بعد نحو ساعة من الهدوء النسبي، تواصل مقاتلات إسرائيلية، الثلاثاء 11 مايو/أيار 2021، شنّ سلسلة غارات جديدة على مناطق متفرقة من قطاع غزة، شملت منازل ومواقع، وأراضي زراعية.
كان من بين المواقع التي استهدفها جيش الاحتلال الإسرائيلي برج "هنادي" السكني المكون من 12 طابقاً، والذي يقع في حي الرمال غربي مدينة غزة، حيث تم تدمير هذا البرج بالكامل وتمت تسويته بالأرض، وذلك بعدما قصفته الطائرات الإسرائيلية بالصواريخ.
وتسبب نسف البرج، بأضرار واسعة للمنازل المجاورة له.
في وقت سابق، قال شهود عيان إن الجيش الإسرائيلي قد طلب من سكان البرج، بإخلاء البرج السكني تمهيداً لنسفه.
كما استهدفت الطائرات الإسرائيلية منزلاً مأهولاً بمدينة غزة، وأراضي زراعية ومواقع في حي "تل الهوا" و"الزيتون" جنوب مدينة غزة.
هذا القصف الإسرائيلي الجديد خلف دماراً واسعاً في منازل المواطنين المجاورة.
"القسام" تهدد بقصف تل أبيب
على إثر ذلك، هدّدت كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية حماس، بقصف مدينة تل أبيب، في حال استهدفت إسرائيل الأبراج المدنية في غزة.
حيث قال أبوعبيدة، الناطق باسم "القسام" في تغريدة نشرها في تطبيق "تيلغرام": "إذا تمادى العدو وقصف الأبراج المدنية فإن تل أبيب ستكون على موعدٍ مع ضربةٍ صاروخيةٍ قاسية تفوق ما حصل في عسقلان".
كان شهود عيان قد قالوا إن الجيش الإسرائيلي طلب من سكان برج "هنادي"، الواقع غربي مدينة غزة، إخلاءه تمهيداً لنسفه.
مواجهات عنيفة في "اللد"
إلى ذلك، شهدت مدينة اللد وسط إسرائيل، الثلاثاء، مواجهات عنيفة بين متظاهرين والشرطة الإسرائيلية خلال جنازة شاب فلسطيني استشهد مساء الإثنين برصاص مستوطن، بحسب إعلام عبري.
حسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أصاب متظاهرون من العرب في إسرائيل، شرطيين اثنين بجروح طفيفة بعد رشقهم بالحجارة.
كما شهدت المواجهات إحراق سيارة تابعة للشرطة الإسرائيلية، بحسب المصدر ذاته.
فيما شيع المئات من سكان المدينة شاباً يبلغ من العمر 25 عاماً، كان قُتل الإثنين برصاص مستوطن إسرائيلي في المدينة، بحسب المصدر ذاته.
كان عدد من المدن العربية داخل إسرائيل قد شهدت، الإثنين، تظاهرات "نصرة للقدس والمسجد الأقصى"، فيما اعتقلت الشرطة الإسرائيلية عشرات المحتجين.
وفي مدينتي اللد والرملة (وسط)، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية 16 متظاهراً، قالت إنهم رشقوا عناصرها بالحجارة والألعاب النارية وأشعلوا إطارات السيارات، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.
اعتداءات متواصلة طوال رمضان
يشار إلى أنه منذ مساء الإثنين 10 مايو/أيار الجاري، تشنّ الطائرات الإسرائيلية غارات على مناطق متفرقة من قطاع غزة.
فيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح الثلاثاء، أنه استهدف نحو 130 موقعاً، واغتال 15 ناشطاً من حركة "حماس"، منذ بدء هجماته على القطاع، في عملية سماها "حارس الأسوار".
يذكر أن التوتر انتقل إلى غزة، بعد أن منحت "الغرفة المشتركة" للفصائل الفلسطينية، إسرائيل مهلة حتى 15:00 (ت.غ) من مساء الإثنين، لسحب جنودها من المسجد الأقصى وحي "الشيخ جراح" بمدينة القدس المحتلة والإفراج عن المعتقلين.
ومنذ الإثنين، استشهد 28 فلسطينياً وأصيب قرابة 850 بجروح، جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة، وفق وزارة الصحة وجمعية "الهلال الأحمر" الفلسطينيتين.
كانت مدينة القدس المحتلة قد شهدت منذ بداية شهر رمضان اعتداءات تقوم بها القوات الإسرائيلية والمستوطنون، في منطقة باب العامود وحي الشيخ جراح ومحيط المسجد الأقصى.
كما يشهد حي الشيخ جراح بالقدس، منذ أكثر من أسبوع، مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية وسكانه الفلسطينيين، ومتضامنين معهم، حيث تواجه 12 عائلة خطر الإخلاء من منازلها لصالح مستوطنين إسرائيليين بموجب قرارات صدرت عن محاكم إسرائيلية.
إذ يحتج الفلسطينيون على القرارات الإسرائيلية، بإخلاء العائلات الفلسطينية من منازل شيدتها عام 1956، والتي تزعم جمعيات استيطانية أنها أقيمت على أرض كانت مملوكة ليهود قبل 1948.
فيما يقول السكان إنه في حال تنفيذ قرارات الإخلاء، فإنها ستشكل خطراً على العائلات التي تقيم في 28 منزلاً منذ العام 1956.