منذ قرابة عامين من تداعيات أزمة كورونا العالمية، واستخدام الكمامات الطبية وأقنعة الوجه للحماية من تفشي الوباء، أصبح من المقلق لدى الكثيرين احتمالية تسبب ارتداء الأقنعة في تشوهات شكل الأذنين الخارجي، وجعلهما أكثر بروزاً
وبالرغم من الاحتفاء في العديد من الدول بعودة مظاهر الحياة الطبيعية تقريباً، وسط الأخذ باحتياطات السلامة في التجمّعات والأماكن العامة، لكن المخاوف من تأثير ارتداء أقنعة الوجه لمدة طويلة وبشكل يومي على بروز الأذن غالباً ما تكون محط جدل.
وبالفعل، قد تجعل الأقنعة الطبية التي يتم ربطها خلف الأذنين مظهر أي أذن تقريباً يبدو أكثر بروزاً. ولكن في حال معظم الناس، تعود الأذنان إلى طبيعتهما بعد خلع القناع لبعض الوقت.
ومع ذلك قد تؤثر الأقنعة والكمامات بشكل أكبر على الأطفال في مراحل نمو جسمهم. وهي المخاوف التي استدعت تدخّل الأطباء والخبراء لتوضيح مدى تأثير أقنعة الوجه في تغيير شكل الأذن.
عمليات تجميل الأذن لا تشير لوجود مشكلة
يقول جراح التجميل الأمريكي جيل هيسلر، لمجلة New Beauty، إنه رغم ما يُشاع عن الأقنعة من أثر في زيادة بروز الأذن ولو نسبياً، لكنه لم يلحظ أي ارتفاع منذ تفشّي الوباء في طلبات إجراء جراحة إعادة تشكيل الأذن وتصغير حجمها.
ومع ذلك، يقول جراح تجميل الوجه الأمريكي كونستانتين فاسيوكيفيتش لذات المجلة إنه لاحظ اهتماماً متزايداً بالإجراءات التجميلية للأجزاء التي لا يغطيها القناع الطبي أو الكمامة.
وأوضح: "يولي الناس اهتماماً متزايداً بمناطق الوجه التي لا تغطيها الأقنعة، مثل الجبين والعينين والأذنين"، لكنه أنكر أن يعود ذلك لأي تأثير محتمل لأقنعة الوجه، معتبراً أن الطلبات تأتي بسبب ما بات يشغل بال مرضاه ممن يشعرون بعدم الثقة في ملامحهم بشكل عام.
تأثير محتمل أكبر على آذان الأطفال
وعن التأثير الأكبر على آذان الأطفال في مراحل نموهم، كشفت دراسة لمجلة NPHEC الطبية، عام 2020، أن الأقنعة الجراحية ذات الحلقات المرنة أو الأقنعة ذات الفتحات الجانبية لربطها في الأذنين هي الأنواع الأكثر استهلاكاً، وخاصة من قِبل الآباء لأطفالهم، وبالفعل تمثّل خطراً على شكل أذن الطفل عند استخدامها لساعات طويلة يومياً.
وتُسبب الأشرطة المطاطية للكمامات والأقنعة الطبية في وضع ضغط مستمر على الجلد، وهو ما يؤثر على غضروف الأذن، ويتسبب في المضاعفات الصحية مثل الالتهابات والتقرّحات المؤلمة للجلد الحساس خلف الأذن عند استخدام الأقنعة لعدة ساعات متواصلة.
ووفقاً للدراسة، يمتلك الأطفال قبل سن المراهقة غضاريف هشة وغير متطورة وأضعف في مقاومة التغييرات الطارئة على شكل الأذنين، وهو ما يجعل الضغط المتواصل عليهما في هذه السن المبكرة خطراً محتملاً على عملية النمو السليمة للأذن الخارجية بشكلها الطبيعي، وهو عكس الحال لدى البالغين الذين يصعب على آذانهم أن تغير شكلها بسبب اكتمال نموها.
ولهذا السبب، يعتبر من الشائع في عيادات الأطفال استخدام أجهزة الضغط لتصحيح نتوء الأذن عند الأطفال الصغار عندما يعانون من بروز واضح في الأذنين. ولكن في حالة شد الأذنين الدائم بسبب أقنعة الوجه والكمامات الطبية، يحدث التأثير المعاكس لذلك، ما يتسبب في تغيرات دائمة في شكل آذان الأطفال، وبروزها بشكل واضح.
كيفية وقاية الأطفال من تأثير الأقنعة
للوقاية من أي أثر محتمل في تغيير شكل أذن الطفل بسبب الكمامة، نشر موقع Review This عدداً من الخطوات التي من شأنها تسهيل عملية وقاية الطفل من خطر التقاط ونقل عدوى فيروس كورونا، من دون التدخل في تغيير شكل وحجم أذنيه.
وبات من الشائع في محلات التسوق الرقمي بيع نوع جديد من الأحزمة التي تعمل بمثابة مشبك لربط أقنعة الوجه دون الإضرار إلى ربطها في الأذنين.
وتحتوي تلك الأحزمة التي يتم عقد أربطة القناع فيها لتسهيل ارتداء الكمامة حول الرأس دون الضغط على الأذنين على أحجام مختلفة منها، لكي يتمكن الأطفال من ارتدائها. ومن الممكن أيضاً ابتكار بدائل لهذا النوع من الأربطة باستخدام الخيوط والأقمشة المطاطية.
ويشير موقع Review This إلى أن عصابات الرأس والكمامات المزودة بالأزرار تعتبر أيضاً خياراً شائعاً لتخفيف الضغط على الأذن وسحبها للأمام. وهي فعالة لحماية آذان الأطفال وكذلك للتخفيف من إزعاج أربطة الكمامات المطاطية بالنسبة للبالغين.
وفي النهاية، يُنصح باستخدام كريمات الترطيب والزيوت الخفيفة غير العطرية للتقليل من التهابات الجلد الرقيق خلف الأذن عند الاستخدام المتواصل للأقنعة الطبية ذات الأربطة المطاطية أو الأقمشة الخشنة، وفقاً للموقع.