سيحتفظ معظم الناس بذكرى واحدة سعيدة على الأقل لزيارة مدينة ملاهٍ أو أرض معارض أو حديقة حيوانات. وحتى الملاهي المائية وحدائق الأسماك يمكنها أن تتيح للعائلة قضاء يوم مبهج. غير أن الكثيرين يحظون بأيام بائسة في تلك الأماكن، ربما بسبب قِدم الألعاب، أو طوابير الانتظار الطويلة في يوم صيفي حار. بل إن البعض منا قد تذكرهم زيارة تلك الأماكن بالتعرض للاحتيال، في الألعاب التي تكلفك ثروة لمحاولة فعل شيء شبه مستحيل والفوز بجائزة بلا أية قيمة.
في هذا التقرير سنروي لكم قصص بعض الأحداث الصادمة والفضائح المدوية والمآسي المفجعة التي حدثت في الملاهي والمتنزهات والحدائق المائية على مر السنين. بعضها مشهور نسبياً (خصوصاً لو كنت تعيش في تلك المدن) وبعضها يلفه الغموض.
10 – حرائق قطار حديقة لونا بارك
سيُمثل معرض تاريخي أسترالي مقام إلى جوار جسر ميناء سيدني ذي الشهرة العالمية تجسيداً لحلم أي طفل بيوم من المتعة، لا بل وأغلب البالغين أيضاً. لكن حديقة لونا بارك جسدت عام 1979 مسرح كابوس بشع.
اندلع حريق في قطار الأشباح بالحديقة، الذي مثل قبلةً للمغامرين منذ أن افتُتحت الحديقة عام 1935، فأودى بحياة سبعة أشخاص.
وخلُص تحقيق إلى أن إدارة الحديقة كانت مذنبة لأنها لم تطبق معايير أمان مناسبة، رغم أن المستشارين المحليين وقسم المطافي المحلي نبهوا لذلك قبل أشهر من الحادث المميت. أُغلقت الحديقة وظلت مغلقة رغم مطالبات محبيها حتى عام 2004. ولم يحدد بشكل حاسم سبب اندلاع الحريق.
9 – البحيرة المسمومة
مقرف أن يمتلئ فمك بماء البحر، وإذا امتلأ ببضع جرعات من ماء بحيرة راكدة فالأمر أسوأ بكثير. لكنك لن تتوقع أبداً أن يمتلئ حلقك في حديقة مائية بالحمض.
ذلك ما حدث في حديقة تُسمى سبلاش إن سفاري، تقع في ملاهي هوليداي وورلد عام 2009. حيث تعرض الزوار لجرعات عالية من الكلورين. وسرعان ما أصلح المسؤولون في حديقة إنديانا الأمر، وذكروا في تقاريرهم أن ما حدث من دخول للمواد السامة إلى مجرى المياه وتسبب في إرسال 24 شخصاً للمستشفى كان نتيجة عطب بمضخة مياه.
8 – سلسلة من الأحداث المشؤومة في مهرجان محبوب للغاية
تماماً كحال لونا بارك في سيدني ظلت مدينة بورثكاول الساحلية الصغيرة الواقعة جنوب ويلز لعقود توفر للسياح مجموعة متنوعة من المزارات. فكانت تضم ملاعب الغولف المصغرة، وحديقة ديناصورات، والعديد من الحانات، لكن لطالما كان المزار الأهم في المدينة هو المهرجان. في البداية كان الغرض من إنشاء معرض كوني بيتش الصغير الواقع على الكورنيش الشرقي مباشرة عند الشاطئ الطويل الجميل أدناه، هو الترفيه عن الجنود الأمريكيين المتمركزين قربه في الحرب العالمية الثانية. لكن المكان المحبوب والمليء بالذكريات كان مسرحاً للعديد من المآسي المفجعة.
