لا شكَّ أنكم سمعتم من قبل عن جرائم متعددة، اعتبر مرتكبوها أنها كانت بالنسبة لهم تستحق المخاطرة، مثل السطو على بنك والظفر بمبلغ مليون دولار، أو جرائم أخرى تكون وليدة غضب اللحظة، ولكن الأمر الغريب هو أنّ هناك جرائم غريبة حول العالم، ارتكبها الناس لأسباب تافهة جداً، فهل تخيلت يوماً أن يقتل شخص ما أختَه بسبب كلمة سر الواي فاي؟
جرائم غريبة حول العالم
نعرض فيما يلي أغرب الأسباب التي دفعت البعض لارتكاب جرائم، وفقاً لما ذكره موقع List Verse الأمريكي.
رسائل نصيّة في السينما أدت إلى جريمة قتل
بالنسبة لكيرتس ريفز، وهو ضابط شرطة متقاعد من ولاية فلوريدا الأمريكية، فإن الأجواء الهادئة هي طقس مقدَّس من أجل حضور فيلم ما في السينما.
ففي عام 2014، أطلق ريفز النار على شخص يدعى تشاد أولسون الذي كان ذنبه الوحيد أنه كان يرسل رسائل نصيّة من هاتفه المحمول أثناء عرض الفيلم.
بدأ الأمر بمشادة كلامية، تبعها إلقاء الضحية عبوة الفيشار في وجه الضابط المتقاعد الذي ادعى أيضاً أنّ الضحية ضربه على وجهه بأداة مجهولة، فأخرج مسدسه من جعبته وأرداه برصاصة في الصدر، وفقاً لتقارير الشرطة.
حاول ريفز الادِّعاء بأنه كان يدافع عن نفسه، لكنه واجه تهمة قتل من الدرجة الثانية.
لم يشكره بالشكل المناسب فقتله!
صحيح أننا جميعاً نحب أن نكون في موضع تقدير عندما نفعل شيئاً جيداً، ولكن في حال لم نتلقَه فبكل تأكيد لن يصل الأمر بنا إلى حد ارتكاب جريمة قتل.
فيرغس جون غلين، هو شخص نيوزيلندي، كان يبلغ من العمر 36 عاماً عندما ضرب شقيقه النائم كريغ، 33 عاماً، بفأس تقطيع الخشب 8 مرات على رقبته ليرديه قتيلاً في عام 2003.
وبعد أن انتهى من جريمته نزل وبكل برود إلى الطابق السفلي ليخبر والدته بأنه قتل شقيقه الذي انفصل حديثاً عن زوجته ولديه منها 3 أطفال.
أما عند سؤاله عن سبب قتله، فقد أكد أنه كان منزعجاً من عدم شكر الضحية له على إعداد العشاء في الليلة الماضية، مضيفاً أنه ليس فخوراً بما فعله، لكنه فعله.
وتشير الوثائق إلى أنّ حادثة العشاء كانت مجرد مشكلة واحدة من خلافٍ طويل الأمد بين الأخوين، بما في ذلك مشاجرةٌ بالأيدي قبل 4 أشهر.
ومع اعترافه بالجريمة، تلقَّى فيرغس عقوبةً بالسجن مدى الحياة بتهمة القتل، مع عدم الإفراج المشروط عنه إلا بعد 10 سنوات.
وفي جلسة استماعٍ بتاريخ 16 مايو/أيار 2019، منحت المحكمة فيرغس إفراجاً مشروطاً يبدأ في أكتوبر/تشرين الأول 2019، مع جلسة استماعٍ مرحلية في فبراير/شباط 2020.
وجاء القرار بناءً على أدلةٍ تشير إلى أن فيرغس قد أكمل إعادة تأهيله، وكان لديه مكانٌ للإقامة، وكان يعمل بالفعل خارج السجن ويعتني بنفسه دون أيِّ حادث.
القتل للحصول على مظهر أجمل
في عام 1972، أُلقِيَ القبض على كونو هوفمان، وهو ألماني يعيش في ولاية بافاريا بتهمة السرقة وقتل شخصين.
