“نعش من صوف داخل سيارة كهربائية”.. بريطانيا تُعدّ جنازة صديقة للبيئة للأمير فيليب

عربي بوست
تم النشر: 2021/04/12 الساعة 23:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/04/13 الساعة 07:49 بتوقيت غرينتش
جنازة الأمير فيليب ستقام السبت 17 أبريل/ رويترز

قالت صحيفة The New York Post الأمريكية، الإثنين 12 أبريل/نيسان 2021، إن جثمان الأمير الراحل فيليب، زوجِ ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية الذي توفي قبل أيام، سوف يُحمل إلى مثواه الأخير داخل نعش من صوف، محمول على سيارة لاند روفر كهربائية بتكلفة 1200 دولار، وذلك في مبادرة للاعتراف بدوره الممتد لحماية البيئة.

تم تصنيع النعش الصوفي من قبل شركة AW Hainsworth، التي صنعت في السابق الزي العسكري الذي كان يرتديه الأميران ويليام وهاري في حفل زفافهما، حسب وسائل إعلام بريطانية.

أيديولوجية الأمير الصديقة للبيئة

جنازة دوق إدنبره، التي ستُنظم يوم السبت 17 أبريل/نيسان الجاري، سوف تعكس أيديولوجية الأمير الصديقة للبيئة، وذلك حسبما أفادت صحيفة The Sun، التي ذكرت أنه كان من أوائل الشخصيات التي سلطت الضوء على التغير المناخي في خمسينيات القرن الماضي.

فقد اختير متعهدو الجنازات Leverton and Sons، وهم الأعضاء المؤسسون لجمعية مديري الجنازات الخضراء، لتنظيم جنازة الأمير فيليب، مثلما اختيروا من قبل لتنظيم جنازة الأميرة ديانا في العام 1997.

يشار إلى أن هذه الشركة (Leverton and Sons)، التي تعد أولى الشركات في بريطانيا التي تنظم جنازات باستخدام عربات نقل موتى كهربائية، اشتركت سابقاً في ترتيبات جنازة الملكة الأم إليزابيث باوز ليون، والأميرة مارغريت ورئيسة الوزراء السابقة مارغريت ثاتشر.

من جانبه، قال مدير الشركة، كلايف ليفرتون: "ترى أشخاصاً كانوا دائماً في الصحف، ثم ترى أجسادهم الميتة أمامك. لكننا لسنا هناك لننتحب. كان الأمر كذلك مع ديانا، مع أن ذلك الحال كان صادماً بسبب ملابسات الظروف".

شركة تصنع نعوشاً صوفية

بدوره، ذكر مدير شركة AW Hainsworth، توماس هينسورث أنه التقى دوق إدنبره في مناسبات عديدة. وقال: "إحدى المرات كانت في حفل جائزة الملكة للإبداع، حيث قدمت نفسي وأوضحت أنني أعمل في مجال النسيج. فرد قائلاً: (أجل، إنها صناعة تموت، أليس كذلك؟)".

يشار إلى أنه في العام 2010، دعا الأمير تشارلز، أمير ويلز ولي عهد بريطانيا، الشركة لتعرض منتجاتها في حفل Garden Party to Make a Difference، لتشجيعها على الاستمرارية.

حيث قال الأمير تشارلز ممازحاً: "اكتشفت شركة تصنع نعوشاً صوفية!.. نعوش أيها السيدات والسادة، لتموتوا فيها".

تعد النعوش، التي لديها بطانة قطنية، والتي صُنعت من ثلاث طبقات صوف، قابلة للتحلل بنسبة 100%. إذ قالت راتشيل هينسورث، مديرة المبيعات في شركة Hainsworth: "لقد أحبّ حقيقة أن النعوش صديقة للبيئة، بل كذلك حقيقة استخدامنا صوفاً بريطانياً، وأننا ندعم المزارعين البريطانيين".

كما لفتت صحيفة The Sun إلى أن السيارة الكهربائية اللاند روفر، التي سوف تحمل النعش، من طراز Defender 130 Gun Bus، وساعد دوق إدنبره في تصميمها.

فترة الحداد الملكي

كانت الملكة إليزابيث الثانية التي تعتلي عرش بريطانيا، قد بدأت ثمانية أيام من الحداد عقب وفاة زوجها "الحبيب" الأمير فيليب، الذي توفي في نومه يوم الجمعة 9 أبريل/نيسان الجاري، عن عمر 99 عاماً، وذلك قبل شهرين فقط من عيد ميلاده المئة.

خلال هذه الفترة لن تحصل القوانين على الموافقة الملكية، كما ستُعلق شؤون الدولة في بادرة تنم عن الاحترام.

