أصدرت المحكمة الإسرائيلية العليا في القدس المحتلة، الأحد 2 مايو/أيار 2021، قراراً بتأجيل البتّ في استئناف 4 عائلات مقدسية ضد إخلائها من منازلها في حي الشيخ جراح، التي كانت مهددة بالإخلاء اليوم، مطالبة المواطنين أصحاب البيوت بالتوصل إلى اتفاق مع المستوطنين الساعين للسيطرة عليها حتى الخميس المقبل.
وقال الناشط المقدسي صالح دياب، أحد أصحاب المنازل المهددة بالإخلاء، في تصريح لوسائل إعلام محلية، إن "المحكمة العليا" أجّلت إصدار القرار في قضية العائلات الأربع التي كانت مهددة بالإخلاء اليوم.
كما أشار دياب إلى أن المحكمة طالبت الفلسطينيين بالتوصل لاتفاق مع المستوطنين الساعين للاستيلاء على منازلهم، وذلك قبل الخميس المقبل.
من جانبه، أكد دياب أن أصحاب المنازل المهددة بالإخلاء "لا يعولون على المحاكم الإسرائيلية"، التي قال إنها "جزء لا يتجزأ من منظومة الاحتلال، وتعمل دائماً لصالح المستوطنين".
وأكد دياب تمسك العائلات المقدسية بالأرض، وعدم اعترافها بأي أحقية للمستوطنين فيها، وأنها ستدافع عن بيوتها بكل قوة.
المهلة الأخيرة
وانتهت الأحد المهلة التي حدَّدتها محكمة الاحتلال لإخلاء عائلات "الكرد، القاسم، الجاعوني، واسكافي" من منازلها في حي الشيخ جراح، لصالح المستوطنين الذين يدعون أنهم يمتلكون الأرض.
وكان صدر في سبتمبر/أيلول 2020، قرار بإخلاء العائلات الأربع من الحي، وتبعه قرار آخر في الشهر الذي يليه يقضي بإخلاء ثلاث عائلات أخرى، وهي "حماد، الدجاني، وداوودي".
وقدّمت العائلات طلب استئناف للمحكمة العليا الإسرائيلية، التي رفضت طلب الاستئناف، وأصدرت قراراً في فبراير/شباط 2021، بإخلاء المجموعة الأولى من عائلات الحي من منازلهم بتاريخ 2/5/2021، والمجموعة الثانية بتاريخ 1/8/2021.
ويتهدد خطر التهجير 500 مقدسي يقطنون في 28 منزلاً بالحي على أيدي جمعيات استيطانية، بعد سنوات من التواطؤ مع محاكم الاحتلال، والتي أصدرت مؤخراً قراراً بحق العائلات السبعة المذكورة، رغم أن سكان الحي هم المالكون الفعليون والقانونيون للأرض.
من جانبها، تقول جماعات استيطانية إنها "امتلكت الأرض التي أقيمت عليها المنازل الفلسطينية، ما قبل العام 1948″، وهو ادعاء يدحضه السكان.
حراك شعبي
ومساء السبت، بدأ العديد من النشطاء وأبناء الشعب الفلسطيني من القدس والأراضي المحتلة عام 1948، التجمع في الشيخ جراح، للبقاء في المنازل الأربعة المهددة بالإخلاء لصالح المستوطنين.
وشارك العشرات من المتضامنين في وقفة تضامنية مع أهالي الشيخ جراح، ورددوا هتافات النصرة للقدس والأقصى، ورفعوا شعارات "سوف نبقى هنا"، "نحن جذور الأرض" و"الشيخ جراح بنادي ثورة يا شعب بلادي".
وقمعت قوات الاحتلال المتضامنين واعتدت عليهم بالضرب والسحل والدفع، وصادرت منهم الأعلام الفلسطينية.
تحرك أردني فلسطيني مشترك
رافق هذا التفاعل الجماهيري تعاون فلسطيني أردني، حيث قامت المملكة، الأربعاء 21 مارس/آذار 2021، بتزويد الفلسطينيين بالوثائق الخاصة بعدد من العائلات المقدسية، وذلك في سبيل استخدامها من قبل المحامين ومؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية في المرافعات أمام المحاكم الإسرائيلية لإثبات ملكية المنازل.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إنه تم تقديم كل الوثائق المتوفرة لمساعدة المواطنين الفلسطينيين بالحفاظ على حقوقهم كاملة، وخاصة في حي "الشيخ جراح" بمدينة القدس المحتلة.
جاء ذلك خلال لقائه في مدينة رام الله مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".
وأعرب الصفدي عن رفض الأردن كل إجراءات ومحاولات إسرائيل لتغيير الهوية العربية الإسلامية المسيحية للقدس المحتلة، وكل جهد يحاول تغيير الوضع التاريخي للمقدسات في القدس.
وشدّد على "ضرورة إيجاد التحرك الدولي القادر على وقف الخطوات الإسرائيلية الأحادية، التي تقوّض حل الدولتين، وتحديداً بناء المستوطنات وتوسعتها، والاستيلاء على منازل المواطنين وترحيلهم".