تحدَّثَ الرجل الذي كان يقود الجرَّافة على ضفة قناة السويس، والذي أصبح في القلب من الضجة الكبيرة على الإنترنت، بسبب كفاحه من أجل تحرير السفينة إيفر غيفن من وضعها العالق، وقال إنه لم تعجبه الميمات التي نُشِرَت لجرَّافته.
بدأت القصة عندما أصبحت صورة عبدالله عبدالجواد، البالغ من العمر 28 عاماً، الأكثر لفتاً للانتباه في عملية الإنقاذ، فقد بدا وهو يقود جرَّافته أمام سفينةٍ بحجم ناطحة سحاب.
وبمجرَّد أن علقت سفينة الحاويات في القناة في 23 مارس/آذار، جذبت الصور من ذلك المشهد انتباه الناس في جميع أنحاء العالم، إذ قطعت السفينة طريقاً رئيسياً للتجارة العالمية، وتسبَّبَت في خسائر بملايين الدولارات كلَّ ساعة.
أزعجه الاستهزاء لكنه ساعده على الكفاح
في مقابلةٍ مع موقع Insider الأمريكي، قال عبدالجواد إن هذا الاهتمام بالحدث ساعده على الكفاح بجدٍّ أكبر في العمل الذي استمرَّ ستة أيام لإعادة تعويم سفينة الحاويات العملاقة.
لكن عبدالجواد نفسه كان من آخر الناس الذين علموا بسيل الصور الساخرة على الإنترنت التي ظهرت بعد ذلك.
تحدَّث موقع Insider مع عبدالجواد عن تجربته في الأيام الستة التي عمل فيها بشكلٍ دائم للمساعدة في تحرير السفينة.
وقال السائق إنه من داخل جرَّافته لم يلاحظ أيَّ مصوُّرٍ يلتقط الصورة الشهيرة، وأضاف: "أنا في الحقيقة لم أهتم بأيٍّ من هذا". وبعد ذلك بدأ يشاهد الميمات تتدفَّق على منصات التواصل الاجتماعي.
في مصر وخارجها، أسقط الناس مشكلاتهم الخاصة على السفينة الضخمة، واستخدموا صورة الجرَّافة الصغيرة لعبدالجواد لتمثِّل الأدوات غير الكافية لديهم في التعامل مع هذه المشكلات.
إحدى الصور الساخرة التي ذكرها عبدالجواد وصفت السفينة بأنها الدهون التي لديهم، لتمثِّل الجرَّافة "كوباً من الشاي الأخضر" لمحاولة التخلُّص من هذه الدهون. والكثير من الميمات أصبحت مألوفة الآن.
لكن بالنسبة لعبدالجواد، كان من الصعب عليه أن يضحك، إذ بدا أن العالم كله يسخر من عمله.
قال: "حسناً، الأمر هو أنهم كانوا يسخرون من الجرَّافة. قالوا إن هيئة قناة السويس تحرَّكَت وأرسلت معداتٍ بحجم حبة أرز".
وأضاف: "لقد كنت مستاءً قليلاً، لكنني كنت متحمِّساً جداً لأنني أردت أن يقول العالم: لقد فعلها".
وقال إنه كان على علمٍ بتركيز العالم على عمله إلى درجة أنه، حتى بعد تحرير السفينة، لا يريد أن يعرف أيُّ شخصٍ أنه هو الذي كان موجوداً داخل الجرَّافة.
ضغط كبير على العاملين في إنقاذ السفينة
لم يكن عبدالجواد وحده الذي شعر بهذا النوع من الضغط، إذ أفادت صحيفة Washington Post الأمريكية بأن البحَّارة الذين قادوا زوارق السحب وضعوا الميمات في اعتبارهم أيضاً أثناء محاولاتهم العديدة لسحب السفينة.
قال إسلام نجم، الذي كان على زورق البركة 1، للصحيفة الأمريكية: "لم يستطع أحد رؤية حجم الضغط الذي كنَّا عرضةً له".
بالنسبة لعبدالجواد، حتى زوارق السحب لم تكن في الصورة مثلما كانت الجرَّافة.
فيما قال، مشيراً إلى الصور الساخرة: "لم يركِّز أحدٌ على هؤلاء. كان التركيز فقط على الجرَّافة بسبب الاختلاف الهائل في الحجم أمام هذه السفينة العملاقة".