“فترة تهدئة” إجبارية تخفض معدلات الطلاق بنسبة 70%.. قانون اقترحته بكين ورفضه الصينيون

عربي بوست
تم النشر: 2021/05/18 الساعة 10:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/05/18 الساعة 10:52 بتوقيت غرينتش
مدينة ووهان حيث ظهر فيروس كورونا/ رويترز

انخفضت حالات الطلاق في الصين إلى أكثر من 70% خلال الربع الأول من هذا العام، بعد دخول قانون مثير للجدل يفرض "فترة تهدئة" للأزواج، حيز التنفيذ، وفق ما ذكرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، الثلاثاء 18 مايو/أيار 2021.

في محاولة لخفض نسب الطلاق، وافقت الهيئة التشريعية الصينية العام الماضي على قانون يشترط على الأزواج المتقدمين للحصول على الطلاق الانتظار 30 يوماً، بمثابة فرض فترة تهدئة ومراجعة، قبل النظر في طلب الطلاق. 

انخفاض معدلات الطلاق في الصين

صحيفة "الغارديان" قالت إن البيانات التي نشرتها وزارة الشؤون المدنية أشارت إلى تسجيل 296 ألف حالة طلاق خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2021، انخفاضاً من 1.05 مليون في الربع السابق، و1.06 مليون في نفس الفترة من العام 2019.

إذ ازداد معدل الطلاق في الصين بشكل مطرد منذ عام 2003 عندما أصبحت قوانين الزواج أكثر تساهلاً إضافة إلى ازدياد استقلالية النساء مالياً.

أثارت البيانات الجديدة بشأن انخفاض معدل الطلاق العديد من الانتقادت، إذ تساءل المعلقون عبر الإنترنت عما إذا كانت الأرقام قد انخفضت؛ لأن الناس غيروا رأيهم أو لأن إجراءات الطلاق ازدادت تعقيداً، مشيرين إلى صعوبة الحصول على موعد قبل انتهاء مدة فترة التهدئة.  

في فبراير/شباط، أفادت وسائل الإعلام الصينية بأن جميع المواعيد كانت محجوزة بالكامل في  مدن عدة، مثل شنتشن وشنغهاي، بل إن بعضهم اضطر إلى شراء مواعيد من أزواج آخرين بمبالغ كبيرة. 

تشكيك في إحصائيات الحكومة 

بينما قال أحدهم معترضاً على النتائج: "للأسف لا توجد إحصائيات بشأن الألم الذي سببه القانون".

وقالت أخرى: "الزواج ليس ضرورياً للسعادة، لكن الطلاق يجب أن يكون من أجل السعادة، والبيانات تظهر أن 70% من الناس فقدوا فرصة السعي وراء السعادة".

بالمقابل، أوضح مراقبون أن هناك حاجة إلى مزيد من البيانات لاستخلاص المزيد من الاستنتاجات، منوهين بأن وجود معدلات وعوامل متغيرة تختلف من منطقة إلى أخرى.

في هذا الصدد، قالت الباحثة الاجتماعية، تشن يايا: "الآن بعد أن أصبح قانون فترة التهدئة حقيقة واقعة، يجب أن نبدأ في التركيز على المشكلات التي يمكن حلها بشكل واقعي وكيفية التخلص من السلبيات".

صينيون يرفضون القانون الجديد

قوبل القانون، الذي كان مجرد توصية سابقاً لا يُنفَّذ إلا في بعض المقاطعات، بمعارضة واسعة النطاق منذ أن سعى المُشرِّعون لمعرفة ردود الفعل عليه في العام الماضي.  

إذ انتقد أحد رواد الإنترنت القانون الجديد -وهو جزء من أول قانون مدني تشرعه الصين- ضمن هاشتاغ "عارِضوا فترة التهدئة قبل الطلاق"، الذي حصد أكثر من 30 مليون مشاهدة.

في حين كتب آخر: "حتى الطلاق لا يمكننا إجراؤه بِحرية. لا بد أنَّ هناك كثيراً من الأشخاص الذين يتزوجون باندفاع، يجب منحهم فترة تهدئة قبل الزواج هم أيضاً!".

بينما قال أحد المستخدمين: "يعتقد الحكام أنَّ الجماهير غير ناضجة"، في حين أضاف مُعلِّق آخر: "لقد مرَّروا قانون فترة تهدئة الطلاق على الرغم من معارضة الجميع على الإنترنت؛ مما يعني أنَّ احترامهم للرأي العام مجرد استعراض". 

تحميل المزيد