قالت صحيفة The Guardian البريطانية إن عشرات الجثث التي يُعتقد أنها لضحايا فيروس كورونا جرفتها المياه على ضفاف نهر الغانغ شمالي الهند، بالتزامن مع تفشي الجائحة في المناطق الريفية النائية الشاسعة بالبلاد، ليزيد الضغط على المرافق الصحية المحلية والمقابر ومحارق الجثث.
الصحيفة نقلت الإثنين 10 مايو/أيار 2021، عن المسؤول المحلي أشوك كومار، قوله إن نحو 40 جثة ظهرت في حي بوكسار بالقرب من الحدود بين ولايتي بيهار وأوتار براديش، وهما من أفقر ولايات الهند.
كومار أضاف: "لقد وجّهنا المسؤولين المعنيين بضرورة التخلّص من كافة الجثة عن طريق دفنها أو حرقها".
بينما نقلت بعض التقارير الإخبارية أن عدد الجثث ربما يصل إلى 100 جثة، كما نقلت تلك التقارير عن مسؤولين آخرين قولهم إنّ بعض الجثث كانت منتفخة وشبه محترقة، وربما ظلت في مياه النهر لعدة أيام.
في حين قال السكان المحليون لوكالة الأنباء الفرنسية إن الجثث قد أُلقِيَت في النهر لأنّ مواقع حرق الجثث اكتظت عن آخرها، أو لأن الأقارب لم يستطيعوا التكفّل بثمن الحطب اللازم لمراسم حرق الجثث، ووصف أحد السكان ما حدث وقال: "الأمر صادمٌ بالنسبة لنا".
يأتي ذلك بينما تجاوز عدد الوفيات بفيروس كورونا في الهند الـ250 ألفاً، حسب بيانات رسمية نشرت الأربعاء 12 مايو/أيار 2021، بينما يستمر تفشي الوباء في هذا البلد الشاسع الذي يبلغ عدد سكانه 1,3 مليار نسمة، وفقاً لما أوردته وكالة رويترز.
بحسب الإحصاءات الرسمية، يموت نحو أربعة آلاف شخص بسبب فيروس كورونا كل يوم في الهند، وقد بلغت الحصيلة الإجمالية للوفيات حتى الآن نحو 250 ألف شخص.
وقالت منظمة الصحة العالمية، الإثنين، إنها صنفت متحورة فيروس كورونا المكتشفة في الهند "بي.1.617" بأنها "مثيرة للقلق"، خصوصاً بسبب قدرتها على التفشي بشكل أكبر.
في هذا السياق، قالت الطبيبة ماريا فان كيركوف، المسؤولة التقنية في منظمة الصحة العالمية عن مكافحة كوفيد-19: "هناك معلومات تفيد بأن بي.1.617 أكثر قدرة على التفشي، إضافة لعناصر تدفع إلى الاعتقاد بأنها قادرة بدرجة ما على مقاومة اللقاحات، وبالتالي قررنا تصنيفها متحورة مثيرة للقلق على مستوى العالم".
تعد هذه المتحورة أحد أسباب اكتساح الجائحة للهند التي تعتبر حالياً أكبر بؤرة وبائية في العالم، لكنها ليست السبب الأوحد، ويعتبر خبراء كُثر أن هذه الحصيلة أدنى بكثير من الرقم الحقيقي، مشيرين خصوصاً إلى البيانات الواردة من محارق الجثث.
والضحايا غير المسجلين كثر، إذ إن الطفرة الوبائية الحالية تخطت المدن الكبرى واتسعت رقعتها إلى مناطق ريفية مستشفياتها قليلة ونادراً ما تحدّث سجلاتها.