عام 1994 وبعد عدد من الحوادث غير المميتة على بعض الألعاب توفي فتى في التاسعة من عمره أثناء ركوبه شلال المياه. سقطت سقالة عملاقة على المسار بسبب الطقس السيئ، ما أدى لخروج المنزلقة عن مسارها. وخلال العقد التالي تسببت حوادث أخرى كان وراءها الإهمال في الصيانة، والأخطاء البشرية، بالإضافة إلى حوادث شغب في تشويه سمعة الحديقة أكثر فأكثر. واحدة من أسوأ تلك الحوادث وقعت عام 2004 حين وظف مسؤولو الحديقة فرداً له سجل إجرامي من التحرش الجنسي، بعد أسبوعين فقط من صدور حكم بحقه يمنعه من التواجد قرب الأطفال.
تقع الحوادث المشؤومة مرة أخرى عام 2007، هذه المرة كانت الحديقة مسرحاً لظاهرة أثرت على المقاطعة بأسرها، إنها حوادث انتحار بريدج إند، التي تضمنت انتحار 26 شخصاً بين عامي 2007 و2009 كلهم عدا واحد شنقوا أنفسهم، وذلك عدد أعلى بكثير جداً من المعدل المتوقع لتلك الفترة. وُجد أحد هؤلاء المنتحرين مشنوقاً في أحد مستودعات كوني بيتش غير المستعملة.
7 – الدفاع عن الألعاب "العنصرية"
هناك الكثير من الضجة في عصر الحرب الثقافية حول موضوع العرق. وسواء كنت تعتقد أن مصطلح "عنصري" قد استُخدم كسلاح من أجل توجيه اللوم إلى أي شخص يتبنى رؤية مغايرة، أو أن الكلمة نفسها قد خُفضت قيمتها وأُعيد تعريفها بطريقة تجعل مستخدميها أنفسهم عنصريين، يظل من الصعب الدفاع عن وجود مثل هذه الألعاب الموجودة في المعارض الترفيهية الدنماركية والهولندية، فهي صور عنصرية موضوعية للأشخاص السود والآسيويين. قد تظن بكل تأكيد أن أحداً لن يفتقد تلك الألعاب إذا أُلغيت. لكنك ستفاجأ حين تعلم أن بعض الأشخاص يؤيدون بالفعل الإبقاء على هذه الرحلات قيد التشغيل. لماذا؟ بالنسبة للبعض، تلك حرية تعبير. بالنسبة للآخرين، فهو الحنين إلى الماضي.
رغم الوعود التي قطعتها إدارة الحديقة في هولندا لتحديث بعض أقدم الألعاب فإنه لا توجد خطة لتغيير لعبة "السيد آكل لحوم البشر"، التي يجلس فيها الضيوف في قدر طبخ ضخم تحت صورة نمطية لآكل لحوم بشر إفريقي يضع ملعقة في أنفه.
6 – موت ديبي ستون
في عام 1978، سُحقت الموظفة ديبورا جيل ستون البالغة من العمر 18 عاماً حتى الموت بين الأجزاء المتحركة للعبة تسمى "'America Sings'". كانت اللعبة عبارة عن رحلة دوارة حيث يشاهد الضيوف حيوانات متحركة تغني عن تقاليد الموسيقى الأمريكية. في الثامن من يوليو/تموز، بعد 9 أيام فقط من بدء تشغيل اللعبة، حاولت ستون أن تتنقل بين اللوحات المتحركة. لكنها حوصرت بين جدار متحرك وآخر ثابت بينما كانت اللعبة تستعد لبدء دوران آخر، وسحقتها حتى الموت. سمع الضيوف صراخها عندما بدأت الحيوانات الآلية في الغناء. بحلول الوقت الذي أوقف فيه العمال اللعبة ووصلوا إليها، كانت ديبي ستون قد توفيت متأثرة بجراحها.
