بدأ علماء بريطانيون، الإثنين 19 أبريل/نيسان 2021، تجربة يتم خلالها تعريض أشخاص أصيبوا من قبل بكوفيد 19 لفيروس كورونا مرة أخرى، لفحص الاستجابات المناعية، ومعرفة ما إذا كان الناس سيصابون به مرة أخرى.
كانت بريطانيا قد أصبحت، في فبراير/شباط 2021، أول دولة في العالم تمنح الضوء الأخضر لما يسمى "تجارب التحدي" على البشر، والتي يتعرض فيها المتطوعون عمداً لكوفيد-19، لتعزيز البحث في المرض الناجم عن فيروس كورونا.
لكن تختلف الدراسة التي بدأت اليوم الإثنين عن تلك التي تم الإعلان عنها في فبراير/شباط الماضي، لسعيها إلى إعادة إصابة الأشخاص الذين أصيبوا سابقاً بكوفيد-19، في محاولة لتعميق فهم المناعة بدلاً من إصابة الناس للمرة الأولى.
هيلين ماكشين، وهي أخصائية اللقاحات بجامعة أكسفورد وكبيرة الباحثين في الدراسة، قالت: "ستسمح لنا المعلومات التي نحصل عليها من هذا العمل بتصميم لقاحات وعلاجات أفضل، وكذلك لفهم ما إذا كان الناس سيصبحون محميين بعد الإصابة بفيروس كورونا، وإلى متى".
أضافت ماكشين أن العمل سيساعد في فهم ما الذي تحمي منه الاستجابات المناعية للحيلولة دون الإصابة مرة أخرى بالمرض.
كانت دراسة بريطانية قد توصلت، في فبراير/شباط الماضي، إلى أن جميع المتعافين من فيروس كورونا المستجد تبقى لديهم مستويات عالية من الأجسام المضادة لمدة ستة أشهر على الأقل تحميهم على الأرجح من الإصابة مرة أخرى.
العلماء الذين أجروا الدراسة التي تقيس مستويات الإصابة السابقة بكوفيد-19 وسط السكان في جميع أنحاء بريطانيا قالوا إن الإصابة مرة ثانية سريعاً ستكون نادرة.
أظهرت النتائج أن من بين المشاركين الذين ثبتت إصابتهم بكوفيد-19 في السابق، احتفظ 99% بالأجسام المضادة لمدة ثلاثة أشهر. وبعد ستة أشهر كاملة من المتابعة خلال الدراسة، ظلت الأجسام المضادة لدى 88%.
متعافون أصيبوا بكورونا
لكن كوريا الجنوبية كانت قد أعلنت، في أبريل/نيسان 2020، أن نحو 100 مريض مصابين بعدوى الوباء وتعافوا منه ظهرت عليهم الأعراض مرة أخرى، وبإجراء الاختبارات لهم ظهرت النتائج إيجابية بالفعل، وهو ما أثار المخاوف من تعرُّض المتعافين للعدوى مرة أخرى.
مدير المركز الكوري لمراقبة الأمراض والوقاية منها، يونغ يون-كيونغ، كان قد قال إن محققي الصحة ما زالوا يسعون لتحديد ما إذا كان الفيروس قد أُعيد تنشيطه داخل كل مريض أم أن المرضى أصيبوا بالعدوى مرة أخرى.
أضاف يونغ: "بينما نميل إلى حقيقة أن السبب المحتمل لمعاودة ظهور المرض بفيروس كورونا على الشخص المتعافي منه هو إعادة تفعيل الفيروس، إلا أننا بحاجة لمزيد من الدراسات الشاملة قبل حسم الأمر".
والمقصود بإعادة تفعيل الفيروس هو أن الشخص الذي تعافى كانت لا تزال هناك خلايا فيروسية غير نشطة داخل جسمه، ثم نشطت تلك الفيروسات مرة أخرى، أي إن الشخص لم يلتقط عدوى فيروسية من شخص آخر أو مصدر خارجي مرة أخرى.