أعلنت الشرطة الإسرائيلية رفع حالة التأهب وتعزيز عناصرها في محيط المسجد الأقصى، وذلك تزامناً مع تنفيذ عمليات اعتقال واسعة طالت العشرات من الشباب في مدينة القدس، وسط توقعات بوصول أعداد غير مسبوقة من المصلين إلى الأقصى، مساء السبت 8 مايو/أيار 2021، بعد دعوات شعبية للحشد والاعتصام، إثر اقتحام وقمع عنيف نفذته قوات الاحتلال مع المصلين أمس الجمعة.
رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، أجرى السبت 8 مايو/أيار 2021، مشاورات أمنيّة شارك فيها كبار ضباط الجيش، وممثّلون عن الشرطة وجهاز المخابرات (الشاباك)، حول تطورات الأوضاع في مدينة القدس المحتلة.
بناء على ذلك، أعلنت الشرطة الإسرائيلية رفع حالة التأهب بمحيط المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، وسط توقعات بمحاولة أعداد قياسية الوصول إلى المسجد الأقصى في ليلة القدر، التي توافق السبت ليلة الأحد.
حيث وجّه كوخافي بتعزيز قواته المنتشرة في مناطق مختلفة، والاستعداد لتصعيد محتمل، ضمن مجموعة قرارات أخرى لم يعلن عنها، بحسب ما أورد موقع "واللا" الإسرائيلي.
اعتقالات في القدس
وصباح اليوم، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالات واسعة في مدينة القدس المحتلة، وذلك على خلفية الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين داخل المسجد الأقصى ليلة الجمعة.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ صباح اليوم، 13 شاباً على الأقلّ، بعد أن داهمت منازل المعتقلين، كما سلمت العشرات أوامر استدعاء، وفتشت بعض المنازل.
ومن المتوقع وصول وفود من فلسطينيي الداخل إلى المسجد الأقصى، استجابة لدعوة أطلقتها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية (أعلى هيئة تمثيلية للفلسطينيين في مناطق 48).
كما يحاول عشرات الآلاف من الفلسطينيين في الضفة الغربية تجاوز الجدار ونقاط التفتيش الإسرائيلية، بهدف الوصول إلى المسجد الأقصى.
اعتداء دام على المصلين
واعتدت الشرطة الإسرائيلية مساء الجمعة على المصلين داخل المسجد الأقصى والشيخ جراح وباب العامود في القدس، ما خلف 205 مصابين، وفق حصيلة أولية غير رسمية.
وقالت جمعية "الهلال الأحمر" الفلسطيني (غير حكومية) في بيان ليلة الجمعة/السبت: "إجمالي الإصابات التي تعاملت طواقمنا معها لهذه اللحظة 205".
وأكدت أنها نتاج "إصابات خلال المواجهات مع قوات الاحتلال في المسجد الاقصى المبارك والشيخ جراح وباب العامود في القدس".
وقالت "تم نقل بعضهم لمستشفيات القدس، أما باقي الإصابات فقد عولجت ميدانياً"، موضحة أن "معظم الإصابات كانت في الوجه والعين والصدر بالرصاص المطاطي".
وشهدت باحات المسجد الأقصى ومصلياتها مساء الجمعة "اعتداءات" إسرائيلية متواصلة على المصلين، بإطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الغاز والصوت عليهم، وفق شهود عيان.
وذكر الشهود أن القوات الإسرائيلية "اعتدت على النساء الموجودات في ساحة مصلى قبة الصخرة، وأطلقت نحوهن قنابل الصوت".
ومنذ بداية شهر رمضان يحتج الشباب الفلسطينيون على منعهم من الجلوس على مدرج "باب العامود"، ما فجّر مواجهات عنيفة مع الشرطة الإسرائيلية.
أما حيّ الشيخ جراح فيشهد منذ أكثر من 10 أيام مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية وسكان الحي ومتضامنين معهم، بعد تهديد سكان الحي بإخلاء منازلهم لصالح المستوطنين.