أمريكا تعلن أنها “لن تخفض” عدد قواتها بالعراق.. وصواريخ تستهدف منطقة توجد بها قواتها قرب مطار بغداد

عربي بوست
تم النشر: 2021/04/22 الساعة 22:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/04/22 الساعة 22:23 بتوقيت غرينتش
قوات أمريكية في العراق - أرشيف - رويترز

أعلنت القيادة المركزية الأمريكية، الخميس 22 أبريل/نيسان 2021، أن الولايات المتحدة لن تخفض عدد قواتها في العراق، وذلك "بناءً على رغبة بغداد"، وهو أمر من المرتقب أن يزيد من تصعيد الوضع في بغداد، قبل الانتخابات البرلمانية المرتقبة في شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل، ويخالف رغبة جماعات وقوات عراقية شبه عسكرية مدعومة إيرانياً.

تزامناً مع ذلك، ذكر مسؤولو أمن عراقيون أن ما لا يقل عن ثلاثة صواريخ سقطت بمحيط مطار بغداد الدولي في وقت متأخر من مساء الخميس، وفق ما نقلته وكالة "رويترز" للأنباء.

وقال المسؤولون إن الصواريخ سقطت قرب منطقة المطار التي توجد بها قوات أمريكية، وإنه لم ترد تقارير عن خسائر مادية أو بشرية، فيما لم تعلن أي جهة بعدُ مسؤوليتها عن الهجوم.

هذا الهجوم، هو الثاني من نوعه خلال أقل من أسبوع يستهدف قواعد عسكرية تضم قوات أمريكية، إذ استهدف مجهولون بـ5 صواريخ كاتيوشا، الأحد، قاعدة "بلد" الجوية (شمال/تضم قوات أمريكية)، ما أدى لإصابة عنصري أمن عراقيين.

بينما تتهم واشنطن فصائل مسلحة عراقية موالية لإيران بالمسؤولية عن تلك الهجمات، المستمرة منذ أشهر.

القوات الأمريكية لن تغادر العراق!

كينيث ماكينزي، قائد القيادة المركزية الأمريكية، قال في مؤتمر صحفي، إن "العراق يريد بقاءنا، ولن نخفض عدد القوات هناك".

كما أضاف أنه لا يعتقد أن الولايات المتحدة "على حافة الانخراط بحرب في الشرق الأوسط".

ومنتصف أبريل/نيسان الجاري، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن إدارته ستُنهي وجود قواتها في أفغانستان بحلول ذكرى أحداث 11 سبتمبر/أيلول المقبل، وفق جدول زمني، يبدأ في الأول من مايو/أيار.

ويقدَّر عدد القوات الأمريكية المتبقية في أفغانستان بنحو 2500 جندي، وفق تقارير غير رسمية.

ضغوط جديدة على الكاظمي

وفق ما نقلته تقارير صحفية أمريكية، يبدو أن القرار الأمريكي يسير عكس رغبة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الذي يريد وضع حدود زمنية للانسحاب، وإعلان واشنطن التزامها بها علناً؛ والتي ستخفف الضغوط الهائلة على حكومته، لتحصل على مساحة للمناورة حتى يُؤدي البرلمان والحكومة الجديدة القَسم الدستوري.

فقد بدأت التحركات الهادفة لتسريع العملية بالفعل. فقبل أيام من هجوم أربيل، أعلن الكاظمي تشكيل لجنة فنية عسكرية بقيادة رئيس أركان الجيش الفريق الركن عبدالأمير يارالله.

في يوم السبت 10 أبريل/نيسان، سعى فريق المفاوضات العراقي إلى متابعة التفاصيل المتعلقة بتشكيل اللجان، مع السفير الأمريكي وعددٍ من المسؤولين ببغداد؛ في محاولةٍ للتعجيل بالأمور، وفقاً لتصريحات اثنين من المفاوضين العراقيين لموقع Middle East Eye البريطاني.

إذ قال أحد أعضاء فريق المفاوضات العراقي: "تُدرك الإدارة الأمريكية الحالية أسباب ضغطنا عليها للإسراع بتشكيل اللجان الفنية والبدء في وضع الجداول الزمنية".

وفقاً للمفاوض، فإن واشنطن حريصةٌ على إثبات مصداقية بيان الأسبوع الماضي: "أعلن رئيس الوزراء تشكيل اللجنة الفنية العراقية برئاسة يارالله، وننتظر من الجانب الأمريكي الإعلان عن لجنته وتحديد ممثل رئيسها، للبدء في المرحلة التالية من المفاوضات".

كما أضاف أنه سيكون هناك اجتماعٌ للجان الفنية الأمريكية-العراقية، الأسبوع الجاري أو المقبل. ومن المرجح أن يُعقد الاجتماع في بغداد وجهاً لوجه. وفي حال أراد مسؤولون من واشنطن الانضمام للجنة، فسوف تُعقد الاجتماعات بمحادثة فيديو عبر الإنترنت.

شروط أمريكية وتشكيك من الفصائل

لم يُوافق فريق المفاوضات الأمريكي على سحب القوات القتالية وتغيير طبيعة المهمة دون مقابل.

إذ يتعين على العراق أن يوفر التأمين للبعثات الدبلوماسية الغربية وقوات التحالف بموجب الاتفاق، وفقاً لما أفاد به المفاوضون العراقيون للموقع البريطاني، حتى تُثبت بغداد قدرتها على ضمان سلامة المسؤولين الأجانب بعد الانسحاب.

في اجتماعٍ مع رئيس الوزراء يوم الخميس 15 أبريل/نيسان، لتوضيح نتائج الحوار الأمريكي، أعرب قادة غالبية التكتلات الشيعية البارزة عن "دعمهم وارتياحهم" للكاظمي، بحسب المصادر.

لكن الصورة التي ظهرت عقب اجتماعات يومي الجمعة والسبت في مكتب هادي العامري، رئيس تحالف الفتح شبه العسكري المدعوم من إيران وقوات منظمة بدر شبه العسكرية، كانت مختلفةً بعض الشيء.

إذ رأت بعض الاجتماعات في الإعلان العراقي-الأمريكي إنجازاً وخطوةً في الاتجاه الصحيح.

لكن آخرين اعتبروه "خدعةً اتفق عليها الكاظمي مع الأمريكيين"، دون خطوات واضحة، ودون جدول زمني للانسحاب، ودون تغييرٍ حقيقي في وضع التحالف، بحسب قائد أحد الفصائل المسلحة العراقية من المطلعين على الاجتماعات.

تحميل المزيد