أوقفت وزارة الداخلية الجزائرية 230 من عناصر الحماية المدنية، على خلفية الاحتجاجات السلمية الأخيرة التي شهدها السلك، والمطالبة بعدد من الحقوق الاجتماعية، واتهمتهم بـ"خيانة واجباتهم ومسؤولياتهم"، وفق ما ذكرته وسائل إعلام محلية الإثنين 3 مايو/أيار 2021.
كان المئات من أعوان الحماية المدنية قد نظموا، الأحد 2 مايو/أيار، مسيرة سلمية انطلقت من ساحة أول مايو بقلب العاصمة الجزائر متوجهة إلى مقر المديرية العامة للحماية المدنية، ورفعوا فيها مطالب مهنية واجتماعية.
معاقبة عناصر الحماية المدنية
حسب بيان لوزارة الداخلية الجزائرية، فإن قرار إيقاف عناصر الحماية المدنية المحتجين، "جاء تطبيقاً للقانون الأساسي الخاص بالموظفين المنتسبين للأسلاك الخاصة للحماية المدنية".
كما أضافت الوزارة في بيانها أن القرار يأتي "إضافة إلى تسجيل انتهاك صارخ و خطير لمحتوى القانون من طرف بعض أعوان الحماية المدنية".
البيان قال إن ذلك "يعد خيانة للواجبات والمسؤوليات المنوطة بهم، هدفه الأساسي ضرب استقرار والمساس بمصداقية السلك نحو الوطن والمواطن".
وأضافت الوزارة أنه تقرر كمرحلة أولى مباشرة إجراءات التوقيف لـ 230 عوناً طبقاً لأحكام المادة 173 من القانون الأساسي العام للوظيفة العمومية.
كما تقرر مباشرة إجراءات المتابعة القضائية ضد المعنيين كمرحلة ثانية. ودعت الوزارة جميع منتسبي هذا السلك لعدم الانسياق وراء "الدعوات المغرضة لزعزعة استقرار هذه المؤسسة العمومية النظامية".
صدامات مع الشرطة في العاصمة
يأتي ذلك بعد أن وقعت صدامات، الأحد، بين عناصر الشرطة الجزائرية وأفراد من الحماية المدنية، الذين تظاهروا وسط العاصمة الجزائر، مطالبين بتحسين ظروفهم المعيشية.
إذ تجمع المئات من أفراد الحماية المدنية (الدفاع المدني) بساحة أول مايو وسط العاصمة، مرتدين الزي (البذلة) الرسمي. وحمل المحتجون لافتات تطالب بتحسين وضعهم المعيشي والاستفادة من زيادات في الرواتب والمنح (علاوات)، على غرار منحتي الخطر والعدوى.
جراء ذلك، حدثت صدامات بين أفراد الحماية المدنية ورجال الشرطة، الذين حاولوا منع تقدم التظاهرة نحو مقر الإدارة العامة للحماية في منطقة حيدرة بأعالي العاصمة.
كما لوحظ حدوث إغماءات وسط المحتجين جراء استعمال الشرطة للغاز المسيل للدموع، في حين هتف المتظاهرون بشعار "سلمية سلمية". وتسببت المسيرة في زحمة مرورية كبيرة بعدة شوارع وطرقات بوسط الجزائر العاصمة.
وصلت المسيرة في حدود الواحدة بالتوقيت المحلي (12.00 ت.غ) إلى أمام مقر الإدارة العامة للحماية المدنية بمنطقة حيدرة، وتجمع المئات من الأفراد أمامها.
بينما ذكرت وسائل إعلام محلية أن الإدارة العامة استقبلت ممثلين عن المحتجين، لمحاولة تلبية مطالبهم. ونظم أفراد الدفاع المدني وقفات احتجاجية في معظم الولايات الجزائرية يومي 18 و25 أبريل/نيسان الماضي.