كان لدى الشرطة حينها سجلات 35 حادثة على الأقل اعتدى فيها هوفمان على المقابر ومستودعات الجثث من عام 1971 إلى 1972.
إذ كان هوفمان يطعن الجثث التي يسرقها مستخدماً شفرات حلاقة، وأحياناً كان يقطع رؤوسهم ويشرب دماءهم، وقد اعترف من زنزانته بأنه كان يفعل ذلك ليصبح "حَسَن المظهر وقوياً".
كان هوفمان أبكم وعانى طفولةً مؤلمة، حيث كان والده المدمن على الكحول يضربه إلى درجة أنه فقد القدرة على الكلام والسمع.
وبعد 9 سنوات من السجن بتهمة السرقة، أصبح هوفمان مهووساً بتحسين نفسه من خلال السحر والتنجيم، وقرأ عن الشيطانيات والسحر الأسود، مع التركيز على طقوس مضاجعة الموتى ومصَّاصي الدماء.
وبعدما اكتشف أن الاعتداء على القبور لم يجعله وسيماً، افترض هوفمان أنه بحاجةٍ إلى جثامين أخرى جديدة، وحينها قرَّرَ قتل ماركوس أدلر، 24 عاماً، وخطيبته روث ليسي، 18 عاماً، في 6 مايو/أيار 1972، عندما أطلق النار عليهما في سيارتهما وشرب دماءهما.
اعترف هوفمان على الفور، وحكمت عليه المحكمة بالسجن مدى الحياة في مصحةٍ للأمراض العقلية.
ادَّعت أن صديقها قتل ابنتها لنيل اهتمام الناس
صحيح أنه من الشائع أن نسمع عن تزييف حالات حمل لأسبابٍ مختلفة، بما في ذلك الرغبة في الإبقاء على علاقةٍ ما، لكن نادراً ما تقوم سيدةٌ بتزييف ولادة طفل وموته فقد من أجل نيل اهتمام الناس.
هذا ما فعلته الأمريكية غلينا بروك بينكرتون البالغة من العمر 32 عاماً عندما ادعت في عام 2020 أن صديقها السابق أنطونيو ألين، أطلق النار على ابنتها البالغة من العمر عاماً واحداً في رأسها قبل نحو عامين.
وأخبرت السلطات أنها دفنت ابنتها في مُتنزَّه تو-ريفرز، ومن ثم قادت مُحقِّقي الطب الشرعي والكلاب الشرطية في البحث عن الجثة المزعومة ولكن لم يتم العثور عليها.
المشكلة كانت أن المرأة لم تنجب قط، حتى إنّ شقيقها أكد أنه "لم يكن يعلم" أن أخته حامل على الإطلاق من قبل.
وفي وقتٍ لاحق اعترفت بينكرتون للشرطة بأنها اختلقت القصة سعياً لنيل اهتمام الناس.
سرقة جثث الفتيات من أجل إعادتهنّ للحياة!
في عام 2011، اعتقلت الشرطة المؤرِّخ الروسي أناتولي يوريفيتش موسكفين 46 عاماً، بعدما اكتشفت 26 جثة لفتياتٍ في شقته وفي المرآب الخاص به.
كان موسكفين الذي يعرف التحدث بـ13 لغة، يستخرج الجثث من القبور ويستخدم تقنيات التحنيط قبل إخفائها في أماكن جافة حول المقابر.
وبمجرد أن تجف الجثث، كان يحضرها إلى المنزل ويُلبِسها لتبدو مثل الدمى، مثل إلباسها ملابس نسائية وجوارب وأحذية بطول الركبة، ويضع مستحضرات تجميلٍ وأحمر شفاه على وجوهها، وفقاً لما ذكرته صحيفة Daily Mail البريطانية.
رأى والدا موسكفين، اللذان كانا يعيشان معه في الشقة، الجثث المُحنَّطة، لكنهما اعتقدا أنها دمى كبيرة فحسب.
وحين سُئِلَ موسكفين عن دافعه وراء ذلك، قال إنه يشعر بالأسف تجاه الفتيات ويريد منحهن أجساداً حية، إذ اكتشف كما يزعم طريقةً لإعادتهن إلى الحياة، من خلال تجميلهن، لجعلهنّ مرتاحاتٍ وسعيدات بمجرد إحيائهن.
