قال الاتحاد الأوروبي في جريدته الرسمية، الإثنين 12 أبريل/نيسان 2021، إنه فرض عقوبات تستهدف ثمانية من قادة ميليشيا الباسيج والشرطة الإيرانية وأيضا ثلاثة سجون؛ بسبب حملة القمع المميتة التي نفذتها السلطات الإيرانية في نوفمبر/تشرين الثاني 2019.
عقوبات أوروبية على طهران
العقوبات التي تشمل حظراً للسفر وتجميداً للأصول هي أول عقوبات يفرضها الاتحاد الأوروبي على إيران بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان منذ عام 2013.
ومن بين المستهدفين أعضاء في ميليشيا الباسيج، التي تعمل تحت إمرة الحرس الثوري، أقوى جهة أمنية في إيران وأكثرها تسلحاً، كما أن رئيس الحرس الثوري حسين سلامي من أبرز المستهدفين بالعقوبات التي استهدفت أيضاً غلام رضا سليماني قائد الباسيج.
الاتحاد الأوروبي قال "استخدمت منظمة الباسيج قوة مميتة لقمع احتجاجات نوفمبر 2019 في إيران، مما تسبب في وفيات وإصابات بين المحتجين العزل وغيرهم من المدنيين في مدن عديدة في شتى أنحاء البلاد".
كانت رويترز أوردت في 31 مارس/آذار أن سفراء الاتحاد الأوروبي اتفقوا على العقوبات، التي تبدأ السريان الآن ورفضت إيران مراراً اتهامات الغرب بارتكابها انتهاكات لحقوق الإنسان.
إيران تصعّد
يأتي هذا في وقت تواصل فيه إيران عملية تخصيب اليورانيوم، إذ أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الدول الأعضاء فيها أن إيران بدأت بتخصيب اليورانيوم في سلسلة ثالثة من أجهزة الطرد المركزي (آي.آر-2 إم) المتطورة، والموجودة في منشآتها تحت الأرض بنطنز، وذلك في انتهاك آخر للاتفاق النووي المبرم عام 2015.
تأتي هذه الخطوة في إطار تسريع إيران في الآونة الأخيرة انتهاكاتها للقيود التي فرضها عليها الاتفاق، والذي أعفاها من عقوبات مالية مقابل تقييد أنشطتها النووية.
وكالة الطاقة قالت في تقرير: "تأكدت الوكالة في السابع من مارس/آذار 2021 (…) أن إيران بدأت ضخ سادس فلوريد اليورانيوم الطبيعي في السلسلة الثالثة التي تضم 174 من أجهزة الطرد المركزي آي.آر-2 إم". وأضافت الوكالة أن "السلسلة الرابعة التي تحوي 174 من أجهزة الطرد المركزي آي.آر-2 إم رُكبت، لكن لم تُغذ بعد بسادس فلوريد اليورانيوم الطبيعي، وتركيب سلسلة خامسة جارٍ، وتركيب السادسة لم يبدأ بعد".
كذلك أشارت وكالة الطاقة إلى أنه إضافة إلى أجهزة آي.آر-1، تستخدم إيران حالياً 522 من أجهزة الطرد المركزي آي.آر-2 إم لتخصيب اليورانيوم، إلى نسبة نقاء انشطاري 5% في محطة نطنز.
يزيد هذا على نسبة نقاء %3.67، التي يسمح بها الاتفاق النووي، لكنها تقل عن 20% التي تخصب بها في منشأة أخرى، هي فوردو. ويمكن استخدام اليورانيوم المخصب حتى نسبة نقاء 90% في صنع سلاح نووي.
أزمة مفاوضات بين واشنطن وطهران
وكانت إدارة بايدن تعهّدت بالعودة إلى الاتفاق المبرم في عام 2015 بين الدول الكبرى وإيران حول برنامجها النووي، بعدما انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في عام 2018 وأعاد فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية.
كما اشترطت عودة طهران للتقيّد التام ببنوده للعودة إلى الاتفاق، وتقتضي عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق رفع العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الإدارة الأمريكية السابقة على الجمهورية الإسلامية، بعدما رفعت عند التوصل إلى الاتفاق. من جهة أخرى، تعهّدت الإدارة الأمريكية الجديدة بمواصلة الضغوط على إيران في ملفات أخرى، لا سيما حقوق الإنسان.