دعت حركة حماس، الجمعة 7 مايو/أيار 2021، المقاومة في قطاع غزة إلى إعلان النفير دفاعاً عن القدس والمسجد الأقصى، في ظل التوتر المرافق للتصعيد الإسرائيلي بتهجير أهالي حي الشيخ جراح من منازلهم، ودعوات استيطانية لاقتحام واسع للمسجد الأقصى خلال أيام.
وطالبت الحركة في بيان أبناء الشعب الفلسطيني في أماكن وجوده كافة، وخاصة في الضفة الغربية ومناطق الـ 48، بشد الرحال نحو المسجد الأقصى المبارك ليلة القدر، وألّا يغادروه حتى صبيحة يوم عيد الفطر المبارك.
يأتي ذلك في الوقت الذي لبت فيه أعداد كبيرة نداء الأقصى في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، على الرغم من التشديدات الإسرائيلية والمنع الذي تفرضه على سكان الضفة الغربية، وسط دعوات بعدم مغادرة المسجد الأقصى والرباط فيه حتى يوم العيد، وذلك بعد أن دعت جمعيات استيطانية إلى اقتحام واسع للمسجد الأقصى، الإثنين 10 مايو/أيار 2021، الموافق 28 من رمضان.
وقال الشيخ عزام الخطيب، مدير عام دائرة الاوقاف الاسلامية في القدس، لوكالة الأناضول إن 70 ألف مصل أدوا صلاة الجمعة اليوم.
وكان الآلاف من المصلين قد بدأوا بالتوافد إلى المسجد الأقصى منذ مساء أول من أمس، حيث اعتكفوا بالمسجد.
ومنعت السلطات الإسرائيلية، سكان الضفة الغربية من الوصول إلى المسجد لأداء الصلاة، باستثناء عدة آلاف منهم، نجح الكثير منهم من الوصول إلى المسجد عبر طرق التفافية، كما منعت جميع سكان قطاع غزة، من الوصول إلى المسجد.
وانتشرت قوات من الشرطة الإسرائيلية في شوارع المدينة، منذ ساعات صباح اليوم، وأغلقت العديد من الشوارع في محيط البلدة القديمة.
تحذير ودعوة للنفير
حذرت إسرائيل من استهداف حي الشيخ جراح بالتهجير، داعية المقاومة في غزة لأن تعلن النفير خلال الأيام المتبقية من شهر رمضان.
وأردفت حماس: "ندعو شعبنا الفلسطيني في الشتات، وأمتنا العربية والإسلامية إلى أن تهبّ لنصرة القدس، وأن يكون لها سهم في رفع الأذى عن المسجد الأقصى المبارك، كما ندعوها إلى أن تحشد كل طاقاتها ومقدراتها من أجل عودته حراً شامخاً أبياً".
كان محمد الضيف، قائد هيئة أركان كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس" الفلسطينية، قد أصدر الثلاثاء الماضي تحذيراً مباشرا لإسرائيل في حال عدم "توقف العدوان على حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة".
ووزعت "القسام" تصريحاً مقتضباً نادراً على لسان محمد الضيف، حذّر فيه إسرائيل بأن "قيادة القسام والمقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي"، متوعداً إياها "بدفع الثمن غالياً".
مواجهات مستمرة
وليلة الخميس، شهد الحي مواجهات عنيفة بين القوات الإسرائيلية وعشرات الشبان، بعد أن اقتحم مستوطنون موائد الإفطار التي أعدها المعتصمون في المنازل تضامناً مع المنازل الفلسطينية المهددة بالإخلاء.
حيث أفاد شهود عيان بأن مستوطنين رشوا غاز الفلفل على الصائمين بالتزامن مع موعد الإفطار. وذكروا أن الفلسطينيين الموجودين بالمكان تصدوا لاعتداءات المستوطنين، قبل أن تندلع مواجهات بينهم وبين قوات إسرائيلية شاركت في تلك الاعتداءات.
وأظهرت مقاطع متداولة بمنصات التواصل الاجتماعي بدء المستوطنين بالاعتداءات، ليردَّ المقدسيون بالدفاع عن أنفسهم.
نشب عن ذلك مواجهات متفرقة في أماكن قريبة من الحي، فيما اقتحمت قوات الاحتلال بعض المنازل في الحي المهدد بالشيخ جراح واعتدت على أصحابه بالضرب وحطمت الأثاث واعتقلت بعض الناشطين المتواجدين.
وتسود منذ أيام أجواء التوتر في حي "الشيخ جراح" عقب تهديد إسرائيل عدداً من العائلات المقدسية بإخلاء منازلها لصالح جمعيات استيطانية.
حيث أصيب، الإثنين، 10 مواطنين فلسطينيين بجروح، عقب اعتداء نفذه جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون، ضد الأهالي المعتصمين ضد إجلائهم من منازلهم، في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية (غير حكومية) بوقوع 10 مصابين، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في حي الشيخ جراح بالقدس، حيث تم نقل 3 منهم للمستشفى.
كما أفاد شهود عيان بأنّ "قوات الاحتلال الإسرائيلي رشّت المواطنين ومنازلهم بالمياه العادمة، فيما اعتدى المستوطنون على الأهالي المتواجدين في الحي".
تأجيل قرار المحكمة
كانت المحكمة الإسرائيلية العليا قد أجلت، الخميس، قرار إخلاء الفلسطينيين من منازلهم في حي الشيخ جراح، وذلك بعد أن رفض أهالي الحي طلب المحكمة التفاوض والتوصل إلى اتفاق مع المستوطنين العازمين على الاستيلاء على منازلهم، مؤكدين مواصلتهم الدفاع عن حقهم.
جاء ذلك بعد أن قدم أهالي حيّ الشيخ جرّاح في القدس المحتلة ردَّهم إلى المحكمة العُليا الإسرائيلية، الخميس، مؤكدين رفضهم أي صفقة مع المستوطنين، بشأن إخلاء منازلهم.
ويتهدد أربع عائلات مقيمة في هذا الحي، تضم 30 فرداً، بينهم 10 أطفال، الإخلاء من منازلهم فوراً، فيما سلم الاحتلال 3 عائلات أخرى تضم 25 فرداً بينهم 8 أطفال موعد إخلاء حتى مطلع أغسطس/آب 2021.
وبالإضافة لمن حدد موعد ترحيلهم بشكل نهائي، فإن أكثر من 500 مقدسي يقطنون في 28 منزلاً بالحي مهددون بالترحيل في أي لحظة على أيدي جمعيات استيطانية، بعد سنوات من التواطؤ مع محاكم الاحتلال، التي أصدرت مؤخراً قراراً بحق العائلات السبع المذكورة.
ومنذ عام 1972، يواجه أهالي الشيخ جراح مخططاً إسرائيلياً لتهجيرهم وبناء مستوطنة على أنقاض بيوتهم، بزعم أن الأرض التي بُنيت عليها منازلهم من طرف الحكومة الأردنيّة كانت مؤجرة في السّابق، قبل قيام دولة الاحتلال، لعائلات يهودية.