مصير لوحة “منقذ العالم” غامض! الكشف عن ضغوطات سعودية على فرنسا، وماكرون رفض عرضها بمتحف اللوفر

عربي بوست
تم النشر: 2021/04/09 الساعة 10:11 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/04/09 الساعة 10:11 بتوقيت غرينتش
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون - أرشيفية / رويترز

لم تُعرَض أغلى لوحة في العالم، وهي لوحةٌ مملوكة للمملكة السعودية، في متحف اللوفر قبل عامين، لأن الحكومة الفرنسية لم ترضخ لضغوط الرياض لتقديم العمل الفني المثير للجدل على أنه "بريشة ليوناردو دافنشي بنسبة 100%"، بحسب ما يزعم فيلمٌ وثائقي جديد. 

اشتُرِيَت لوحة "Salvator Mundi – منقذ العالم" في نيويورك، في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، مقابل 450 مليون دولار، من قِبَلِ أميرٍ سعودي غير معروف، قيل إنه كان وكيلاً لوليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. 

كان من المُقرَّر أن تُعرَض اللوحة في متحف اللوفر في باريس عام 2019 في معرض دافنشي الشهير، وفي متحف اللوفر في أبوظبي قبل عامٍ مضى. ومع ذلك، لم تظهر اللوحة في أيٍّ منهما، بحسب موقع Middle East Eye البريطاني.

يسلِّط فيلمٌ وثائقي جديد الأسبوع المقبل، بعنوان "المنقذ للبيع"، الضوء على هذه القضية التي أدَّت إلى خلافٍ دبلوماسي بين الرياض وباريس، بحسب تقريرٍ في صحيفة Art البريطانية. 

شراكة سعودية فرنسية 

قال مسؤولٌ كبير في وزارة الثقافة الفرنسية، يُدعى بيير في الفيلم، إنه من المُحتَمَل أن تكون اللوحة قد أُعيرَت إلى فرنسا خلال زيارة وليّ العهد السعودي إلى باريس في أبريل/نيسان 2018. 

وقال: "استُقبِلَ محمد بن سلمان بأبهةٍ كبيرة خلال هذه الزيارة، ووقَّع اتفاقية العلا في ذلك الوقت". مضيفاً: "كان هناك تركيزٌ كبير على التراث في هذه الاتفاقية". 

لوحدة
لوحدة "سلفادور مندي" قبل بيعها في مزاد علني بنيويورك في نوفمبر 2017/ رويترز

كما أشار الاتفاق إلى صفقةٍ بمليارات الدولارات من شأنها أن تساعد فرنسا في تحويل مدينة العلا التاريخية السعودية إلى وجهةٍ سياحية ثقافية رئيسية. ووافقت باريس على المساعدة في إنشاء المتاحف، والمساعدة كذلك في التنقيب الأثري وصيانة الآثار في مواقع التراث العالمي التي تحدِّدها منظمة اليونسكو، بالإضافة إلى تطوير النقل والفنادق والبنية التحتية في هذه المناطق. 

بيير قال: "لن يكون من الجنون أن نقول إنه في تلك اللحظة اتُّخِذَ القرار بإسناد اللوحة إلى فرنسا". وأوضح الإليزيه أنه من المهم لمحمد بن سلمان أن يضع نفسه كشخصٍ يفتح أبواب المملكة السعودية ثقافياً، وأن يطرح نفسه كرمزٍ للحداثة. 

وأوضح مسؤولٌ كبير آخر في الحكومة الفرنسية، يُدعى جاك، أن اللوحة وصلت إلى باريس في يونيو/حزيران 2019، قبل معرض دافنشي بأربعة أشهر، وخضعت لتحليلٍ في مُختَبَر اللوفر الفني. 

جاك أشار إلى أن اللوحة فحصت "من خلال عدد من الآلات وجرى تصويرها بالأشعة السينية من كلِّ زاوية". 

مضيفاً: "في نهاية العملية كُشِفَ عن الدليل الذي يقول إن دافنشي قد ساهَمَ فقط في تلك اللوحة. لم يكن ثمة شكٌّ في ذلك. وقد أبلغنا السعوديين بالأمر". 

إصرار سعودي على أن لوحة "منقذ العالم" أصلية 

في وقت بيعها في دار كريستيز للمزادات في نيويورك، وُصِفَت لوحة "منقذ العالم" بأنها قطعة فنية فُقِدَت منذ فترةٍ طويلة بريشة فنان من عصر النهضة يُعتَبَر على نطاقٍ واسع أحد أعظم الفنانين على الإطلاق. 

وزَعَمَ جاك أن "محمد بن سلمان وضع شروطاً واضحة للغاية، عرض "منقذ العالم" بجانب "الموناليزا" دون أيِّ تفسيرٍ آخر، وتقديم اللوحة باعتبارها بريشة ليوناردو دافنشي بنسبة 100%". 

لكن جاءت التوتُّرات الدبلوماسية في أعقاب ذلك، حيث زعم الفيلم أن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، ووزير الثقافة آنذاك فرانك ريستر، مارسا ضغطاً نيابةً عن الطلب السعودي، وأشارا إلى الصفقات المهمة التي كانت الرياض توقِّعها مع فرنسا. 

مع ذلك، قرَّرَ الرئيس إيمانويل ماكرون أنه لن يقبل شروط الرياض. قال جاك: "اتَّخَذَ ماكرون قراراً بعدم الامتثال إلى شروط محمد بن سلمان". 

وأضاف: "يتمثَّل موقفي، الذي أبلغته لأعلى مستوى، في أن شروط السعوديين غير معقولة، وأن عرض اللوحة وفقاً لهذه الشروط كان من شأنه أن يغسل عملاً بقيمة 450 مليون دولار". 

بعد ذلك، لم تُعرَض اللوحة في متحف اللوفر، وظلَّ مكانها غامضاً، مع تكهُّناتٍ بأنها قد تكون مُعلَّقة في يخت محمد بن سلمان الفاخر. 

تحميل المزيد