هل حدث يوماً أن تناولت وجبة طعام، لكن بدلاً من الشعور بالنشاط بعد تناولها، شعرت بالإرهاق والتشوش الذهني حتى لم يعد بإمكانك التفكير حتى؟ إذا عشت هذه اللحظات المزعجة فقد حدث لك ما يسمى "ضباب الدماغ".
يمكن إلقاء اللوم على بعض الأطعمة أو الإضافات أو عدم توازن المغذيات الكبيرة أو الكمية التي تتناولها، لكن حتى تعثر على السبب الحقيقي، فقد يتطلب الأمر منك بعض العمل البوليسي، لذلك اتبع هذه الخطوات للكشف عن السبب.
ما هو ضباب الدماغ؟
يُمكن أن يظهر ضباب الدماغ بعدة طرق، مثل ألا تتمكن من التركيز لفترة كافية، لاسيما على مهام العمل أو المحادثات أو حتى على الكلمات التي تقرأها الآن.
وقد تواجه صعوبة في اتخاذ القرار، فالقرارات الصغيرة ستشعر وكأنها مهمة كبيرة، وستحتاج إلى المزيد من القهوة للتركيز، والمزيد من الوجبات الخفيفة للبقاء مستيقظاً، وقد تصاب بالصداع أو مشاكل في الرؤية أو حتى الغثيان، وفقاً لما ذكره موقع Parsley Health الطبي.
أسباب ضباب الدماغ
ويمكن أن يكون ضباب الدماغ أحد أعراض نقص المغذيات، أو اضطراب النوم، أو فرط نمو البكتيريا من الإفراط في استهلاك السكر، أو بسبب أمراض مثل الاكتئاب أو مشاكل في الغدة الدرقية.
وتشمل أسباب ضباب الدماغ الشائعة الأخرى الأكل بكثرة أو الأكل لمرات كثيرة، وقلة النشاط وعدم الحصول على قسط كافٍ من النوم والتوتر المزمن والنظام الغذائي السيئ، إضافة إلى الأسباب التالية:
التغيرات الهرمونية
تعتبر التحولات الهرمونية شائعة طوال الحياة، سواء أثناء الحمل، أو بعد الولادة، أو انقطاع الطمث، أو مجرد تغييرات غير متوقعة في بيئة وأسلوب حياة الشخص.
وفي كثير من الأحيان، تترك هذه الفترات شعوراً بالغموض والارتباك في العقل.
وقد وجدت إحدى الدراسات أن 60% من النساء يجدن صعوبة في التركيز أثناء انقطاع الطمث، في بعض الحالات، يمكن أن يساهم تغيير الحالة المزاجية أو عادات النوم في الشعور بالضبابية في الرأس، ولكن قد يكون أيضاً بسبب تذبذب مستويات الهرمون بينما يحاول الجسم استعادة التوازن.
قلة النوم
النوم غير المنتظم والاختلاف الدائم في مواعيد الاستيقاظ، أو الحصول على أقل من 7 إلى 8 ساعات من النوم كل ليلة، أو التعرض للضوء الأزرق قبل النوم يعطل نظام ساعة الجسم الداخلية، ويساهم هذا في حالة ضباب الدماغ بعدة طرق مختلفة.
في حالة التعرض للضوء الأزرق بالقرب من وقت النوم لاسيما أضواء الهاتف الذكي، إذ تقلل الأطوال الموجية الزرقاء من هرمون الميلاتونين الضروري للنوم العميق بحركة العين السريعة.
وأيضاً في حالة البقاء مستيقظاً من الساعة 10 مساءً وحتى 2 صباحاً، وهي الفترة التي يزيل فيها الجسم والدماغ السموم أكثر من غيرها، لذا فإن البقاء في حالة نشطة خلال هذا الوقت يعطل عملية إزالة السموم الطبيعية في الجسم ويمكن أن يساهم في الضبابية.
كما يمكن أن يؤدي وقت الاستيقاظ غير المناسب الذي لا يقع في نهاية دورة النوم أيضاً إلى إضعاف الوظيفة الإدراكية ويجعلك أكثر تعباً وضبابية أثناء النهار.
نقص النظام الغذائي والحساسيات الغذائية
يساهم فيتامين B12 في تكوين خلايا الدم الحمراء والحفاظ على الجهاز العصبي المركزي.
لهذا السبب من المؤكد أن نقص هذا الفيتامين يضعف مستويات الطاقة لدى الشخص ويثير شعوراً عاماً بالتعب وأيضاً التسبب في ضباب الدماغ.
