الحرب تكشف مزيداً من نقاط الضعف.. جمعية “بناة إسرائيل”: أكثر من نصف المنازل بلا ملاجئ

عربي بوست
تم النشر: 2021/05/15 الساعة 19:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/05/15 الساعة 19:38 بتوقيت غرينتش
صواريخ من قطاع غزة/ رويترز

كشفت الحرب الأخيرة على قطاع غزة وردّ المقاومة الفلسطينية بإطلاق صواريخ على مدن إسرائيلية، مزيداً من نقاط الضعف في الداخل الإسرائيلي، إذ أعلنت جمعية "بناة إسرائيل" أن أكثر من نصف المنازل بلا ملاجئ، في حين كشفت مدونات لإعلاميين إسرائيليين عن إقفال العديد من هذه الملاجئ أو تحولها إلى مراقص ليلية.

ووفقاً للبيانات التي نشرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، فإن من أصل نحو 3 ملايين شقة سكنية، 63% منها أو 1.6 مليون وحدة سكنية بلا ملجأ.

تتصدر القائمة مدينة القدس المحتلة، حيث يوجد نحو 180 ألف شقة بلا ملجأ، تليها تل أبيب بـ160 ألفاً، ثم حيفا بأكثر من 98 ألفاً، وبيتاح تكفا مع ما يقرب من 50 ألفاً، وريشون لتسيون مع نحو 46 ألف شقة.

وكانت الجمعية حذّرت في شهر أغسطس/آب 2020، من أن نحو 2.6 مليون إسرائيلي (أو 28% من السكان) لا يملكون حماية من التهديدات الصاروخية.

ورغم أن مجلس الوزراء الأمني وعد بمخطط يحتاج عدة سنوات (2019-2030)، فإن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لم تضع مخططاً  للأمر ولم تخصص الأموال اللازمة.

وكشف تقرير "يديعوت أحرونوت" أن كثيراً من هذه الملاجئ غير مجهزة بطريقة آمنة هي الأخرى، وتحديداً في البلدات والقرى الموجودة في محيط قطاع غزة.

وتنتشر في إسرائيل الملاجئ التي توجد إما تحت الأرض أو على مستوى الأرض أو في مراكز يتم إخطار الناس عنها مسبقاً.

أما فيما يتعلق بصفارات الإنذار، فإن الوقت الذي يملكه الناس للاختباء يختلف باختلاف المدن، ففي إيلات يملك الناس 3 دقائق للتوجه إلى الملاجئ، ودقيقة ونصف على سبيل المثال في القدس وتل أبيب، وأقل من 15 ثانية في مستوطنات حدودية مثل سديروت وكريات شمونة ونهاريا وغيرها، حسب ما نشره موقع رسمي خدماتي إسرائيلي.

ورغم أن القوانين الإسرائيلية الموضوعة بعد 3 أعوام من "النكبة" وتحديداً في عام 1951، تنص على ضرورة تأمين ملجأ بأي مبنى يتم تشييده، فإن الحرب كشفت على ما يبدو، هذا الخلل.

على هذا الرابط من صحيفة The Guardian البريطانية، يوجد معرض صور لهذه الملاجئ وكيف حوّل الإسرائيليون بعضها إلى نوادٍ رياضية وليلية واستديوهات رقص.

تطبيقات إلى جانب صفارات الإنذار

وإلى جانب صفارات الإنذار، طور جيش الاحتلال الإسرائيلي عام 2016، تطبيقاً للهواتف الذكية اسمه Home Front Command app، حسب ما نشرته المراسلة الإسرائيلية لصحيفة LA Times.

يستخدم التطبيق نظام GPS المدمج بالهاتف الذكي لتنبيه المستخدم بالتهديدات أو حالات الطوارئ في المنطقة المجاورة له مباشرة. 

تخدم تطبيقات إسرائيلية أخرى أغراضاً مماثلة ولكنها لا تعتمد على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وتصدر تحذيرات على مستوى الدولة بدلاً من التحذيرات الخاصة بمنطقة الاستخدام، كما تؤمّن تعليمات لمستخدمي الهاتف حول ما يجب فعله.

صحفية إسرائيلية أمريكية كشفت في مقال رأي نشرته على موقع Desert، أن العديد من هذه الملاجئ العامة غالباً ما تكون مقفلة، وأكدت أيضاً عدم وجود ملاجئ في المدن والبلدات العربية التي تخضع لسلطة الاحتلال حيث عاشت فترة من الزمن، على حد تصريحها.

هل توجد ملاجئ في غزة؟

بطبيعة الحال ونتيجة الحصار والسياسات العنصرية التي تمارسها إسرائيل، فإن البلدات والمدن الفلسطينية تخلو من الملاجئ أو أي أنظمة تنذر المدنيين الآمنين وتعطيهم وقتاً للاختباء.

وكانت غزة تحتوي على ملاجئ أنشأتها الدولة المصرية بعد عدوان عام 1956، حسبما أدلى عسكري سابق في تقرير لموقع "العربي". وضمت مدينة رفح 4 ملاجئ وكذلك خانيونس، وفي غزة كان هناك 6 ملاجئ.

توزعت وقتها الملاجئ العامة في المناطق السكنية والتي كانت تضم عدة مداخل وأبواب ومزودة بفتحات تهوية. كما تم صب سطحها بخرسانة مسلحة سمكها 7 أمتار، وكان الملجأ الواحد يتسع لألف شخص، على أن يجلس النساء والأطفال في جانب والرجال بالجانب الآخر.

لكن بعد احتلال إسرائيل لقطاع غزة عام 1967، أهملت الملاجئ وتحولت إلى مكبّات نفايات، ثم رُدمت وبُنيت فوقها مساكن وزال أي أثر لوجودها.

واعتاد الغزيون في كل اعتداء إسرائيلي، اللجوء إلى منازل أقاربهم أو الاحتماء داخل جدران مباني مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

وماذا عن فلسطينيي 48 أو عرب الداخل؟

تعاني بلداتهم أيضاً من سياسات الفصل العنصري، إذ نقل مركز الإعلام الفلسطيني عن صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن المدن والقرى الفلسطينية في شمال فلسطين المحتلة عام 48، تنعدم فيها الملاجئ.

وأوضحت "هآرتس"، أن ثلث السكان الذين يعيشون على مسافةٍ مداها 40 كيلومتراً من الحدود الشمالية مع لبنان، يفتقدون الحماية المناسبة، حيث يشكل الفلسطينيون 70% منهم.

تحميل المزيد