التوتر يهدد البشرة بالشيخوخة المبكرة! تعرّفي على تأثير القلق في تغيير ملامح الوجه وزيادة مشاكل الجلد

نمط الحياة السريع وتراكم المهام والمسؤوليات يسبب التوتر المزمن للكثيرين، وخاصة النساء

عربي بوست
تم النشر: 2021/04/06 الساعة 13:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/03/12 الساعة 21:51 بتوقيت غرينتش
التوتر المزمن قادر على إصابة الوجه بعلامات التجاعيد والحبوب - iStock

هل سبق وأن لاحظتِ من قبل ارتباط نضارة بشرة وجهك بحالتك النفسية؟

يعاني الكثير من الأشخاص من مشكلات حب الشباب وزيادة التجاعيد أو تفاقم جفاف بشرتهم خلال الفترات الصعبة من حياتهم، ويقع لوم ذلك على مستوى التوتر في الجسم، الذي يؤثر بشكل عميق على صحة البشرة وملامح الوجه.

الإجهاد قادر على تعريض البشرة لخطر تطوير التجاعيد والبقع الداكنة - iStock
الإجهاد قادر على تعريض البشرة لخطر تطوير التجاعيد والبقع الداكنة – iStock

وتعاني الكثير من النساء بشكل خاص من ضغوط المواكبة بين العمل المنزلي والوظيفي، بالإضافة إلى رعاية الأسرة ومساعدة الأولاد في التعلُّم المنزلي، وهي الأمور التي تضغط بشكل كبير على الحالة النفسية للسيدات، وفقاً لمستشارة الأمراض الجلدية بولا أوليفر لصحيفة Independent

الضغط النفسي يُهدد البشرة

ويؤكد خبراء الجلد أن أي ضغط نفسي إضافي يهدد بإصابة الجلد بالأمراض ويجعله أكثر عرضة لمشكلات مثل الإكزيما والصدفية وغيرها. وتقول علياء أحمد الملقبة بطبيبة الأمراض الجلدية النفسية، بحسب Independent: "كثيراً ما أقول لمرضاي، الإجهاد والتوتر يسببان أمراضاً جلدية والأمراض الجلدية تسبب الإجهاد والتوتر".

ويعتبر الأشخاص المصابين بالأمراض الجلدية هم الأكثر عرضة للإصابة بسوء حالتهم النفسية، ما يعني أنهم أكثر عرضة للإحراج والقلق وقلة الثقة بالنفس، أو يعانون من مشاكل في صورتهم الجسدية والشعور بالعزلة الاجتماعية.

ويمكن أن تؤثر هذه المشاعر على البشرة وتتسبب في دخول الشخص إلى حلقة مفرغة من التوتر النفسي وتدهور حالة الوجه.

تغيير تركيب البروتينات في الوجه

وتحتوي الطبقة القرنية الخارجية للجلد على البروتينات والدهون التي تلعب دوراً مهماً في الحفاظ على ترطيب خلايا البشرة. كما تعمل كحاجز واقي لحماية طبقات الجلد الأعمق.

لكن عندما لا تعمل الطبقة القرنية كما ينبغي لها، يمكن أن تصبح البشرة جافة ومتشققة ومثيرة للحكة والاحمرار.

يمكن لتعبيرات الوجه الناجمة عن التوتر أن تسبب الخطوط الدائمة والتجاعيد - iStock
يمكن لتعبيرات الوجه الناجمة عن التوتر أن تسبب الخطوط الدائمة والتجاعيد – iStock

وتقول خبيرة الجلدية بولا أوليفر، وفقاً لـIndependent، إن الإجهاد يغير البروتينات الموجودة في البشرة بالفعل، ما يقلل أيضاً من مرونتها. ويسهم فقدان المرونة هذا في تكوين التجاعيد.

