نقلت وكالة "فرانس برس"، الأحد 11 أبريل/نيسان 2021، عن مسؤولَين عسكريين في اليمن قولهما إن 70 مقاتلاً من القوات الموالية للحكومة والحوثيين لقوا مصرعهم في الساعات الأربع والعشرين الماضية قرب مدينة مأرب الاستراتيجية، جراء هجمات مكثفة شنها الحوثيون للتقدم نحو آخر معاقل السلطة في الشمال.
فيما أضاف المسؤولان أن معارك محتدمة لا تزال تدور في ثلاث جبهات، وقد حقق الحوثيون تقدماً في منطقتي الكسارة والمشجح شمال غرب مدينة مأرب، لكنّهم عجزوا عن التقدم في منطقة جبل مراد جنوباً، لافتين إلى أن القتلى هم 26 من عناصر القوات الموالية للحكومة، و44 من الحوثيين الذين يسعون للسيطرة على المدينة الاستراتيجية الواقعة في محافظة غنية بالنفط.
كانت المعارك الجديدة قد وقعت غداة مواجهات مماثلة قُتل فيها 53 من الطرفين، بينهم 22 من القوات الموالية للسلطة، بين يومي الجمعة والسبت الماضيين.
حيث ذكر أحد المسؤولَين أن الحوثيين "يشنون هجمات متزامنة، وقد حقّقوا تقدماً في جبهة الكسارة والشجح، لكنهم أُحبطوا في جبهة جبل مراد".
إلا أن المسؤول الآخر أوضح أن طائرات التحالف العربي الذي تقوده السعودية "دمّرت 12 آلية عسكرية للحوثيين بينها أربع دبابات بالإضافة إلى مدفع".
من شأن سيطرة الحوثيين على مأرب توجيه ضربة قوية إلى الحكومة؛ إذ سيسيطرون بذلك على كامل شمال اليمن.
التحالف السعودي يعترض طائرتين مسيرتين
في سياق آخر، ذكرت وسائل إعلام رسمية بالسعودية، اليوم الأحد 11 أبريل/نيسان 2021، أن التحالف الذي تقوده السعودية لقتال جماعة الحوثي باليمن اعترض ودمر طائرتين مسيرتين أطلقتهما الجماعة المتحالفة مع إيران باتجاه خميس مشيط وجازان جنوبي المملكة.
كما قال التحالف إنه سيتخذ الإجراءات العملية الضرورية لحماية المدنيين بما يتسق مع القانون الدولي.
في المقابل، ذكر المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، في تغريدة على "تويتر" أن الجماعة أطلقت طائرتين مسيرتين على "مرابض الطائرات الحربية" في مطار جازان جنوبي السعودية وعلى قاعدة "الملك خالد الجوية بخميس مشيط".
المتحدث ذاته أكد "هذا الاستهداف يأتي رداً على استمرار العدوان والحصار على بلدِنا العزيز"، مشيراً إلى أن "الاستهداف تم صباح اليوم الأحد بطائرتين (قاصف 2k)، وكانت الإصابة دقيقة"، دون تفاصيل عن حجم وطبيعة الإصابة التي تحدث عنها.
أسوأ أزمة إنسانية بالعالم
يشار إلى أنه في 22 مارس/آذار الماضي، أطلقت الرياض، الداعمة للقوات الحكومية اليمنية، مبادرة لوقف إطلاق النار وإنهاء الصراع المسلح القائم منذ سنوات مع جماعة الحوثيين اليمنية، المدعومة من إيران، حليفة "حزب الله".
فيما ينفذ التحالف السعودي عمليات عسكرية في اليمن، منذ مارس/آذار 2015، دعماً للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين، المسيطرين على محافظات بينها صنعاء منذ 21 سبتمبر/أيلول 2014.
تجدر الإشارة إلى أن الأمم المتحدة والولايات المتحدة كثفتا الجهود الدبلوماسية لإعلان اتفاق لوقف إطلاق النار رحبت به السعودية والحكومة اليمنية المدعومة من الرياض. ويضغط الحوثيون من أجل رفع كامل للحصار البحري والجوي الذي يفرضه التحالف على المناطق التي تسيطر عليها الجماعة.
جدير بالذكر أن الحرب المستمرة منذ نحو 7 سنوات أودت بحياة أكثر من 233 ألفاً، وبات %80 من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.