حذَّرت شخصيات فلسطينية من الانسياق وراء الأخبار التي روّجت لها وسائل إعلام إسرائيلية، بشأن منع دخول المستوطنين اليهود إلى المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة، واعتبروا أن ذلك مجرد "خديعة" إسرائيلية، تمهد لتنفيذ اقتحام كبير يوم 28 رمضان، لإحياء ما يُسمى "يوم القدس".
إذ كانت وسائل إعلام إسرائيلية قالت الإثنين، 3 مايو/أيار 2021، إن السلطات قررت منع دخول المستوطنين اليهود إلى المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة، اعتباراً من الثلاثاء 4 مايو/أيار، وحتى إشعار آخر.
تحذير من اقتحام كبير للمسجد الأقصى
فقد أعلنت جماعات يهودية متخصصة في التهويد عن اتفاقها مع شرطة الاحتلال على فتح أبواب المسجد الأقصى أمامهم لتنفيذ اقتحامات كبيرة يوم 28 رمضان، لإحياء ما يُسمى "يوم القدس"، الذي يوافق ذكرى النكسة واحتلال شرق القدس وفق التقويم العبري.
بينما قالت إذاعة جيش الاحتلال إن الإغلاق سيتواصل حتى إشعار آخر، كشفت "منظمات الهيكل" عن اتفاق على إعادة فتح المسجد يوم 28 رمضان (الإثنين) المقبل، والسماح بالاقتحامات من الساعة السابعة صباحاً حتى الحادية عشرة قبل الظهر.
بحسب الباحث المتخصص في شؤون القدس عبدالله معروف، فإن الجماعات المتطرفة تضع كل ثقلها لفرض اقتحام واسع تؤدى فيه الطقوس التوراتية العلنية، مبيناً أن حاخامات كبار أعلنوا مشاركتهم في هذه الاقتحامات، إضافة للوزير السابق أوري أرئيل، والإرهابيين يسرائيل مداد ويهودا عتصيون، وهما من المشاركين في مخطط تفجير قبة الصخرة.
من بين المشاركين أيضاً، القيادي في حزب "القوة اليهودية" ميخائيل بن آري، وهو عضو كنيست سابق، والبروفيسور هيليل فايس من جامعة بار إيلان، وهو مؤسس اتحاد "الدول السبع من أجل المعبد".
بتشجيع من السلطات الإسرائيلية
في وقت سابق، نشرت مؤسسة القدس الدولية ورقة من إعداد الباحث هشام يعقوب، أوضحت فيها أن الاقتحام المرتقب تريد من خلاله "إسرائيل" إرسال رسالة بأنها صاحبة السيادة على الأقصى، وإلغاء دور الأوقاف الإسلامية في القدس، وتعويض الخسارة التي لحقت بهم بعد "هزيمتهم" في باب العمود.
أشارت إلى أن سلطات الاحتلال اعتادت أن تمنع المستوطنين من اقتحام الأقصى في العشر الأواخر من رمضان، وفي الأعياد الإسلامية، لكنها في السنوات الأخيرة سمحت بالاقتحامات في هذه التواريخ.
بينما كانت وزارة الخارجية الأردنية قدمت مذكرة احتجاج رسمية لدى وزارة الخارجية الإسرائيلية، بسبب انتهاك سلطات الاحتلال "للوضع القائم" في المسجد الأقصى، وسماحها للمستوطنين باقتحامه مقابل التضييق على المصلين خلال شهر رمضان، وفق ما أفادت به الإذاعة العبرية العامة.
دعوة للاعتكاف في المسجد الأقصى
في وقت سابق الإثنين، أفتت رابطة علماء فلسطين بقطاع غزة، في بيان، بـ"وجوب الرباط والاعتكاف في أيام وليالي العشر الأواخر من رمضان لكل من يستطيع الوصول للمسجد الأقصى".
أرجعت ذلك إلى الرغبة في تفويت "الفرصة على هؤلاء الصهاينة من تنفيذ اقتحامهم وتحقيق أهدافهم".
فيما حذرت حركة "حماس" الفلسطينية من أن "الجرائم الإسرائيلية" بحق الفلسطينيين والمسجد الأقصى "كفيلة بتفجير المنطقة".
غرد المتحدث باسم الحركة، سامي أبو زهري، قائلاً: "محاولات الاحتلال استباحة المسجد الأقصى، والإعدامات الميدانية، والتهجير الجماعي لحي الشيخ جراح وغيره من الجرائم كفيل بتفجير المنطقة".
يأتي ذلك بينما تواجه عشرات العائلات الفلسطينية، التي تعيش في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة منذ عام 1956، خطر إخراجهم من منازلهم لصالح مستوطنين إسرائيليين.
فيما تقول الخارجية الفلسطينية إن المحاكم الإسرائيلية وافقت بين بداية عام 2020 ومارس/آذار الماضي، على إخراج 33 عائلة فلسطينية، تضم 165 فرداً، من هذا الحي.