لطالما ارتبط فلورنتينو بيريز، رئيس نادي ريال مدريد، باتخاذ قرارات مثيرة للجدل، تجعله محور حديث وسائل الإعلام والجماهير الرياضية حول العالم.
ولعل آخر القرارات المثيرة للجدل بالنسبة لبيريز، عندما أعلن عن إنشاء دوري السوبر الأوروبي، الذي ضم في البداية 12 نادياً من أعرق الفرق في القارة العجوز، قبل أن يفشل المشروع الجديد، بسبب انسحاب الأندية.
ولا يعتبر دوري السوبر الأوروبي، فكرة حديثة في ذهن رئيس الريال، إذ كان يخطط له منذ سنوات طويلة، والذي تسبب في جدل كبير هزّ عالم كرة القدم، على غرار قرارات سابقة كان قد اتخذها خلال تواجده في النادي "الملكي".
في التقرير التالي نستعرض أبرز خمسة قرارات لبيريز هزّت عالم "الساحرة المستديرة" بشكل واضح.
صفقة لويس فيغو
يعدّ برشلونة الغريم الأزلي لريال مدريد في إسبانيا، لهذا فإن انتقال أي لاعب من طرف لآخر، يُسبب "حرباً" حقيقية بين جمهور الناديين، ولعل ذلك تمثل في صفقة انضمام البرتغالي لويس فيغو من برشلونة إلى ريال مدريد عام 2000.
القرار المثير لبيريز بجلب فيغو، بدأ عندما ترشح لانتخابات رئاسة ريال مدريد، لهذا كان عليه جلب نجم كبير يعزز به وضعه لضمان النجاح في الانتخابات، ما دفعه لعرض مبلغ 1.6 مليون يورو لوكيل اللاعب، خوسيه فيغا، للتوقيع على ورقة مشروطة بانضمام اللاعب للريال حال فوزه بالانتخابات.
واشترط بيريز أن يدفع فيغو مبلغ 35 مليون يورو لإلغاء الصفقة حال نجاحه في الانتخابات، وهو أمر غير مرجّح وقتها، إذ كان رجل الاقتصاد الثري لا يملك حظوظاً كبيرة بالنجاح، لكنه حدث فعلاً، وفاز بيريز بالرئاسة، لينضم فيغو، الذي كان قائد برشلونة وقتها، إلى ريال مدريد، لتجنب دفع المبلغ الكبير.
بيع ماكيليلي
بيريز هو الرجل الذي جلب أفضل نجوم العالم لريال مدريد خلال حقبة "الجلاكتيكوس"، لكن بداية انتهاء تلك الحقبة كانت برحيل لاعب الوسط الفرنسي كلود ماكيليلي لصفوف تشيلسي عام 2003.
قصة بيع ماكيليلي كانت غريبة للغاية، خاصة أن اللاعب كان وقتها أحد أهم لاعبي الفريق "الملكي"، لكن بيريز رفض منحه عقداً جديداً براتب أكبر أسوة بباقي النجوم، ليتم التخلي عنه بشكل مفاجئ لمصلحة "البلوز".
ورغم أن العديد من اللاعبين أمثال راؤول وزيدان وموريانتيس وآخرين دعموا النجم الفرنسي في بداية المشكلة، إلا أن بيريز لم يغيّر قراره بالتخلي عن نجم الوسط الدفاعي، الذي أبدع مع "البلوز" وقاده لتحقيق الألقاب، فيما عانى الريال من بعده بشكل واضح.
رفض التعاقد مع إيتو
على غرار التخلي عن ماكيليلي، أخطأ بيريز بشكل واضح، عندما رفض التعاقد مع المهاجم الكاميروني صامويل إيتو من مايوركا، رغم أنه كان هدافاً لامعاً مع الأخير على مدار عدة مواسم.
وكان الريال في البداية يملك الملكية بالمناصفة مع مايوركا في عقد إيتو، غير أنه تخلى عنه، بداعي أن بيريز لم يكن يراه قادراً على خلافة لاعبين أمثال رونالدو وراؤول، قبل أن ينضم النجم الكاميروني في 2004 لبرشلونة.
وسرعان ما أصبح إيتو مع برشلونة، أحد أفضل لاعبي العالم بمركزه، ولعب دوراً كبيراً في نيله العديد من الألقاب.
خطف بيكهام قبل برشلونة
عام 2003، انضم الإنجليزي ديفيد بيكهام لصفوف ريال مدريد قادماً من مانشستر يونايتد، بعد صراع كبير مع برشلونة.
بداية القصة كانت عندما أعلن خوان لابورتا في 2003 أنه سيضم بيكهام لبرشلونة، حال نجاحه في انتخابات رئاسة برشلونة، وأنه توصل لاتفاق مبدئي مع اللاعب، ما دفع بعض متاجر النادي لطباعة اسم "بيكهام" على القمصان.
وعقب نجاح لابورتا في الانتخابات، انتظرت جماهير برشلونة الإعلان عن الصفقة، غير أنها أصيبت بالصدمة، بعدما أكد ريال مدريد ضم اللاعب لصفوفه رسمياً.
تعيين زيدان مدرباً
في يناير/كانون الثاني 2016، أعلن بيريز إقالة الإسباني المخضرم رافائيل بينيتيز من تدريب ريال مدريد، ما دفع التقارير لترشيح العديد من المدربين الكبار لخلافته.
ولكن كعادته، كان لبيريز رأي آخر، بعدما عيّن زين الدين زيدان مدرباً للفريق، إذ كان وقتها يعمل مديراً فنياً للفريق الرديف "كاستيا"، ولم يكن يملك أي خبرة سابقة بالعمل مع الأندية الأوروبية.
وبالفعل كافأ زيدان رئيس ناديه على هذه الثقة، بعدما حقق العديد من الألقاب المهمة، أبرزها دوري أبطال أوروبا 3 مرات على التوالي، وهو أمر لم يحققه أحد من المدربين قبله أو بعده.