بدأ وزير الخارجية الأمريكي السابق، مايك بومبيو، التحرك بشكل ضمني للتمهيد لاحتمالية ترشحه للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، حيث زار يوم الجمعة 26 مارس/آذار الجاري مدينة دي موين، عاصمة ولاية آيوا الأمريكية، من أجل عرض نفسه على حشد من المنتمين إلى التيار الأمريكي المحافظ باعتباره تابعاً "مخلصاً" للرئيس السابق دونالد ترامب.
حيث وضع بومبيو في هذه الولاية حجر الأساس لحملة ترشحه المحتملة لخوض سباق الوصول إلى البيت الأبيض في عام 2024؛ فقد كان بومبيو حاضراً بشكل ظاهري لتشجيع نادي ويست سايد المحسوب على الاتجاه المحافظ لمساعدة الجمهوريين في الفوز بأغلبية في مجلس النواب العام المقبل، لكن الواقع أن زيارة أي سياسي أمريكي له تاريخ من العمل الرسمي إلى ولاية آيوا نادراً ما تمر دون إثارة التكهنات عن نيته الترشح لمنصب الرئاسة، طبقاً لما أوردته صحيفة The Times البريطانية، اليوم الإثنين 29 مارس/آذار 2021.
إشارات لتطلعه السياسي
رغم أن بومبيو ذكر أنه كان في ولاية آيوا بسبب انتخابات التجديد النصفي، إلا أن خطابه كان مليئاً بإشارات تفيد تطلُّعه إلى المنصب الكبير (الرئاسة الأمريكية)؛ ففي معرِض كلامه، قال: "نحن ولاية آيوا، الولاية الأولى في الانتخابات التمهيدية للأمة، ملمحاً بإشارة واضحة إلى طموحاته لعام 2024.
يشار إلى أن بومبيو كان قد أعلن مطلع الشهر الجاري أنه مستعد لترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية القادمة إذا لم يقم ترامب بالترشح لهذه الانتخابات، مؤكداً أنه على استعداد دائم من أجل الكفاح لمستقبل أفضل لبلاده.
بومبيو، البالغ من العمر 57 عاماً، كان قبل أقل من ثلاثة أشهر فقط يُنهي عمله وزيراً للخارجية في عهد ترامب، بعدما كان يتولى مسؤولية العمل على نقل أجندة البيت الأبيض وقتها، "أمريكا أولاً"، إلى العواصم الكبرى في العالم، إلا أنه قرر على ما يبدو إطلاق الطلقة الأولى في إعلانه غير الرسمي عن الترشح للرئاسة.
الطريق إلى البيت الأبيض
كانت شبكة C-Span التلفزيونية الأمريكية، المعنية بنقل الشؤون السياسية والأخبار المتعلقة بالحكومة الفيدرالية، قد أرسلت فريقها "الطريق إلى البيت الأبيض 2024" لأول مرة لنقل أخبار الفعالية التي حضرها بومبيو، وهو الأمر الذي يشكّل أول بداية لتغطيتها لسباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.
صحيفة The Times البريطانية لفتت إلى أن بومبيو لم يُخف قط طموحاته السياسية في تولي منصب أعلى؛ ففي عام 2019، عندما سئل عما إذا كان سيفكر في الترشح للرئاسة، أجاب حينها: "لقد أعطتني أمريكا كثيراً. وإذا رأيت أن لي دوراً جيداً يمكنني الاضطلاع به، فلا يوجد شيء لن أفكر فيه عندما يتعلق الأمر بالعمل من أجل أمريكا".
كما أن ظهور بومبيو في مطعم Machine Shed المعروف برواده المحافظين وضعَه في مسار مرشحي الرئاسة الجمهوريين المحتملين الذين يحاولون جميعاً الحفاظ على التوازن الدقيق نفسه، حيث إنهم يصقلون أوراق اعتمادهم دون أن يبدو أنهم يهددون على أي نحو احتمالات حملة انتخابية ثالثة لترامب، الذي وإن كان يبلغ من العمر الآن 74 عاماً، فإنه يظل إلى حدٍّ بعيد الشخصيةَ الأكثر شعبيةً في الحزب وفقاً لاستطلاعات الرأي، لكنه لم يُلزم نفسه حتى الآن بالترشح مرة أخرى.
لكن ترامب ألمح يوم 2 مارس/آذار 2021، إلى إمكانية ترشحه للانتخابات الرئاسية في عام 2024.
جدير بالذكر أن بومبيو، وهو مسيحي وعسكري قديم، كان عضواً جمهورياً في الكونغرس عن ولاية كانساس ثم مديراً لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية قبل أن يصبح وزيراً للخارجية للولايات المتحدة.
يشار إلى أن الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن، كشف، في مؤتمره الصحافي الأول الذي عُقد قبل أيام، عن نيته خوض غمار المنافسة الرئاسية المقبلة.