قدَّمت مصر للعالم، السبت 10 أبريل/نيسان 2021، "المدينة المفقودة" التي تم اكتشافها بمدينة الأقصر جنوبي البلاد، في مؤتمر صحفي عالمي قدَّمه الأثري المصري البارز زاهي حواس، رئيس البعثة المصرية المكتشِفة للمدينة (حكومية)، في منطقة البر الغربي بالأقصر، وحضره عشرات السائحين والآثاريين.
إذ أعلنت بعثة تنقيب مصرية، برئاسة عالم الآثار الشهير زاهي حواس، الخميس 8 أبريل/نيسان، اكتشاف بقايا مدينة كبيرة تحت الرمال، "المدينة المفقودة"، يعود تاريخها إلى نحو 3000 عام في الأقصر.
"إشراقة آتون" ليست مجرد مدافن
أشار حواس إلى أن "المدينة المفقودة تسمى إشراقة آتون، وتضم سلسلة من المنازل، وتؤكد للمرة الأولى أن منطقة البر الغربي كانت بها حياة، وليست مدافن ومقابر فقط كما كان يُعتقد من قبل"، حسب ما نقلته وكالة الأنباء المصرية الرسمية (أ.ش.أ).
تابع: "عُثر بالمدينة على منازل يصل ارتفاع بعض جدرانها إلى نحو 3 أمتار ومقسمة إلى شوارع، بجدران شبه مكتملة، وغرف مليئة بأدوات الحياة اليومية، ومنطقة ضخمة للتخزين، وبها جزء للسكن، وأماكن للتخزين والطهي والإدارة".
كما لفت حواس إلى أن "أعمال التنقيب عن المدينة بدأت في سبتمبر/أيلول 2020، وفي غضون أسابيع، بدأت تشكيلات من الطوب اللبن بالظهور في جميع الاتجاهات لتصاب البعثة بدهشة كبيرة عقب اكتشاف تلك المدينة المتكاملة".
فيما ضمت المقتنيات التي تم العثور عليها في المدينة، أيضاً، سمكة مجففة منذ آلاف السنين، وأواني فخارية متعددة الأشكال والأحجام، وقلادات، وعقوداً، وأختاماً، حسب مقاطع فيديو بثتها وسائل إعلام محلية.
اكتشاف "المدينة المفقودة" قد يحل بعض الألغاز
يُعتقد أن اكتشاف هذه المدينة سيساهم في حل لغز محير من ألغاز التاريخ المصري، وهو سبب قرار الملك أمنحتب الرابع (إخناتون)، وزوجته نفرتيتي الانتقال من البر الغربي في الأقصر إلى العمارنة (جنوب مدينة المنيا).
قالت الدكتورة بيتسي بريان، أستاذة علم المصريات بجامعة جون هوبكنز، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام مصرية، إن اكتشاف هذه المدينة المفقودة هو ثاني اكتشاف أثري مهم بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون.
كما أوضحت أن "اكتشاف هذه المدينة لم يمنحنا فقط لمحة نادرة عن حياة قدماء المصريين في عصر الإمبراطورية، ولكنه أيضاً سيساعد في إلقاء الضوء على أحد أعظم الألغاز في التاريخ، ولماذا قرر إخناتون ونفرتيتي الانتقال إلى العمارنة؟".
بدأت البعثة المصرية العمل في هذه المنطقة بحثاً عن معبد توت عنخ آمون الجنائزي، وكان الملك آي، خليفة توت عنخ آمون، هو من بنى معبده على موقع تم تجاوره لاحقاً على جانبه الجنوبي بمعبد رمسيس الثالث في مدينة هابو.
إذ كان الهدف الأول للبعثة هو تحديد تاريخ هذه المدينة، حيث تم العثور على نقوش هيروغليفية على أغطية خزفية لأواني النبيذ، وتخبرنا المراجع التاريخية بأن المدينة كانت تتألف من 3 قصور ملكية للملك أمنحتب الثالث، إضافة إلى المركز الإداري والصناعي للإمبراطورية.