خرج آلاف الفلسطينيين في مظاهرات حاشدة بعد صلاة الجمعة 14 مايو/أيار 2021، تحولت إلى مواجهات واشتباكات مع قوات الاحتلال الإسرائيلية على عشرات نقاط الاشتباك في الضفة الغربية، أسفرت عن سقوط 3 شهداء وعدد من الجرحى، وذلك تضامناَ مع التصعيد المستمر في القدس وقطاع غزة.
وانطلقت مسيرة في المسجد الأقصى بعد صلاة الجمعة، تنديداً بالاعتداءات الإسرائيلية، وتضامناَ مع أهالي غزة، خصوصاً بعد القصف العنيف الذي شهدته المنطقة الشمالية من القطاع ليلة أمس الخميس.
واستشهد فلسطيني جراء إصابته برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مواجهات اندلعت في بلدة يعبد بمحافظة جنين".
من جانبها، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية، فقد أصيب أكثر من 100 فلسطيني بجراح وحالات اختناق، منذ فجر الجمعة، خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، في مواقع متفرقة بالضفة الغربية.
وقالت الجمعية إن طواقمها تعاملت مع إصابات في مواجهات اندلعت في مدن رام الله نابلس وقلقيلة وطولكرم وجنين (شمال) والخليل (جنوب).
مظاهرات في عموم الضفة الغربية
وقال مراسل الأناضول إن الجيش الإسرائيلي استخدم الرصاص المعدني، وقنابل الغاز المسيل للدموع، لفض مسيرة وصلت مدخل مدينتي رام الله والبيرة، بعد صلاة الجمعة.
ولفت إلى أن الشبان رشقوا القوات بالحجارة، وأشعلوا النار في إطارات سيارات فارغة.
في شمال الضفة، تركزت المواجهات في قرى "بزاريا، وبيتا حوارة، بيت دجن، أوصرين، بورين" بمحافظة نابلس، وبلدة "كفر قدّوم" شرقي قلقيلية، إضافة إلى مواجهات أخرى اندلعت على المدخل الغربي لمدينة طولكرم، وبلدتي قفين، وزيتا.
كما اندلعت مواجهات في بلدة كفر قدوم شرقي قلقيلية، وبلدتي قراوة بني حسان، ودير استيا، ومدخل مدينة سلفيت.
أما وسط الضفة الغربية، فقد اندلعت المواجهات في عدد من قرى مدينة رام الله، وتركزت في قرى "بلعين وبُدرس، والنبي صالح، وبيت سيرا"، كما اندلعت مواجهات على المدخل الشمالي لرام الله.
وجنوبي الضفة الغربية، وقعت مواجهات في مخيم العرّوب للاجئين، حاجز أبو الريش وسط الخليل، كما اندلعت مواجهات على المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم.
واندلعت مواجهات على المدخل الجنوبي لمدينة أريحا شرقي الضفة الغربية.
كانت فصائل فلسطينية قد وجهت دعوات للمشاركة في تلك المسيرات، على نقاط الاحتكاك في مواقع متفرقة من الضفة الغربية.
مسيرة المسجد الأقصى
نظم مئات الفلسطينيين وقفة تضامن مع قطاع غزة في المسجد الأقصى بعد انتهاء صلاة الجمعة، وتجمعوا في باحات المسجد مرددين هتافات "بالروح بالدم نفديك يا أقصى" و"الله أكبر".
ووجه المشاركون التحية إلى "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس".
وكان الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى، قال في خطبة الجمعة إن حرمة المسجد الأقصى انتهكت عدة مرات خلال شهر رمضان، و"مع الأسف لم يهنأ المسلمون خلال الشهر بعباداته في المسجد".
وجدد الشيخ صبري التأكيد على أن المسجد الأقصى "هو للمسلمين وحدهم بقرار رباني وليس بقرار من هيئة الأمم (المتحدة) ولا من مجلس الأمن".
وأضاف: "تواجد قوات الاحتلال في الأقصى ومحيطه هو الذي يؤدي إلى التوتر والاحتكاك، وعليه نؤكد للمرة تلو الأخرى وجوب الابتعاد عن الأقصى وهذا من حقوقنا المشروعة التي لا تنازل عنها".
وشهد محيط المسجد الأقصى وبعض بواباته عدة احتكاكات بين المصلين والشرطة الإسرائيلية دون أن تتحول إلى مواجهات.
تصاعد مستمر
ومنذ 13 أبريل/نيسان الماضي تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية جراء اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة الإسرائيلية ومستوطنون في القدس والمسجد الأقصى ومحيطه وحي "الشيخ جراح"، إثر مساع إسرائيلية لإخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.
ومنذ الإثنين، استشهد 5 فلسطينيين بالضفة الغربية، وأصيب المئات بجراح، في مواجهات متفرقة مع الجيش الإسرائيلي.
فيما أفادت آخر حصيلة رسمية لوزارة الصحة في قطاع غزة بأن العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ الإثنين أسفر عن استشهاد 119 فلسطينياً، بينهم 31 طفلاَ و19 سيدة، وإصابة 830 بجروح.