يبدو أن تداعيات التكريم الذي تلقَّاه نجم كرة القدم المصري محمد صلاح من رمضان قديروف، رئيس الشيشان، على هامش إقامة بعثة منتخب الفراعنة في غروزني أثناء مونديال روسيا، لم تنته بعد.
فقد كشف مصدر مقرَّب من اللاعب، أن شركة "أديداس" للملابس والأدوات الرياضية قدَّمت عرضاً ضخماً للاعب، يجعله الوجه الكروي الثاني لها بعد الأرجنتيني ليونيل ميسي، وكان من المقرر التوقيع بعد نهاية المشاركة المصرية في المونديال، إلا أن الأمر "أُجِّل قليلاً".
وأضاف المصدر لـ"عربي بوست"، أن مسؤولي أديداس أكدوا لهم أن "العرض لم يُلغ، وإنما هم في حاجة لدراسة السوق وفقاً للمستجدات المحيطة باللاعب وشعبيته، التي حدثت على هامش إقامة الفريق المصري في غروزني".
وتابع: "هم يقصدون بالطبع اللقاء والتكريم الخاص برئيس الشيشان، والذي أصرَّ الاتحاد المصري لكرة القدم أن يَحضُره صلاح".
وأردف "أؤكد مجدداً، الصفقة لم تتوقف، ومن المتوقع أن تتم، والقيمة المالية المتفق عليها تتراوح بين 8 – 12 مليون دولار سنوياً، وفقاً لأداء اللاعب في المواسم المقبلة".
وأكمل: "أبلغت مسؤولي أديداس أن هناك العديد من الشركات الأخرى التي ترغب في التعاقد مع أفضل لاعب في الدوري الإنكليزي ليكون واجهة لها، واقترحت عليهم التعجيل بتمديد التعاقد مع ليفربول، ليكون بمثابة رسالة طمأنة لهم".
وأوضح أن مسؤولي أديداس راق لهم هذا الاقتراح، إذ إن تمديد العقد ورفع قيمة راتب اللاعب، سيكون دلالة كبيرة على أن أزمة الانتقادات التي تعرَّض لها في طريقها للتلاشي، خاصة أن مسؤولي ليفربول كانوا غاضبين من اتحاد الكرة المصري، بعد إصراره على حضور صلاح للتكريم.
واستطرد: "صلاح بهذا العقد الجديد من المتوقع أن يصبح ضمن أعلى 5 لاعبين يحصلون على عقود رعاية في العالم، وهو ما يعكس قيمة اللاعب وشعبيته الكبيرة".
وساهم صلاح (26 عاماً) في وصول ليفربول، الذي احتلَّ المركز الرابع في الدوري، إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وثارت تكهنات حول إمكانية انتقاله إلى ريال مدريد أو برشلونة، قبل أن يحسم الأمر بالتوقيع على عقد جديد.
وانضمَّ صلاح إلى صفوف ليفربول، قادماً من روما قبل عام واحد، وحطَّم الكثير من الأرقام القياسية، ومنها تسجيل 32 هدفاً في الدوري الممتاز، ليصبح صاحب أكبر عددٍ من الأهداف في موسم من 38 مباراة. وأصبح صلاح أيضاً أولَ من يفوز بجائزة أفضل لاعب في الشهر بالدوري ثلاث مرات خلال موسم واحد، ونال جائزة أفضل لاعب في الفريق سبع مرات.
وحصد صلاح أيضاً جائزة الاتحاد الإفريقي لأفضل لاعب في العام، إضافة إلى جائزة هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) لأفضل لاعب إفريقي.
وأصيب صلاح في كتفه في نهائي دوري الأبطال، وثارت شكوك حول مشاركته في كأس العالم، لكنه في النهاية شارك في مباراتين، وهزَّ شباك روسيا والسعودية، لكن منتخب مصر خرج من الدور الأول للمسابقة.
مكالمة غاضبة
وتلقّى مسؤولو ليفربول الإنكليزي بغضبٍ بالغ، نبأ تكريم الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، لنجم الفريق المصري محمد صلاح، ومنح اللاعب حق المواطنة "الجنسية الفخرية" الشيشانية.
وبحسب مصادر لـ"عربي بوست"، فإن أحد مسؤولي ليفربول هاتَفَ محمد صلاح، صباح السبت 23 يونيو/حزيران، وأكد له أن قبول التكريم كان "خطأً كبيراً"، لأن قديروف يُنظر له على نطاق أوروبي واسع كمتعدٍّ على حقوق الإنسان، ومجرم حرب.
وأوضحت المصادر أن محمد صلاح شعر بصدمة شديدة حينما تلقَّى المكالمة، وأكد لمسؤول ليفربول أنه "لا يفقه أي شيء في السياسة"، ولم يكن يعلم أياً من هذه المعلومات.
وأشار صلاح للمسؤول أن الاتحاد المصري لكرة القدم أصرَّ أن يحضر اللاعب ورفاقه هذا الحفل ويتلقَّى هذا التكريم، الذي اعتبره النجم المصري مثل أي تكريم، ولم يكن يعلم أنه سيقع ضحية أي دعاية سياسية.
غضب شديد يعتري محمد صلاح!
وكشفت المصادر أن صلاح ووكيل أعماله يشعران بالغضب الشديد بعد هذا الموقف، ويريان أن اتحاد الكرة المصري أوقع اللاعب في فخّ خدعة سياسية، قد تكون عواقبها وخيمة على مسيرته المهنية.
وأوضح المصدر المقرب من صلاح، أن اللاعب توجَّه بلوم شديد إلى هاني أبو ريدة، رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، الذي ردَّ بدوره على اللاعب بالتأكيد له أنه ليست لديه أي خلفية عمَّا قاله مسؤول ليفربول، وأن أمر الحفل كان بروتوكولياً بحتاً، لكون الفريق المصري يقيم في غروزني عاصمة الشيشان.
وقلَّل أبو ريدة لصلاح من آثار الواقعة، وأكد له أن ليفربول ضخَّم منها، وأنها ستمرّ بشكل طبيعي، في ظلِّ أن التكريم كان جماعياً للمنتخب المصري بأكمله، وأن الحفل لم يكن مخصصاً لصلاح فقط.
وأكد أبو ريدة للاعب أنه لم يكن يعلم بنية الرئيس الشيشاني منح صلاح الجنسية الفخرية، وأن الأمر كان مفاجئاً، وهو ما ردَّ عليه اللاعب بأن ذلك يعد فشلاً إدارياً ذريعاً من الاتحاد.