بالإضافة إلى أنّ تناول الأطعمة الشائعة التي تسبب الحساسية الغذائية قد تكون سبباً أساسياً في ضباب الدماغ، وفقاً لما ذكره موقع Bebrainfit وهذه الأطعمة هي:
- الألبان
- البيض
- المحار
- السمك
- الصويا
- الفول السوداني
- الفواكه أو اللحوم
الإجهاد و التوتر
على الرغم من أن الإجهاد قد يبدو مصطلحاً شائعاً وغير ضار نسبياً، فإن التوتر المزمن يمكن أن يلحق الضرر بالجسم.
عندما يلاحظ جسمك موقفاً مرهقاً، فإنه ينشط الجهاز العصبي السمبثاوي أو ما يسمى "استجابة القتال" وتؤدي هذه الاستجابة إلى إفراز الأدرينالين وهو ما ينقص من طاقة وظائف الجسم.
ويمكن لذلك أن يجعل الشخص يشعر بضباب الدماغ وأعراضه مثل صعوبة التركيز وصعوبة الرؤية بوضوح.
اضطرابات الغدة الدرقية
سواء كنت تشعر بالتعب طوال الوقت، أو تفتقر إلى التركيز والوضوح العقلي، أو تتعامل مع تغيرات الحالة المزاجية، فقد يكون اضطراب الغدة الدرقية هو السبب الرئيسي لأعراضك.
فهذه الغدة التي على شكل فراشة وتقع في مقدمة عنقك مسؤولة عن إنتاج وإفراز الهرمونات التي تتحكم في كل شيء من الأيض ومعدل ضربات القلب إلى التنفس ودورات الحيض وغالباً ما ترتبط بضباب الدماغ.
هذا صحيح خاصة إذا كان الشخص يعاني من التهاب الغدة الدرقية، وهو مرض ذاتي في الجهاز المناعي يهاجم الغدة ويمنعها من إنتاج ما يكفي من الهرمونات.
ولكن سواء أكانت الغدة الدرقية تفرز نسبة زائدة من الهرمونات أو كانت تنتج كمية قليلة، فقد يتسبب ذلك في ضبابية دماغك، ويمكن أن تشمل الأعراض أيضاً فقدان الوزن أو زيادته، التعب، ضعف العضلات، ومشاكل في الجهاز الهضمي.
إذا كنت تعتقد أن هناك مشكلة في الغدة الدرقية، فننصحك بزيارة الطبيب بأسرع وقت ممكن.
الأدوية
إذا لاحظت ضباباً في الدماغ أثناء تناول الدواء فتحدث مع طبيبك، قد يكون ضباب الدماغ من الآثار الجانبية المعروفة للدواء، وقد يؤدي خفض جرعتك أو التحول إلى دواء آخر إلى تحسين الأعراض.
يمكن أن يحدث ضباب الدماغ أيضاً بعد علاجات السرطان، ويشار إلى هذا باسم الدماغ الكيميائي.
كيفية التخلص من ضباب الدماغ وتحسين التركيز
هذه بعض التوصيات التي قد يقدمها الأطباء لمساعدتك في التخلص من ضباب الدماغ، وفقاً لما ذكره موقع Health Line الطبي.
الصيام المتقطع
امنح جهازك الهضمي قسطاً من الراحة عن طريق الصيام المتقطع الذي يعتبر النظام السائد في عالم التغذية وفقدان الوزن، ولكنه ليس مفيداً فقط في إنقاص الوزن وتقييد السعرات الحرارية وحسب بل حتى يمكن أن يعزز أيضاً الصحة العصبية وتقليل أمراضها بما فيها ضباب الدماغ.
علاجات أخرى
ولا ننسَ أنّ علاج ضباب الدماغ يعتمد على السبب، فعلى سبيل المثال، إذا كنت مصاباً بفقر الدم، فقد تزيد مكملات الحديد من إنتاج خلايا الدم الحمراء وتقليل الضباب الدماغي.
أما إذا تم تشخيص إصابتك بأحد أمراض المناعة الذاتية، فقد يوصي طبيبك باستخدام كورتيكوستيرويد أو دواء آخر لتقليل الالتهاب أو تثبيط جهاز المناعة.
في بعض الأحيان، يكون تخفيف ضباب الدماغ مسألة تصحيح النقص الغذائي، أو تبديل الأدوية، أو تحسين نوعية نومك.
تشمل العلاجات المنزلية لتحسين ضباب الدماغ ما يلي:
- النوم من 8 إلى 9 ساعات يومياً.
- إدارة التوتر من خلال تجنب الإفراط في تناول والكافيين والكحوليات.
- ممارسة الرياضة.
- تقوية قوة العقلية من خلال حل الألغاز.
- زيادة تناول البروتين والفواكه والخضراوات والدهون الصحية.