قالت صحيفة The Telegraph البريطانية في تقرير نشرته يوم الإثنين 26 أبريل/نيسان 2021 إن إسرائيل تعمل على تطوير "دماغ فائق" يعمل بالذكاء الاصطناعي بمساعدة مجموعة من أجهزة الاستشعار عالية الطاقة لدعم الدبابات والروبوتات في تسيير دوريات أثناء الاشتباك العسكري، وذلك في ظل تطلعها لجيل جديد من الحروب.
إذ يُعَد هذا الذكاء الاصطناعي، الذي يُعرَف باسم "أثينا" نسبةً إلى إلهة الحرب اليونانية، في مرحلة مبكرة من التطوير بشركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI)، لكن يمكن استخدامه في غضون العقد المقبل.
تطوير برنامج جديد
حصلت صحيفة The Daily Telegraph البريطانية على معلومات حصرية عن برنامج "أثينا"، بما في ذلك نموذج أولي لـ"الدماغ" الذي تستخدمه الدبابات في السيناريو القتالي.
في هذا السيناريو، زُوِّدَت دبابات Carmel الإسرائيلية بذكاء اصطناعي بحجم الهاتف الذكي، والذي يجمع البيانات، من خلال أجهزة استشعار رادارية وأخرى تعمل بالأشعة تحت الحمراء، فضلاً عن أجهزة استشعار أخرى، لتحديد مقاتلي العدو المختبئين تحت الأرض وفي المباني الموجودة بساحة المعركة. وفي لحظة يتم إرسال البيانات إلى الضابط القيادي وتحويلها إلى "قائمة معركة" بها أفضل الوسائل لمهاجمة الأهداف.
كذلك يمكن ربط برنامج أثينا بأنظمة المناورة والتحكم في إطلاق النار بالدبابات، وهو ما من شأنه السماح للبرنامج بمهاجمة الأهداف تلقائياً، ولو أنَّ الضابط القيادي يتخذ القرار النهائي بشأن كيفية المضي قدماً.
القيام بدوريات تلقائية
في المقابل علمت صحيفة The Telegraph أنَّ شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية تتطلَّع أيضاً لإضافة برنامج أثينا إلى مركبات آلية (روبوتية) بإمكانها القيام بدوريات تلقائية لحراسة الأسيجة الحدودية بحثاً عن المتسللين.
من ناحية أخرى، تأمل إسرائيل أن تساعد المنظومات الدفاعية العاملة بالذكاء الاصطناعي، الجيش ليكون أكثر كفاءة، إذ يمكن للآلات تحليل ساحة المعركة ووضع خطة تكتيكية للمعركة بشكل أسرع كثيراً من العقل البشري.
من جانبهم قال ضباط كبار بالجيش الإسرائيلي إنَّ بعض جوانب تكنولوجيا حرب الذكاء الاصطناعي قد تكون جاهزة للاستخدام الفعلي بحلول العام المقبل.، وأضاف العميد إيلي بيرنباوم، قائد قسم الهندسة العسكرية بالجيش إنَّ أحد التحديات الرئيسية في المستقبل ستكون إقناع الجنود بـ"الثقة في الآلة"، مقارناً ذلك بمخاوف السلامة المتعلقة بالسيارات ذاتية القيادة.
ماهو برنامج أثينا؟
هو مجرد سلاح واحد ضمن عدد من "أسلحة الذكاء الاصطناعي" قيد التطوير حول العالم، ولو أنَّ هذه المشروعات تُحاط بالسرية بصفة عامة. وتشمل هذه الأسلحة الطائرات بدون طيار وأجهزة توجيه الصواريخ، في حين يشير الخبراء إلى أنَّ الجيوش استخدمت لعقود كثيرة أسلحة تهاجم الناس تلقائياً، مثل الألغام الأرضية.
من جانبه أوضح د.جاك والتينغ، الخبير في الحرب البرية بمركز أبحاث المعهد الملكي للخدمات المتحدة للدراسات الأمنية والدفاعية في لندن أن هناك نوعاً من سباق التسلح حالياً بين الولايات المتحدة والصين، فيما يُجري الروس أيضاً الكثير من التجارب لكنَّهم متأخرون قليلاً، على حد قوله.
أضاف: "الأمر واقعي ومتاح جداً، لكن ليس بالضرورة أن يكون قابلاً للاستخدام. ويعود هذا جزئياً إلى أنَّ الجيوش ليست بالضرورة متأكدة من تداعيات استخدامه".
حروب الذكاء الاصطناعي
يذكر أن إسرائيل ليست الحليف الغربي الوحيد الذي يستكشف حرب الذكاء الاصطناعي. ففي الولايات المتحدة، يقوم الطلبة العسكريون ببرمجة الدبابات بخوارزميات لاستهداف بالونات تمثل جنود العدو.
في الوقت نفسه، تكهَّن قائد القوات المسلحة البريطانية في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 بأنَّ الجنود "الآليين" يمكن أن يُشكِّلوا نحو ربع الجيش بحلول ثلاثينيات القرن الحالي.
في المقابل زُعِمَ أنَّ إسرائيل استخدمت في عام 2020 مدفعاً رشاشاً يعمل بالذكاء الاصطناعي لاغتيال أحد كبار العلماء النووين الإيرانيين. وأفادت تقارير بأنَّ العالم، محسن فخري زادة، قُتِل بواسطة مدفع رشاش يُتحكَّم فيه من خلال القمر الصناعي، وقد استخدم الذكاء الاصطناعي لاستهدافه.