5 – جريمة بشعة وغامضة في ليغولاند
في صيف 2016 وفي مدينة ملاهي بيركشاير تعرضت فتاتان في السادسة من عمريهما للتحرش على يد منحرف بينما كانتا تلعبان في منطقة ألعاب تُسمى Castaway Camp. أُلقي القبض على اثنين مشتبه بهما بعد بضعة أشهر، لكن سرعان ما ظهرت براءتهما وأُطلق سراحهما. ولليوم يظل مرتكب تلك الجريمة الشنعاء غير معروف.
حقيقة أن هذا الحادث وقع في ما يبدو أنه أكثر أماكن إنجلترا جاذبية للأطفال يجعل الأمر أكثر إثارة للقلق، يُفترض أن تكون ليغولاند جنة للأطفال. لذلك من الفظيع حقاً أن تُرتكب هذه الجريمة الجنسية في مدينة ملاهٍ تعج دائماً بالزوار وتتخللها كاميرات المراقبة، ثم تظل دون حل بعد سنوات.
4 – أنثى الأوركا الوحيدة
بعيداً عن سلاسل حدائق المخلوقات البحرية المشهورة، فإن كثيراً من الحدائق الأصغر التي لا تزال عاملة لا يزال أداؤها سيئاً فيما يتعلق بمعاملة الحيوانات التي تملكها. خذ على سبيل المثال لوليتا، أنثى حوت الأوركا المأسورة منذ اصطيادها عام 1970. واليوم تقبع لوليتا وحيدة في حوض Seaquarium في ميامي بولاية فلوريدا. حيتان الأوركا من أشد الثدييات عاطفية، وتعتمد بشدة على التفاعل الأسري. وحقيقة أنها ظلت في عزلتها مجبرة على التعرض للمضايقات دون سبب مقبول لا تعدو كونها تذكيراً بماضٍ نتجاوزه ببطء.
3 – الرجل المقتول في بيت الرعب
افتتحت حديقة أوشن بارك مزاراً بمناسبة الهالوين عام 2017 سمته "المدفونين أحياءً"، بيت الرعب ذاك كان مُصمماً ليضع الزوار في تجربة "الدفن أحياءً قبل أن يشقوا طريقهم خارج قبورهم المظلمة". غير أن شاباً كان يبلغ من العمر 21 عاماً لم يتمكن من الخروج أبداً. وتماماً كما حدث مع ديبي ستون، وجد الشاب نفسه عالقاً في منطقة محظورة، فصدمه نعش ميكانيكي، وفقد وعيه. وحين وصل إلى المستشفى بعد مرور بعض الوقت كان قد توفي. حينها أغلقت الحكومة المحلية بيت الرعب على الفور.
2 – رجل المُهر
عام 2019 كان عامل الكرنفال جيمس مايكل رايت يعمل مع المهور في معارض مختلفة في جنوب شرق الولايات المتحدة. لم يكن يعتني بالحيوانات فقط أثناء انتقاله من أرض معارض إلى أخرى، بل كان يقتل الشابات أيضاً. وحالياً ينتظر رايت المحاكمة، بعد أن اعترف بقتل امرأتين – إليزابيث فانميتر البالغة من العمر 22 عاماً من مقاطعة كارتر بولاية تينيسي وجويسلين ألسوب البالغة من العمر 17 عاماً من مقاطعة كوب، بولاية جورجيا. رايت متهم أيضاً بقتل أثينا هوبسون البالغة من العمر 25 عاماً، لكنه لم يعترف بعد بالتورط في اختفائها.
1 – جيجاماتا أوديان في مومباي
تُعتبر جيجاماتا أوديان في مومباي جوهرة فيما يتعلق بالفن المعماري والبستنة. لكن ليس فيما يتعلق بمعاملة الحيوانات.
لطالما انتقد نشطاء حقوق الحيوان المحليون الحديقة لسجلها الفظيع من الازدحام، والإهمال، وجلب حيوانات لا يُلائمها المناخ إطلاقاً (مثل بطاريق همبولت، التي يُفترض أن تعيش على ساحل تشيلي الطويل، لكنها تعيش في حظائر صغيرة بحديقة حيوانات بالهند).