انتقدت روسيا، الأحد 16 مايو/أيار 2021، تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية، واعتبرته بأنه "غير قادر على إرساء استقرار شامل في الشرق الأوسط، في حال تجاهل الملف الفلسطيني الإسرائيلي"، وذلك في كلمة ألقاها نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، خلال جلسة لمجلس الأمن عبر الفيديو.
وشددت موسكو، في المناسبة ذاتها على أن "خطورة الأزمة الحادة الحالية في العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية لا تقتصر على حدود المنطقة".
موسكو قلقة
المسؤول الروسي، أكد في الكلمة التي ألقاها أن "التدهور السريع للأوضاع في منطقة الصراع، الذي تحول إلى مواجهة مسلحة أسفر عن سقوط ضحايا متعددين، يثير قلقاً عميقاً لدى موسكو".
وتابع قائلاً: "إننا نعرب عن خالص تعازينا لأسر القتلى والجرحى وندين بحزم استخدام القوة وممارسة العنف ضد المدنيين في كل من إسرائيل وفلسطين".
كما شدد ممثل روسيا على ضرورة "احترام وضع الأماكن المقدسة بشكل صارم وضمان حقوق وحرية المتدينين في ممارسة طقوسهم الدينية في القدس الشرقية وأخذ الحساسية العالية لهذه المسألة بعين الاعتبار".
وأردف: "في هذا السياق نعتبر محاولات تغيير الواقع الديموغرافي والجغرافي والتاريخ في القدس الشرقية غير قانونية".
التطبيع عاجز!
المسؤول الروسي، أوضح أيضاً أن "الدورة الجديدة من الأزمة تشير إلى أن تطبيع علاقات إسرائيل مع دول عربية، ورغم إيجابية هذه الظاهرة، لكنها غير قادرة على إرساء استقرار شامل للأوضاع في الشرق الأوسط في حال تجاهل الملف الفلسطيني الإسرائيلي".
كما أضاف: "المهمة الأولى حالياً تتمثل في وقف إطلاق النار والتخلي عن سفك الدماء، وندعو كل الأطراف إلى احترام مبادئ القانون الإنساني الدولي ومنع إضرار السكان المدنيين والبنية التحتية التي يستخدمها الصحفيون ووسائل الإعلام".
واعتبر في هذا السياق أنه "لا بد من إيجاد ظروف ملائمة لإعادة إطلاق حوار السلام الفلسطيني الإسرائيلي في أسرع وقت ممكن، بناء على القرارات المعتمدة لمجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ومبدأ حل الدولتين لفلسطين وإسرائيل".
موضحاً أن "هذا الأمر يتطلب التخلي عن كل الخطوات أحادية الجانب، بما في ذلك الأنشطة الاستيطانية، وتدمير المنشآت السكنية الفلسطينية، وتهجير السكان العرب من أماكن إقامتهم الأصلية والاستفزاز والتحريض على العنف".
وشدد على أن "بلاده تؤكد بحزم التزامها بهذه القاعدة القانونية الدولية للتسوية، والتي تستجيب للطموحات الشرعية للشعب الفلسطيني على إقامة دولة مستقلة لهم عاصمتها القدس الشرقية، وكذلك المصالح القانونية لإسرائيل لضمان أمنها".
جلسة طارئة
في المناسبة نفسها، دعا المسؤول الروسي إلى عقد جلسة طارئة للجنة رباعية الوسطاء الدوليين لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
قبل أن يختتم فرشينين حديثه بالقول إن "بلاده تجدد عرض مبادرتها لتنظيم لقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في العاصمة الروسية موسكو.
يذكر أن الرباعية الدولية لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تتكون من الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
والأحد، ارتفع ضحايا العدوان العسكري الإسرائيلي المتواصل على غزة، منذ الإثنين، إلى 197 شهيداً، بينهم 58 طفلاً و34 سيدة، إضافة إلى 1235 جريحاً، إضافة إلى 21 شهيداً ومئات الجرحى في الضفة الغربية المحتلة، وفق وزارة الصحة.
فيما قتل 10 إسرائيليين وأصيب المئات، خلال قصف صاروخي للفصائل الفلسطينية من غزة باتجاه مناطق في إسرائيل.