كما ستستمر فترة الحداد الملكي بعد ذلك لمدة 30 يوماً آخر، وبعدها ستتمكن الملكة من العودة للحياة العامة وممارسة واجباتها.

صحيفة Mirror البريطانية لفتت، في تقرير نشرته يوم الجمعة 9 أبريل/نيسان 2021، إلى أنه على الرغم من حق الأمير فيليب في أن تُقام له جنازة مهيبة على مستوى الدولة، فإنه أعرب قبل موته عن رغبته في تأبينٍ أبسط بكثير من ذلك، حيث إنه كان قد شارك بنفسه عن كثب في الترتيبات التي نسقها مكتب اللورد تشامبرلين في قصر باكنغهام.

فيما يُعتقد أن جثة دوق إدنبره ستظهر في قصر سانت جيمس، حيث مكثت جثة الأميرة ديانا لأيام قبل جنازتها عام 1997، وذلك بدلاً من أن يُسجى في نعشٍ مكشوف داخل كاتدرائية وستمينستر آبي المهيبة بلندن.

جدير بالذكر أنه لن يُسمح للعامة برؤية جثة الدوق الذي تُوفي في قلعة ويندسور، وذلك بسبب القيود المفروضة بسبب مرض كوفيد-19.

إذ قالت كلية الأسلحة البريطانية، إن جنازة الأمير فيليب لن تكون رسمية، وإن جثمانه لن يُسجى ليتسنى للجمهور إلقاء النظرة الأخيرة عليه قبل الجنازة، مشيرة إلى أنه تم تعديل المراسم، في ضوء القيود المفروضة لمكافحة وباء كورونا.

الجنازة لن تكون رسمية

الكلية لفتت إلى أن "الجنازة لن تكون رسمية، والجثمان لن يُسجى في نعش مكشوف. سيرقد جثمان صاحب السمو الملكي في قلعة وندسور قبل الجنازة بكنيسة القديس جورج. هذه الترتيبات تتسق مع التقاليد ومع رغبات سموه".

فضلاً عن ذلك، من المتوقع أن تقتصر قائمة الحضور في جنازة الأمير فيليب ماونتباتن تقريباً على أسماء من العائلة والأصدقاء ورؤساء دول الكومنولث فقط لحضور القداس في كنيسة القديس جورج بقلعة ويندسور، على غرار الجنازات العسكرية.

بينما دُفن كثير من ملوك العائلة وأقرانهم في كنيسة ويستمنستر وكنيسة سانت جورج، سيكون دفن الأمير فيليب في مكان مختلف وأكثر خصوصية، إذ إنه تماشياً مع جنازته "المتواضعة"، ستُدفن الجثة في حدائق فروغمور بقلعة ويندسور.

كما جرى فتح كتاب لإرسال التعازي على الموقع الإلكتروني للأسرة الملكية على الإنترنت.

تحديث الملكية وقيادة الأسرة البريطانية

يشار إلى أن زواج الأمير فيليب بالملكة إليزابيث دام أكثر من 70 عاماً. وكان الزوجان قد عقدا قرانهما في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 1947 في كنيسة وستمنستر.

حينها كان الملازم فيليب يبلغ 26 عاماً آنذاك، بينما كانت الأميرة إليزابيث تبلغ 12 عاماً. ولم يكن الأمير فيليب وريثاً للعرش المقرر أن ينتقل إلى نجله الأكبر، الأمير تشارلز، الوريث الحالي للعرش.

يذكر في هذا الصدد أن الأمير فيليب ساعد على تحديث الملكية وقيادة الأسرة الملكية البريطانية في العديد من أوقات الأزمات على مدى سبعة عقود.

وظل الأمير فيليب إلى جوار زوجته طوال فترة ولايتها للعرش، وهي الأطول في التاريخ البريطاني حيث تمتد منذ 69 عاماً. وخلال تلك السنوات الطوال اكتسب الأمير فيليب سُمعة بأنه من الشخصيات الصارمة، بسبب سلوكه وتصريحاته التي توصف أحياناً بالغلظة.

كان آخر ظهور علني للأمير فيليب في يوليو/تموز الماضي، خلال مناسبة عسكرية في قصر ويندسور الذي ظل يقيم به مع زوجته الملكة خلال فترة العزل العام لمكافحة جائحة كوفيد-19.

ستثير وفاة زوج الملكة، وأكثر من تثق به، تساؤلات بشأن ما إذا كانت قد تفكر في التنازل عن العرش، لكن معلقين على الشؤون الملكية يقولون إن فرصة حدوث ذلك تكاد تكون معدومة.

تحميل المزيد