رفض وزير الخارجية الباكستاني عقد لقاء مع نظيره الهندي في الإمارات، حيث يزور المسؤولان في الوقت ذاته البلد الخليجي، وذلك في ظل الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار بين البلدين على طول الحدود بينهما.
هذا الاتفاق كان قد أعلن عنه مطلع العام الجاري، بوساطة "طرف ثالث"، تبين بعد ذلك أن الوسيط كان دولة الإمارات، حيث أعلنت ذلك من جانبها بشكل رسمي، وسط صمت من طرفي النزاع.
رفض باكستان لعقد لقاء مع الهند
وزير الخارجية الباكستاني، شاه محمود قرشي، رحب الأحد 18 أبريل/نيسان 2021، بجهود الوساطة التي تقوم بها الإمارات العربية المتحدة بين بلاده والهند، لكنه قال لصحيفة خليج تايمز الإماراتية إنه لا يخطط للقاء نظيره الهندي خلال زيارته للبلد العربي.
قرشي قال للصحيفة التي نشرت مقطع فيديو من المقابلة "أنا هنا في زيارة ثنائية. لست هنا من أجل جدول أعمال خاص بالهند".
كما أضاف: "نرحب بتسهيلات طرف ثالث… لكن بغض النظر عما يقوله الأصدقاء مثل الإمارات، يجب أن تأتي المبادرة من أهل البلدين (باكستان والهند)".
في الوقت ذاته ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية على تويتر أن محادثات جيشانكار في الإمارات ستركز على التعاون الاقتصادي وشؤون الجالية الهندية.
تأكيد إماراتي لدورها في الوساطة
من جانبه، أكد سفير الإمارات لدى واشنطن في وقت سابق أن بلاده تبذل مساعي للوساطة بين الهند وباكستان لمساعدة القوتين النوويتين على الوصول إلى علاقة "صحية وعملية".
كما قالت مصادر مطلعة على الأمر لرويترز إن ضباط مخابرات كباراً من الهند وباكستان أجروا محادثات سرية في دبي خلال يناير/كانون الثاني الماضي في محاولة جديدة لتهدئة التوتر العسكري بسبب إقليم كشمير المتنازع عليه في جبال الهيمالايا.
وقال السفير يوسف العتيبة، في لقاء عبر الإنترنت مع مؤسسة هوفر بجامعة ستانفورد، يوم الأربعاء، إن الإمارات لعبت دوراً في "تهدئة التصعيد في كشمير وتوصلت إلى وقف لإطلاق النار على أمل أن يؤدي ذلك في نهاية الأمر إلى إعادة الدبلوماسيين وإعادة العلاقة إلى مستوى صحي".
العتيبة أضاف: "قد لا تربط بينهما صداقة حميمة، لكننا على الأقل نريد أن نصل إلى مستوى العلاقة العملية، التي يتبادلان فيها الحديث".
يذكر أن العلاقات بين الهند وباكستان كانت قد تجمدت منذ تفجير انتحاري تعرضت له قافلة عسكرية هندية في كشمير في 2019، وقالت الهند إن متشددين في باكستان كانوا وراءه، مما دفع نيودلهي إلى إرسال طائرات حربية لشن غارة في باكستان.
وفي وقت لاحق من ذلك العام ألغى رئيس الوزراء الهندي الحكم الذاتي في الشطر الخاضع للحكم الهندي من كشمير، لتشديد قبضته على الإقليم، الأمر الذي أثار غضب إسلام أباد، وأدى إلى خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وتعليق التجارة الثنائية.