كان موسكفين يبحث عن نعي الأطفال المتوفين حديثاً ويختار الذين "تحدَّثوا" إليه، وادعى أنه كان ينام على قبر الفتاة، ويقول إنه لا يحفر القبر إلا عندما يحصل على إذنٍ من الفتاة المتوفاة بذلك.
وفي مايو/أيار 2012، قرَّرَت المحكمة أن موسكفين يعاني من الفصام المصحوب بجنون العظمة، وحكمت عليه بالحجز في مستشفى للأمراض النفسية.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أوصلت لجنةٌ طبية بالإفراج عن موسكفين بسبب نجاح العلاج، ومع ذلك، مدَّدَ القاضي عقوبته ستة أشهر إضافية.
القتل بسبب كلمة مرور الواي فاي
رغم أن غياب اتصال واي فاي قوي لتشغيل ألعاب الفيديو قد يكون أمراً مُحبِطاً لأي شخص، لكنه ليس شيئاً يمكن أن يقتل المرء بسببه.
بالنسبة للمراهق الجورجي كيفون واتكينز، كان الأمر كذلك، ففي عام 2018، قتل واتكينز، البالغ من العمر 16 عاماً، أخته ذات الـ20 عاماً، من خلال خنقها.
إذ كان كيفون ووالدته يتجادلان لأنه قام بتغيير كلمة مرور الواي فاي المنزلي لتشغيل ألعاب الفيديو، ومع تصاعد الجدل، تدخَّلت أخته أليكسوس لحماية والدتها.
تصارَعَ كيفون وأليكسوس على الأرض، وكان يخنق أخته أثناء هذا الصراع.
اتصلت والدته برقم النجدة، وبحلول الوقت الذي ظهرت فيه الشرطة، بعد 10 دقائق على الأقل، كان كيفون لا يزال يقبض على رقبة أخته.
حاول الشرطيون إنقاذها، لكنها تُوفِّيَت في وقتٍ لاحق من تلك الليلة في مستشفى محلي.
اتُّهِمَ واتكينز بارتكاب جناية القتل العمد والاعتداء المُشدَّد بالخنق، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
ضربت جدَّيها بسبب الطماطم
في عام 2019 اعتدت شابة أمريكية تدعى كاتي جايد غيتس وتبلغ من العمر 19 عاماً على جدتها وجدها بسبب أنها لم تنَل نصيبها العادل من الطماطم.
وعندما حاولت عائلتها توبيخها ازدادت غضباً فألقت علبة السجائر في عين جدتها الكبرى 73 عاماً وأمسكت سكيناً وطاردت به جدها حول المنزل وهي تصرخ بأنها ستطعنه بوجهه.
ألقت الشرطة القبض على غيتس واتَّهَمَتها بارتكاب جريمتين: الضرب المبرح لشخصٍ فوق 65 عاماً، والاعتداء بسلاحٍ مميت.
وبعدها بأشهر غادرت غيتس السجن بعد دفع كفالةٍ بقيمة 18 ألف دولار، مع منع القاضي لها من التواصل مع جدها و جدتها.
جريمة بسبب تحدي الحصول على طعام محدد
يعتبر البعض أنّ الرهانات بين الأصدقاء ممتعة، لكن عندما يتم التعامل معها على محمل الجد قد تؤدي إلى الموت مثلما حصل مع ريبيكا أيلوارد.
وقامت الشابة الويلزية التي تبلغ من العمر 15 عاماً بمراهنة صديقها جوشوا ديفيز، 15 عاماً، أيضاً بأنه لن يكسب إفطاراً مقلياً في المدرسة، وقد كسبت الرهان.
وضع الأخير عدة خطط لقتلها، منها تسميمها أو إغراقها في النهر، لكنه في نهاية الأمر قتلها عن طريق ضربها بحجرٍ كبير على رأسها.
بدأت محاكمة ديفيز في 2011، وأقرَّت هيئة المُحلِّفين بأنه مذنب بارتكاب جريمة قتل، وحكمت عليه المحكمة بالسجن 14 عاماً على الأقل.