شارك آلاف الفلسطينيين، مساء الجمعة 23 أبريل/نيسان 2021، في مسيرة حاشدة داخل المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة، تعبيراً عن رفضهم الاعتداءات الإسرائيلية عليهم منذ بداية شهر رمضان المبارك.
فقد قال الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان، إن "الحصيلة النهائية لإصابات مواجهات مدينة القدس مساء الخميس 22 أبريل/نيسان، 105 إصابات نُقل منها إلى المستشفى 22 إصابة. وُصفت كل الإصابات التي نُقلت للمستشفى بالمتوسطة، وتم علاج باقي الإصابات ميدانياً".
بينما قالت الشرطة الإسرائيلية إنها اعتقلت أكثر من 50 شخصاً الليلة الماضية، دون تمييز بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
"عالقدس رايحين شهداء بالملايين"
حسب مراسل وكالة الأناضول فإن الآلاف تجمهروا بشكل عفوي عقب انتهاء صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى، وهتفوا ضد الاحتلال الإسرائيلي وممارساته بالمدينة.
كما رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية، مرددين هتافات، من بينها: "عالقدس رايحين شهداء بالملايين"، بحسب مراسل الأناضول.
يأتي ذلك بعد ما شهدته مدينة القدس، وأنحاؤها من مواجهات بين الفلسطينيين العزل وقوات إسرائيلية مدججة بالسلاح، ما أسفر عن إصابة 105 فلسطينيين على الأقل بجروح بين طفيفة ومتوسطة.
إذ تشهد المدينة عامة، والمسجد الأقصى خاصة، منذ بداية شهر رمضان الجاري، مناوشات بين شبان فلسطينيين وقوات إسرائيلية، بسبب محاولات الأخيرة منع التجمعات والفعاليات الرمضانية السنوية وسط المدينة.
وقعت المواجهات تزامناً مع شنّ مئات المستوطنين الإسرائيليين اعتداءات في عدة مناطق من القدس على منازل فلسطينيين، والذين بدورهم تصدوا لهم.
أتت اعتداءات المستوطنين استجابة لدعوات يمينية إسرائيلية انتقامية من الفلسطينيين في القدس، رداً على ما وصفوه بـ"هجمات شنها فلسطينيون ضد إسرائيليين بالمدينة".
60 ألف شخص أدوا صلاة الجمعة في الأقصى
من جهتها، قالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، إن نحو 60 ألف شخص أدَّوا صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان بالمسجد الأقصى، بعد ليلة طويلة من المواجهات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية وعدد من اليهود المتزمتين.
فيما أبقت إسرائيل على إجراءاتها المتعلقة بدخول الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية للقدس كما كان عليه الوضع في الجمعة الأولى من رمضان، وسمحت لعشرة آلاف فلسطيني ممن حصلوا على اللقاح المضاد لكورونا ولديهم تصاريح لدخول المدينة.
إذ قال الشيخ محمد حسين، مفتي القدس والديار الفلسطينية، خلال خطبة الجمعة في المسجد الأقصى: "أيها المحتشدون في رحاب المسجد الأقصى ولو سُمح لكم في كل الأرض الفلسطينية بأن تَصلوا إلى المسجد لضاقت بكم ساحاته.. لا بل لضاقت بكم شوارع القدس التي تُعمِّرونها بالتهليل والتكبير والتوحيد، معلنين لكل العالم أن القدس لكم والأقصى لكم وأنكم أنتم الشرعيون في هذه الديار وأنتم المواطنون الأصليون في هذه الأرض المقدسة، وأنه لا يضركم كيد مَن خذلكم أو كيد من عاداكم".
أضاف: "منذ صباح اليوم العظيم شددتم رحالكم ويَمَّمتم القدس ومسجدها الأقصى، لتفوزوا بحول الله وقوته، بالثواب العظيم والأجر الجزيل الذي وعده الله عباده الصائمين رغم كل الحواجز والعوائق ورغم كل ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي من إجراءات تعسفية ترفضها كل الشرائع السماوية، لا بل وترفضها كل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية".
السفارة الأمريكية تحذّر رعاياها
فيما نصحت السفارة الأمريكية في القدس، الجمعة، موظفيها ورعاياها، بعدم الاقتراب من أماكن المواجهات التي تشهدها المدينة المحتلة.
قالت السفارة في بيان اطلعت عليه الأناضول: "تدعو سفارة الولايات المتحدة بشدةٍ مواطنيها إلى توخي اليقظة واتخاذ الخطوات المناسبة لزيادة وعيهم الأمني، والابتعاد عن أماكن المواجهات".
أضاف البيان: "تقع الحوادث الأمنية غالباً دون سابق إنذار". وأشار إلى أن "هناك زيادة ملحوظة في الاحتجاجات وأعمال العنف في المدينة بالقرب من البلدة القديمة ووسط المدينة وأجزاء من شمال وشرق القدس".
تابعت السفارة: "تشمل حوادث العنف الأخيرة أعمال التخريب، ورشق الحجارة، وإحراق المركبات، والاعتداء على المارة".
تركيا تصف الوضع بـ"الخطير والمقلق"
من جهتها، قالت وزارة الخارجية التركية، الجمعة، إن الأعمال الاستفزازية للمجموعات العنصرية أمام "باب العامود" في المدينة القديمة "خطيرة ومقلقة"، حسب بيان للوزارة حول الأعمال الاستفزازية للمستوطنين العنصريين في المدينة، الخميس.
أضاف البيان أن "الأعمال الاستفزازية التي نفذتها مجموعات عنصرية تعيش في مستوطنات غير شرعية بالأراضي الفلسطينية المحتلة يوم أمس (الخميس)، أمام باب العامود في القدس القديمة، خطيرة ومقلقة".
تابع: "نشعر بقلق إزاء إصابة أعداد كبيرة من المدنيين الفلسطينيين خلال الاشتباكات، واعتقال قوات الأمن الإسرائيلية بعضهم".
فيما دعا البيان السلطات الإسرائيلية إلى اتخاذ تدابير لحماية المدنيين الفلسطينيين من اعتداءات المستوطنين العنصريين، وتهيئة مناخ ملائم لتحقيق السلام والتسامح بدلاً من الاستفزاز والكراهية خلال شهر رمضان.