هدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الخميس 1 أبريل/نيسان 2021، أوكرانيا بـ"تدميرها" إذا ما قامت بأي محاولة لبدء صراع عسكري جديد في شرق البلاد، وفق ما نقلته وكالة "تاس" الروسية للأنباء، وذلك في خضم عودة التوتر إلى الحدود بين موسكو وكييف، وإعلان الأخيرة سقوط 4 من جنودها.
كما يأتي هذا التصريح وسط توترات بعد أن اتهم القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية موسكو، هذا الأسبوع، بحشد قواتها قرب الحدود المشتركة، وقال إن الانفصاليين الموالين لموسكو ينتهكون بشكل منتظم، وقف إطلاق النار في شرق البلاد.
كما قالت القوات المسلحة الأوكرانية الأسبوع الماضي إنّ أربعة جنود قُتِلوا في قصف للقوات الروسية على دونباس، وهو أعلى معدل قتلى يومي منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في يوليو/تموز.
استعراض للعضلات
من جهته، قال الكرملين في وقت سابق من اليوم، إن تحركات قوات ومعدات عسكرية روسية في الفترة الأخيرة قرب الحدود مع أوكرانيا تهدف إلى ضمان أمن روسيا، ولا تشكل أي تهديد لأحد.
في كييف، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم، إن تصعيد التوتر في المنطقة الشرقية يُظهر أن روسيا تعمل على إثارة مناخ تهديد لمحادثات السلام.
زيلينسكي صرح في تدوينة على تطبيق تلغرام: "استعراض العضلات على شكل تدريبات عسكرية واستفزازات محتملة على الحدود أمر اعتادت روسيا عليه".
كما أضاف: "وهي تسعى، بهذه الطريقة، إلى خلق مناخ تهديد، وفي الوقت نفسه، للضغط أثناء مفاوضات السلام".
استراتيجية أوكرانية تستفز موسكو
التصعيد الروسي جاء بعد أيام قليلة من موافقة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على استراتيجية الأمن العسكري لبلاده، الهادفة إلى تحرير شبه جزيرة القرم، التي ضمَّتها روسيا إلى أراضيها بطريقة غير قانونية في 2014.
بحسب بيان لرئاسة الجمهورية، فإن هذه الاستراتيجية التي دخلت حيز التنفيذ عقب توقيع زيلينسكي مرسوماً خاصاً بها، تسعى إلى تحديد أولويات وأهداف الجيش الأوكراني.
كما أضاف البيان أن خطة الدفاع تقوم على أساس حفظ حقوق أوكرانيا في مواجهة أي هجوم عليها، وحماية أراضيها ومصالح البلاد العليا من أي تهديد.
وشدد على أن الاستراتيجية لا تهدف إلى الدخول في سباق عسكري مع روسيا.
ضمُّ القرم
أصبحت الآن جزءاً من روسيا بعد أن كانت تتبع أوكرانيا، عقب استفتاء من جانب واحد أُجري بشبه الجزيرة في مارس/آذار 2014، دون اكتراث بالقوانين الدولية وحقوق الإنسان.
جدير بالذكر أن روسيا سجنت العديد من تتار القرم الأتراك، ممن رأت فيهم خطراً محتملاً عليها بعد ضم شبه الجزيرة بشكل غير قانوني إليها.
كما حظرت دخول قياديين إلى شبه الجزيرة، بينهم زعيم تتار القرم، النائب في البرلمان الأوكراني عبدالجميل قرم أوغلو، ورئيس المجلس القومي لتتار القرم رفعت جوباروف، زاعمةً انتماءهم إلى "منظمات متطرفة".