عندما سألت أحد قادة حزب الشعب الجمهوري، والمعروف بأنه مقرب من رئيس الحزب كمال كليجدار أوغلو "من سيكون مرشحكم في الانتخابات الرئاسية القادمة؟"، تلقيت هذه الإجابة "قف لنر"!
"أولاً، دعنا نتصور كيف ستكون الاستراتيجية، هل سنقول إنه يجب على جميع الأحزاب الانضمام إلى السباق بمرشحٍ من الجولة الأولى، ومن ثم في الجولة الثانية يقررون توحيد الجهود خلف مرشح واحد للمعارضة؟ أم سنقدم مرشحاً مشتركاً من الجولة الأولى؟
عندما تدخل في تفاصيل الكلام الدقيقة فإن سلسلة من الأسئلة المهمة والجديدة تطرح نفسها واحداً تلو الآخر.
على سبيل المثال، ووفقاً لهذه المعادلة، فإن الحزب الذي تكون احتمالية حصوله على أكبر عدد من الأصوات يتقدم بخطوات قليلة في تحديد المرشح.
وإذا دخلت جميع الأحزاب بمرشح في الجولة الأولى وتأجل حسم الانتخابات إلى الجولة الثانية فإن المرشحَين اللذين سيحتلان المركز الأول والثاني في الجولة الأولى سيتنافسان في الجولة الثانية.
في هذه الحالة، سيصبح سؤال "في الجولة الأولى من سيكون المرشح الثاني ولأي حزب تابع" سؤالاً مهماً للغاية.
هل يستطيع كمال كليجدار أوغلو وميرال أكشنار المنافسة؟
عندما نمضي قدماً مع المرشحين المحتملين أو أولئك الذين يريدون أن يكونوا مرشحين، يمكن أن نرى بالفعل أن جبهة المعارضة التركية تعيش صراعاً داخلياً.
فعندما ننظر إلى المرشحين، سواء أكانت زعيمة "حزب الخير" ميرال أكشنار، أو محافظ أنقرة الحالي منصور يافاش، أو محافظ إسطنبول أكرم إمام أوغلو، أو حتى كمال كليجدار أوغلو، فإن السباق الأول سيكون بين هذه الأسماء نفسها، هذا واضح جداً.
إذا قيل إنه يجب على الجميع بدء السباق الانتخابي من الجولة الأولى، فمن المحتمل أن يكون هناك عدد كبير من المرشحين.
إذا حصل الرئيس رجب طيب أردوغان نسبة 50% من الأصوات في الجولة الأولى، كما حدث في انتخابات 2014 و2018، فإن جميع الحسابات ستكون بلا جدوى. ففي انتخابات متعدّدة المرشحين ليس للمعارضة المتناحرة فرصة كبيرة بالفوز في الانتخابات من الجولة الأولى.
المسألة كلها أن تذهب الانتخابات إلى الجولة الثانية، وحينها سيلح السؤال حول هوية مرشح المعارضة في الجولة الثانية. في الوضع الحالي من الواضح أن حزب الشعب الجمهوري برئاسة كليجدار أوغلو لديه اليد العليا فيما يتعلق بترشيح مرشح للرئاسة، لأنه يبدو أنه الحزب الثاني في البلاد بعد حزب العدالة والتنمية.
لكن نقطة الضعف في مخطط كليجدار أوغلو هي أن أي تحالف لا يوجد فيه حزب الخير لن يرضي أحداً في صفوف المعارضة، ولن يكون حاضراً شعبياً.
في إحدى المحادثات التي أجريتها مع المقربين من ميرال أكشنار، سمعت أنها وحزبها يبذلون جهداً كبيراً لوضع الحزب على خريطة "المعارضة الرئيسية".
ففي استطلاعات الرأي التي أجريت في الأشهر الأخيرة، يظهر أنّ التوجه من الجناح القومي لحزب "الشعب الجمهوري" نحو حزب "الخير" شجعهم في هذا السياق.
تحالفان ومتنافسان
هل تريد رئيسة حزب "الخير" ميرال أكشنار أن تكون مرشحة رئاسية؟
نعم تريد، وتريد كثيراً.
فبعد التضحيات التي قدمها حزبها للأحزاب الأخرى في الانتخابات المحلية عام 2019، لم يتمكن الحزب من تعيين رئيس بلدية واحد في 81 محافظة، هناك احتمال بأنه وعند اقتراب موعد فتح باب الترشح سيتم طرح هذه المسألة على طاولة المفاوضات.
صادفنا الأسبوع الماضي بعض التطورات الجديدة اللافتة للنظر، بشأن الخلاف المحتمل على الترشح للرئاسة على جبهة المعارضة.
فقد أجاب رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو على سؤال حول ما إذا كان سيكون مرشحاً أم لا، وقال: "إذا اتخذ التحالف مثل هذا القرار فلا يمكنك الهروب منه".
وأثناء إجابتها عن أسئلة الصحفيين، قالت ميرال أكشنار عن كلمات كليجدار أوغلو "يمكنه التفكير في أن يكون مرشحاً، لا يوجد مشكلة في هذا".
ثم طرح أحد الصحفيين أفضل سؤال من الممكن طرحه في تلك اللحظة، وقال: "قلبك كان يميل للترشح".
وأجابت أكشنار على النحو التالي:
"لم أقل شيئاً كهذا، هل سمعت هذا مني من قبل؟ نحن نقوم بعملنا لخدمة الأمة، نصغي لمشاكل الأمة وننقل متاعب الأمة للمسؤولين".
أنا شخصياً أرى ترشح كليجدار أوغلو "احتمالية ضعيفة للغاية".
في السابق، عندما قال أحد أعضاء حزب العدالة والتنمية في البرلمان له "كن مرشحاً"، أعطى إجابة مماثلة بقوله: "كيف تعرف أنني لن أكون مرشحاً؟"
ومع ذلك، ليس هناك ما يشير إلى أن كليجدار أوغلو سيبدو موافقاً ومتحمساً في تحال ترشحت ميرال أكشنار للرئاسة.
إذن، هل سنكون مخطئين إذا قلنا إن اثنين من الجهات الفاعلة الرئيسية في تحالف الأمة في عملية "عض أصابع" خفية لاختيار المرشحين للرئاسة؟
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.