أعلن الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، الثلاثاء 18 مايو/أيار 2021، أن بلاده ستقدم مبلغ 500 مليون دولار للفلسطينيين ستخصص لصالح عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي الأخير والمتواصل على القطاع، والذي استهدف البِنى التحتية للمدينة.
المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية، بسام راضي، أوضح على صفحته الرسمية في فيسبوك أن الشركات المصرية المتخصصة ستقوم بالاشتراك في تنفيذ عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة.
يأتي ذلك بعد أن أعلنت السلطات المصرية، الأحد 16 مايو/أيار، "بدء توافد الجرحى والمصابين الفلسطينيين جراء الاعتداءات الإسرائيلية" على معبر رفح مع قطاع غزة بعد فتح استثنائي له.
جرحى الفلسطينيين بمستشفيات مصر
حيث أفادت وكالة الأنباء المصرية الرسمية، نقلاً عن مصادر لم تسمّها، بأنه "تم فتح معبر رفح استثنائياً، تضامناً مع الشعب الفلسطيني لاستقبال المصابين، تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية".
الوكالة أضافت: "بدأت أعداد من الجرحى والمصابين الفلسطينيين، جراء الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، تصل إلى الجانب المصري لتلقِّي العلاج في المستشفيات المصرية"، دون تفاصيل أكثر.
في هذا الصدد، استقبل معبر رفح أول حافلة ركاب فلسطينية وصلت من قطاع غزة إلى الجانب المصري، حيث تقل 95 مسافراً فلسطينياً، بينهم مسافرون للخارج وطلاب ومرضى.
كانت سفارة دولة فلسطين بمصر أفادت بوصول 10 سيارات إسعاف مصرية لنقل جرحى العدوان الإسرائيلي لعلاجهم في المستشفيات المصرية، حيث خصصت مصر 3 مستشفيات مصرية لاستقبالهم وعلاجهم وهي العريش وبئر العبد والإسماعيلية، وفق وسائل إعلام مصرية.
أيضاً شكّلت سفارة دولة فلسطين بالقاهرة لجنة استقبال ومتابعة في المعبر والمستشفيات المخصصة للجرحى لمرافقتهم ومتابعة شؤونهم حتى الاستشفاء والعودة إلى الوطن.
كما أعلن الهلال الأحمر المصري في شمال سيناء (شمال شرق) تواجد فريق تابع له عند المعبر على مدار 24 ساعة للمساعدة في نقل المصابين، بحسب وسائل إعلام محلية.
موقف "مختلف" من العدوان الإسرائيلي
جاء الموقف المصري من العدوان الإسرائيلي على غزة وقبله الاعتداءات على المسجد الأقصى ومحاولات طرد سكان حي الشيخ جراح، مختلفاً عن مواقف القاهرة من آخر عدوان إسرائيلي كبير على غزة والذي وقع عام 2014 وعرف بعملية الجرف الصامت.
أدت هذه المواقف المصرية الأخيرة إلى توجيه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الشكر لمصر وقطر خلال مؤتمر لتأييد الشعب الفلسطيني في الدوحة، كما نوَّه رئيس إقليم حماس في الخارج خالد مشعل بأن هناك وساطات مصرية وقطرية وتركية لحل الأزمة.
كان لافتاً منذ بداية الأزمة الحالية أن القاهرة بدا أنها ترسل إشارات ورسائل حازمة لإسرائيل مطالبة إياها بوقف العدوان، وكذلك الاعتداءات على الأقصى ومحاولات طرد سكان القدس، إضافة إلى قيام القاهرة بفتح معبر رفح بسرعة، واستضافة الجرحى الفلسطينيين في المستشفيات المصرية وإرسال سيارات إسعاف لاستقبالهم.
لكن الأهم هو التغطية الإعلامية المصرية للأحداث التي إن لم تكن كثيفة، إلا أنها تظهر ضراوة العدوان الإسرائيلي على غزة، والأهم أنه سُمح لبعض المواقع والصحف الخاصة بإبراز نسبي لإنجازات المقاومة في الرد على العدوان عبر الهجمات الصاروخية، وهي أخبار لا يمكن تصور أنها اجتهادات من هذه الصحف والمواقع في ضوء وجود رقيب في أي مؤسسة إعلامية مصرية يتابع كل الأخبار.