وثق فلسطيني في مدينة يافا المحتلة، ليلة الخميس 13 مايو/أيار 2021، كيف أطلق جنود الجيش الإسرائيلي الرصاص المطاطي مباشرة على وجهه، فقط لأنه كان يصور اقتحامهم لشوارع المدينة التي تشهد مع مدن أخرى في الداخل المحتل احتجاجات فلسطينية؛ نصرة للقدس وغزة مقابل عربدة واسعة للمستوطنين.
إبراهيم الصوري وهو رئيس رابطة الصيادين في ميناء حيفا، بحسب مصادر إعلام إسرائيلية، كان يوثق اقتحاماً لشرطة الاحتلال في حي العجمي في يافا الليلة الماضية، من داخل منزله، حينما طلب منه ضابط إسرائيلي أن يدخل إلى الداخل ويشيح بنظره بعيداً.
في المقابل، رد عليه الصوري: "أنا أصور، هل هذا ممنوع؟ تريد إطلاق النار علي، تفضل. لقد كنت تصوب سلاحك نحوي منذ ساعة. أطلق النار، كل هذا موثق"، وهو آخر ما تلفظ به الرجل الفلسطيني قبل صراخ شديد وثقه الفيديو الذي تداوله نشطاء عبر مواقع التواصل.
صور نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية بعد ذلك توثق إصابة الصوري برصاصة مطاطية في الوجه، حينما وجه له الضابط السلاح بشكل مباشر، فقط لأنه كان يصور.
حملة اعتقالات واسعة
وواصلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي ليلة الخميس، اعتقال العشرات من فلسطينيي الداخل في أكثر من مدينة، مع استمرار الاحتجاجات المتضامنة مع القدس وقطاع غزة والرافضة للاعتداءات التي تتعرض لها الأحياء العربية في مدن الداخل.
تقارير محلية قالت إن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت 43 شخصاً في مدينة اللد، التي فرضت عليها السلطات حظراً للتجوال الليلة قبل الماضية، بعد إعلان حالة الطوارئ، مع استمرار المواجهات بعد استفزازات واعتداءات لمئات من المستوطنين يتقدمهم نشطاء "لاهافا" تحت حماية عناصر الشرطة، ونشر قوات من الجيش الإسرائيلي في المدينة ووحدات "حرس الحدود"، والإعلان عن حالة "طوارئ خاصة" فيها.
وفي مدينة حيفا ذكر مركز عدالة القانوني أن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت 48 من فلسطينيي الداخل الليلة الماضية.
في مدينة شفا عمرو، داهمت الشرطة منزلي عضو البلدية، زهير كركبي، وعضو المكتب السياسي للتجمع الوطني الديمقراطي، مراد حداد، وجرى اعتقالهما على "خلفية الاحتجاج الذي شهدته المدينة في اليومين الأخير"؛ وفقاً لادعاءات الشرطة.
وقد ادعت الشرطة أن المعتقلين مشتبهون بإثارة "أعمال الشغب وإلقاء الحجارة وإلقاء الزجاجات الحارقة على قوات الأمن وتنفيذ عمليات إطلاق نار وإضرام النار في كُنس يهودية وأماكن عامة، بالإضافة إلى اشتباكات ألحقت أضراراً جسيمة بالممتلكات والبنية التحتية في المدينة".
فيما أفاد شهود عيان بـ"اعتداء عشرات المستوطنين بإطلاق النار والحجارة على منازل الفلسطينيين في مدينة اللد، كما قام بعضهم بتعبئة الوقود في عبوات لمهاجمتهم بزجاجات حارقة".