كشفت مجموعة شحن الحاويات "سي.إم.إيه سي.جيه.إم"، السبت 27 مارس/آذار 2021، عن قرارها الجديد تحويل مسار بعض سفنها لتدور حول رأس الرجاء الصالح، بسبب تعليق حركة المرور في قناة السويس.
إذ قالت الشركة التي مقرها فرنسا، في تحديث على الإنترنت، إنه سيتم مبدئياً تحويل مسار سفينتين. وأضافت أنها تدرس أيضاً طرقاً بحرية أو سككاً حديدية أو جوية بديلة للبضائع التي لم يتم تحميلها بعد.
توقيت تعويم السفينة
تأتي تصريحات مجموعة شحن الحاويات "سي.إم.إيه سي.جيه.إم"، في الوقت الذي عقد فيه أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، يوم السبت، مؤتمراً صحفياً، ليعلن من خلاله أن الجهود المبذولة لإخراج سفينة حاويات ضخمة تسد القناة سمحت بعودة حركة رفاص ودفة السفينة، لكن لا يزال من غير الواضح متى ستتم إعادة تعويمها.
إذ جنحت السفينة "إيفرغيفن"، التي يبلغ طولها 400 متر، في قطاع جنوبي من القناة وسط رياح شديدة، يوم الثلاثاء، مُعطِّلةً عمليات الشحن العالمية بعد غلق أحد أكثر الممرات البحرية ازدحاماً في العالم.
في حين يمر نحو 15% من حركة الشحن العالمية بالقناة، وتنتظر مئات السفن المرور بالقناة في حالة انتهاء إغلاقها.
ربيع أضاف أنه يأمل ألا يكون من الضروري اللجوء إلى إخراج بعض الحاويات من السفينة، وعددها 18300 حاوية، لتخفيف حمولتها، غير أن قوة الرياح تزيد من صعوبة إعادة تعويمها.
آلاف الأطنان من الرمال
كذلك قال للصحفيين في السويس: "بدأت مؤخرة السفينة تتحرك باتجاه السويس، ودي كانت بوادر إيجابية لحد الساعة الـ11 بالليل (21.00 بتوقيت غرينتش)، لكن حصل جذر كبير جداً وتوقفنا". وأضاف: "إحنا متوقعين في أي لحظة تنزلق وتتحرك من المكان اللي هي فيه".
في حين رفعت كراكاتٌ نحو 20 ألف طن من الرمال من حول مقدمة السفينة بحلول أمس الجمعة. وقالت شركة هولندية تعمل على تعويم سفينة الحاويات العملاقة الجانحة في قناة السويس، إن من الممكن تحرير السفينة في غضون الأيام القليلة المقبلة إذا كان من شأن قاطرات ثقيلة وعمليات جارية لتجريف الرمال من حول مقدمتها ومد مرتفع، إزاحتها من مكانها.
من ناحية أخرى قالت مصادر في هيئة قناة السويس، إنه جرى استئناف عمليات التعويم بعد ظهر اليوم السبت، وإن مزيداً من الجهود من المقرر بذلها مساء اليوم وصباح غدٍ الأحد، لكن تلك المصادر قالت إنه سيكون من الضروري إزالة مزيد من الرمال المحيطة بالسفينة من أجل إعادة تعويمها.
قال رئيس هيئة قناة السويس، إنه عند التعامل مع سفينة بهذا الحجم، يكون من الصعب التكهن بنتيجة تعامل الكراكات أو القاطرات معها.
جهود القناة لحل المشكلة
من جانبه قال بيتر بيردوفسكي المدير التنفيذي لشركة بوسكاليس، وهي الشركة الأم لشركة سميت سالفيج الهولندية التي جيء بها في الأسبوع الماضي، لتعزيز جهود هيئة قناة السويس لتعويم السفينة، إن قاطرات ثقيلة مجموع طاقاتها 400 طن ستصل هذا الأسبوع.
كذلك، قال بيردوفسكي للبرنامج التلفزيوني الهولندي "نيوزر"، في وقت متأخر من الجمعة: "نهدف إلى إنجاز ذلك بعد مطلع الأسبوع، لكن يتعين أن يعمل كل شيء في اتجاه تحقيق ذلك".
أضاف: "المقدمة عالقة فعلاً في الطبقة الرملية. لكن مؤخرة السفينة لم تندفع بالكامل في تلك الطبقة، وهو أمر إيجابي. يمكننا محاولة استخدام ذلك باعتباره أداة لتحريرها".
من جانبه وجَّه رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، السبت، الشكر إلى الشركاء الأجانب الذين عرضوا المساعدة في تعويم السفينة.