع كبار المسؤولين السياسيين والجيش تشير إلى أن الغالبية العظمى تعتقد أن عملية غزة على وشك أن تستنفد.
أضاف المحلل أن "المستويين السياسي والعسكري يسعيان إلى إنهاء العملية، كلاهما يفضل ببساطة ألا يتحمل المسؤولية الكاملة عن ذلك".
كانت صحيفة "هآرتس" أشارت إلى أنه "ما لم تقع تطورات اللحظات الأخيرة فإنه سيتم غداً الخميس إنهاء العملية العسكرية الإسرائيلية التي بدأت قبل 10 أيام".
هارئيل رأى أن "المشكلة هي أن إسرائيل تحصي الأهداف التي دمرت وعدد الناس الذين قتلوا، ولكن حماس تعمل على مستوى مختلف تماماً من الرمزية والوعي، ومن هذا المنظور ترى لنفسها اليد العليا".
في هذا الصدد، قال هارئيل أيضاً: "بالنسبة لحماس يكفيهم أنهم شلوا الحياة في معظم أنحاء إسرائيل التي كانت قد بدأت للتو في التعافي من فيروس كورونا، وأجبرت سكان وسط البلاد على روتين صافرات الإنذار اليومية وخفضت عدد الرحلات الجوية من وإلى إسرائيل إلى الحد الأدنى".
وأشار هارئيل إلى أنه "خلال 3 عمليات كبيرة سابقة في غزة، وكذلك في سلسلة من العمليات الأصغر تم التوصل إلى وقف إطلاق النار من خلال الوساطة المصرية، وأحياناً بمساعدة الأمم المتحدة".
لكنه قال إن "هذه المرة ورغم أن الاتصالات لم تتوقف، إلا أن الطرفين لم يمنح أي منهما ما يكفي من الحبال للعمل معهم للتوصل إلى اتفاق ملزم، في إسرائيل هناك من يفكر بوقف إطلاق نار أحادي الجانب من دون اتفاق، إذا انتهكته حماس سيعزز الشرعية الدولية لرد إسرائيل".
اعتبر هارئيل أيضاً أن "الخطاب الإسرائيلي لم يظهر أي فهم تقريباً للضرر الدولي الذي لحق بالدولة من جراء القصف العنيف على غزة وتزايد عدد القتلى المدنيين هناك"، ولفت إلى أنه "بالنسبة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الرجل الذي يتعين عليه في النهاية تحديد موقف إسرائيل، فإنه ليس من المريح إنهاء القتال في ظل الظروف الحالية، دون نصر إسرائيلي واضح".
أضاف المحلل العسكري أنه "في الخلفية هناك أيضاً اعتبار سياسي: التفويض الذي منحه الرئيس رؤوفين ريفلين لمنافس نتنياهو زعيم حزب هناك مستقبل يائير لبيد لتشكيل حكومة الذي ينتهي في غضون أسبوعين".
يذكر أنه في حال فشل لبيد بتشكيل الحكومة فإن نتنياهو يمتلك فرصة لتشكيل حكومة مجدداً بعد أن أخفق بهذه المهمة قبيل العدوان العسكري ضد غزة.
محاولات للتهدئة
وتبذل أطراف دولية وإقليمية جهوداً للتوصل إلى وقف للتصعيد، وقدّمت فرنسا بالتنسيق مع مصر والأردن، مساء أمس الثلاثاء، مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وغزّة ويلقى تأييد الصين وروسيا، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
تأتي هذه التطورات بينما سيتوجه وزراء خارجية عدد من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى الجمعية العامة ليشاركوا اعتباراً من الساعة 14,00 الخميس في نقاش عاجل وبحضورهم شخصياً حول القتال بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
بين الدول التي أعلنت مشاركتها على المستوى الوزاري مصر وتركيا والأردن وباكستان وتونس والجزائر التي ترأس المجموعة العربية في الأمم المتحدة.
وقال الإليزيه إنّه خلال اجتماع بين الرئيسَين الفرنسي إيمانويل ماكرون والمصري عبدالفتاح السيسي اللذين انضمّ إليهما العاهل الأردني عبدالله الثاني عبر الفيديو، "اتّفقت الدول الثلاث على ثلاثة عناصر بسيطة" هي أن "إطلاق (الصواريخ) يجب أن يتوقّف، وحان الوقت لوقفٍ لإطلاق النار ويجب أن يتولى مجلس الأمن الدولي" الملفّ.
يتضمن نص المبادرة الفرنسية دعوة إلى "وقف الأعمال العدائية" وإلى "إتاحة إيصال مساعدة إنسانية إلى الذين يحتاجون إليها".
حتى اليوم الأربعاء، ارتفعت حصيلة الحرب على غزة المتواصلة لليوم العاشر إلى 221 شهيداً، بينهم 63 طفلاً و36 سيّدة، بجانب أكثر من 1500 جريح.