على سبيل المثال؛ يؤدي الإجهاد إلى تجعُّد الحاجب بشكل متكرر نتيجة ملامح "العبوس" أو الغضب التي تسبب تقطيب الحاجبين أو انحناء خطوط الابتسام للأسفل، وهو بدوره الأمر الذي يسبب التجاعيد الشائعة في الجبين وبين الحاجبين وحول الفم، وفقاً لمجلة Healthline.

الجيوب أسفل العين وانتفاخات الجفن

الانتفاخ تحت العين وفي الجفون أيضاً يصبح أكثر شيوعاً مع تقدم العمر، حيث تضعف العضلات الداعمة حول العينين ما يسبب الترهل وبالتالي الانتفاخ.

ومع ذلك، وجد بحث بمجلة IADT العلمية عام 2012، أن الإجهاد الناجم عن الحرمان من النوم يزيد من علامات الشيخوخة، مثل الخطوط الدقيقة حول العينين، وانخفاض المرونة في الجلد الحساس في تلك المنطقة، والتصبغات غير المتكافئة أو البقع المختلفة في اللون. وقد يسهم فقدان مرونة الجلد أيضاً في تكوين الأكياس والانتفاخ تحت العينين.

لماذا يؤثر الإجهاد على بشرتنا؟

وتقول الطبيبة الجلدية النفسية علياء أحمد لـ Independent: "يمتلك الدماغ مساراً محدداً لمشاعر الإجهاد يؤدي إلى إفراز العديد من المواد الكيميائية والهرمونات التي تسبب الالتهابات في الجسم والجلد"، لافتة إلى أن الشعور بالضيق العاطفي يؤدي إلى إفراز هرمون التوتر "الكورتيزول"، المعروف بتأثيره المثبط لأداء الجهاز المناعي ككل.

ويمكن أن تختلف تأثيرات الكورتيزول من شخص لآخر؛ إذ قد يعاني البعض من جفاف الجلد والحكة، أو تطوير الخطوط والتجاعيد والتصبغات في الوجه، أو يعاني آخرون من علامات الشيخوخة المبكرة والجلد الباهت أو الشاحب.

القلق يفقد بشرة الوجه ترطيبها الذاتي ويسبب الجفاف والتشققات - iStock
القلق يفقد بشرة الوجه ترطيبها الذاتي ويسبب الجفاف والتشققات – iStock

وبالنسبة لحب الشباب، فهو يتعافى بشكل أبطأ بكثير عندما يكون الشخص تحت الضغط والتوتر النفسي المستمر، ما يعني أن البثور تبقى لفترة أطول، ما قد يثير مضاعفات مثل الندوب والعلامات الداكنة بعد زوالها.

ما هو علاج هذه المشكلات؟

يتفق خبراء الجلدية على أن علاج السبب هو الخطوة الفعالة لعلاج مشكلات الوجه، وليس الأعراض وحسب. ولهذا السبب يجب أن يبدأ الشخص بمحاولة تقليل أسباب التوتر في حياته ومحاولة اكتسابات عادات الاسترخاء والهدوء النفسي بشكل عام.

ومن الممكن لعدد من التغييرات البسيطة أن تحدث اختلافات كبيرة في حياة المرضى.

وتوضح مجلة Healthline الطبية أنه من المهم مراعاة مقدار النوم الذي يحصل عليه الأشخاص، وتناول قدر كافٍ ومناسب من السوائل والمياه يومياً، ومراعاة خيارات الطعام الصحي الخالي من الكربوهيدرات المُعقدة والسكريات المُصنّعة، وكذلك تحديد وقت دوري لممارسة الرياضة والتأمُّل.

وبطبيعة الحال، ليس من الممكن القضاء بشكل نهائي على مُسببات التوتر في حياتنا، ومع ذلك، فإن إيجاد طرق للتعامل مع التوتر وتقليله يمكنه المساعدة على حماية البشرة والصحة النفسية والجسدية بشكل عام.

تحميل المزيد