60 يوماً من جرائم الخطف والاغتصاب والقتل ارتكبها زوجان أمريكيان.. لماذا؟

عربي بوست
تم النشر: 2021/05/08 الساعة 18:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/05/08 الساعة 18:45 بتوقيت غرينتش
كان كولمان رجلاً مخادعاً ومتحدثاً سلساً، وبدلاً من استهداف الضحايا من عرق آخر، عاش في الأحياء التي يغلب عليها الأمريكيون من أصل إفريقي/ Istock

لديه شخصية ساحرة ويستطيع أن يكسب ثقة معظم الناس، لكن خلف ابتسامته التي تحث على الاطمئنان سفاح يستدرج ضحاياه إلى مصير دامٍ. إنه ألتون كولمان، القاتل الذي أثار الرعب في منطقة الغرب الأوسط الأمريكية من مايو/أيار وحتى يوليو/تموز 1984.

لكنَّ صاحب الـ28 عاماً لم يكن وحيداً، إذ شاركته في الجرائم صديقته  الحميمة، ديبرا براون (21 عاماً)، لتنفذ معه 8 عمليات قتل، و7 حالات اغتصاب، وثلاث حالات اختطاف، و14 سرقة مسلحة.

كانت الشرطة ترغب بشدة في القبض على ألتون وديبرا، لكنَّ الثنائي المميت راوغ السلطات طوال 53 يوماً. ورغم أن تلك مدة قد تبدو صغيرة، فإن كم الجرائم كان هائلاً.

جرائم ألتون كولمان وديبرا براون

وُلِدَ ألتون كولمان في 6 نوفمبر/تشرين الثاني 1955 بمدينة ووكيغان في ولاية إلينوي، ودخل حياة الجريمة مبكراً. ترك ألتون المدرسة في المرحلة المتوسطة، وبدأ بجرائم صغيرة مثل الإضرار بالممتلكات ثم انتقل إلى جرائم أكثر خطورة.

وقبل أن يمضي ألتون في فورة القتل التي ارتكبها، كان يواجه بالفعل اتهامات باغتصاب فتاة تبلغ 14 عاماً. وبدل المخاطرة بدخول السجن، فرَّ بصحبة صديقته الحميمة. لكن عكس ألتون، لم يكن لدى ديبرا تاريخ من العنف.

التقى الثنائي أولى ضحاياهما في مدينة كينوشا بولاية ويسكونسن في 29 مايو/أيار 1984، وقتلا الفتاة فرنيتا ويت (9 سنوات)، بوحشية بعدما اختطفاها. وعُثِرَ على جثتها بعد 3 أسابيع في بناية مهجورة بولاية إلينوي.

بحلول هذا الوقت، كان ألتون وديبرا قد فرَّا بالفعل إلى مدينة غاري بولاية إنديانا. وفي 18 يونيو/حزيران، رصدا فتاتين بسنّ 7 و9 أعوام. 

تعرَّضت الفتاتان للاغتصاب والضرب، لكنَّ إحداهما تمكنت من الهرب، غير أنَّ الأخرى خُنِقَت حتى الموت، حسب ما نشره موقع All That's Interesting .

وفي هذا الوقت نفسه تقريباً، عُثر على جثة تاميكا توركس ابنة الـ7 سنوات، واختفت دونا ويليامز صاحبة الـ25 عاماً من مدينة غاري.

عُثِرَ لاحقاً على جثة دونا في يوليو/تموز 1984، في بناية مهجورة بمدينة ديترويت في ولاية ميشيغان.

وحين كان ألتون وديبرا في ديترويت، بدآ بسرقة السيارات بصورة منتظمة، ربما من أجل تجنُّب كشفهما. وبحلول هذا الوقت، كان مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) بدأ في إعداد ملف عن ألتون؛ لمساعدة الشرطة الحائرة.

لكن بحلول الوقت الذي عُثِرَ فيه على جثة دونا، كان الثنائي ارتكب جريمة جديدة. إذ عُثِرَ في 7 يوليو/تموز، على جثة سيدة من ولاية أوهايو تُدعى فرجينيا تيمبل، داخل منزلها. وكانت جثة ابنتها صاحبة السنوات العشر بجوارها.

وبينما كان ألتون وديبرا لا يزالان في أوهايو، قتلا أيضاً فتاة تبلغ 15 عاماً.  وفي 13 يوليو/تموز، قتلا سيدة أخرى للاستيلاء على سيارتها ثم فرَّا إلى ولاية كنتاكي، وهناك اختطفا رجلين لكن لم يقتلاهما.

وفي 18 يوليو/تموز، قتل الثنائي آخر ضحية معروفة لهما –وهو رجل يبلغ من العمر 77 عاماً في إنديانا- لسرقة سيارته.

إلقاء القبض على الثنائي المميت

كان ألتون خطراً للغاية لدرجة أنَّ مكتب التحقيقات الفيدرالي أضاف موضعاً "حادي عشر" ضمن قائمة "أكثر عشرة مطلوبين" لدى المكتب، خصوصاً من أجله، حسبما نشر موقع History.

وجرى اعتقال ألتون وديبرا في 20 يوليو/تموز 1984، بمدينة إيفانستون في ولاية إلينوي، بعدما تعرَّف عليه أحد أصدقاء الطفولة. ألقت الشرطة القبض على الثنائي في إحدى الحدائق، وبدا أنَّهما كانا متقبلين لمصيرهما.

حُكِم في البداية على ألتون كولمان وديبرا براون بالإعدام نظير جرائمهما. لكن في حين أُعدِم ألتون بالنهاية عام 2002 في ولاية أوهايو، جرى تخفيف عقوبة ديبرا إلى السجن مدى الحياة في أوهايو عام 1991. وبحسب السلطات، اتُّخِذَ هذا القرار بسبب معدل ذكاء براون المنخفض و"علاقة السيد والأَمة" التي كانت تجمعها بألتون.

مع ذلك، واجهت ديبرا حكماً آخر بالإعدام في ولاية إنديانا. لكن أُسقِطَ هذا الحكم عام 2019، "استناداً إلى دلائل اتضحت طوال القضية تشير إلى أنَّ ديبرا على الأرجح معاقة ذهنياً".

لكن بينما اعتقدت السلطات أنَّها اتخذت القرار الصحيح، شعرت أسر الضحايا بالغضب. فقالت والدة تاميكا توركس: "كانت ديبرا هناك مع (ألتون كولمان)، وارتكبت الجرائم نفسها. إنَّها تتحمل المسؤولية نفسها عن تلك الجرائم، وينبغي أن تشاركه عقوبته".

وكان القرار مثيراً للجدل بشكل خاص، بسبب أنَّ ديبرا لم تُظهِر في البداية أي ندم على جرائمها. وقد أرسلت في إحدى الجلسات ملاحظة إلى القاضي تقول فيها: "قتلتُ الساقطة ولا أعبأ بالأمر تماماً. لقد استمتعتُ بالأمر".

أمَّا فيما يتعلق بدوافعهما، فما تزال لغزاً، ومن المؤسف أنَّ الإجابة الحقيقية دُفِنَت مع ألتون.

كان كولمان رجلاً مخادعاً ومتحدثاً سلساً، وبدلاً من استهداف الضحايا من عرق آخر، عاش في الأحياء التي يغلب عليها الأمريكيون من أصل إفريقي. 

هناك، وجدا أنه من الأسهل تكوين صداقات مع الغرباء، ثم الاعتداء عليهم واغتصابهم وقتلهم أحياناً، وضمن ذلك الأطفال وكبار السن.

تحميل المزيد