كشفت تقارير عن ارتفاع نسب المشككين في جدوى لقاح فيروس كورونا بين الإنجيليين البيض، على الرغم من نشر رئيس مؤتمر المعمدانيين الجنوبيين، أكبر طائفة إنجيلية في أمريكا، صورة له على فيسبوك، الأسبوع الماضي، وهو يُحقَن بلقاح فيروس كورونا.
حسب تقرير شبكة ABC News الأمريكية، الثلاثاء 6 أبريل/نيسان 2021، فقد اجتذبت الصورة أكثر من 1100 تعليق، أشاد العديد منها بالقس جي دي غريار، فيما هاجمه بعضها الآخر.
اللقاحات "شيطانية" وغير آمنة
تساءل بعض المنتقدين عما إذا كان سيتعين على المصلين الحصول على "شهادة تفيد بتلقي لقاح فيروس كورونا" ليتمكنوا من دخول كنيسة Summit في دورهام بولاية كارولينا الشمالية، التي يعمل بها غريار قساً، ووصف آخرون اللقاحات بأنها شيطانية أو غير آمنة، أو أشاروا إلى أن غريار متواطئ في الحملة الدعائية الحكومية.
هذا الانقسام في ردود الفعل سلط الضوء على ظاهرة تزداد وضوحاً باستطلاعات الرأي الأخيرة: الشك في اللقاح أكثر انتشاراً بين الإنجيليين البيض منه بين أي فئة كبرى أخرى من الأمريكيين.
ففي استطلاع أجراه مركز Associated Press-NORC لأبحاث الشؤون العامة في مارس/آذار، قال 40% من الإنجيليين البيض إنهم لن يتلقوا لقاح فيروس كورونا على الأغلب، مقارنة بـ25% من سائرالأمريكيين، و28% من البروتستانت البيض، و27% من البروتستانت غير البيض.
محاولات لإقناع الإنجيليين باللقاح
أثارت هذه النتائج القلق حتى بين أوساط الإنجيليين. إذ دخلت الجمعية الوطنية للإنجيليين، التي تمثل أكثر من 45 ألف كنيسة محلية، في تحالف جديد قرر استضافة فعاليات، والعمل مع وسائل الإعلام وتوزيع رسائل عامة مختلفة؛ لبناء الثقة بين الإنجيليين المتخوفين من لقاح فيروس كورونا.
يقول كورتيس تشانغ، القس السابق والمبشر الذي أسس موقع ChristianAndTheVaccine.com، حجر الأساس في هذه المبادرة الجديدة، إن الإنجيليين البيض يُمثلون ما يقدر بـ20% من سكان الولايات المتحدة؛ "ولذا فالطريق إلى الخلاص من الجائحة يمر عبر الكنيسة الإنجيلية". وأضاف أنَّ رفض نصفهم تلقِّي اللقاح، من شأنه أن يعيق الجهود المبذولة لتحقيق مناعة القطيع بشكل خطير.
كما تحدث عديد من القساوسة الإنجيليين عن دعمهم للقاحات، بدءاً من القس روبرت جيفريس في كنيسة دالاس الكبرى إلى القس راسل مور، رئيس فرع السياسة العامة للمعمدانيين الجنوبيين.
البعض يشككون في لقاح فيروس كورونا
يرى جيفريس أن غالبية أتباعه بكنيسة First Baptist Dallas يرحبون باللقاحات، لكن البعض يشكون في سلامتها أو يخشون ارتباطها بالإجهاض. وجيفريس من بين عديد من القساوسة الذين يقولون إن اللقاحات الريادية مقبولة، بالنظر إلى ارتباطها البعيد وغير المباشر بسلالات من الخلايا تطورت من أجنة مجهضة.
فيما أعرب مور عن أمله أن يقدم قساوسة مؤتمر المعمدانيين الجنوبيين "مشورة حكيمة" لأتباعهم إذا أثار أعضاء الكنيسة الشكوك في اللقاحات.
كما قال: "هذه اللقاحات سبب ليحتفل الإنجيليون ويشكروا الله. أنا واثق بأن القساوسة ومرتادي الكنيسة على حد سواء يريدون أن تمتلئ الكنائس مرة أخرى واللقاحات ستساعدنا جميعاً على ذلك عاجلاً وليس آجلاً".
الوضع نفسه عاشه الأمريكيون السود
تقول ليزا شيرمان، رئيسة منظمة المجلس الإعلاني Ad Council المعروف بحملات إعلانات الخدمة العامة الشهيرة مثل Smokey Bear: "نعلم الدور المهم الذي يساهم به الدين في حياة ملايين من الناس على مستوى البلاد"، معربة عن أملها أن تعزز حملتهم ثقتهم باللقاحات.
يُشار إلى أنه حين بدأت اللقاحات في الظهور، ساد شعور بالقلق من احتمال امتناع الأمريكيين السود عن تلقِّي اللقاح، بسبب تاريخ انعدام الثقة المرتبط بالعنصرية في المبادرات الصحية الحكومية. لكن الدراسات الاستقصائية الأخيرة تُظهر أن البروتستانت السود أكثر تقبُّلاً للقاحات من الإنجيليين البيض.
يقول الأسقف تيموثي كلارك من كنيسة First Church of God، كنيسة الإنجيليين السود في كولومبوس بولاية أوهايو: "هذه الجائحة ضربت مجتمعنا مثل الطاعون، وهذا سهّل مهمتنا. وقد بذلنا جهوداً كبيرة في التوعية".